اتفق بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة مع رئيس الطائفة الإنجيلية المصرية القس صفوت البياضي قبل أيام، على تشكيل لجنة لبحث أسلوب التعامل بين الكنيستين في الفترة المقبلة إثر اتهامات حادة تناثرت على جميع وسائل الإعلام المصرية ما بين الأقباط الأرثوذكس (أكثر من 80 في المئة من أقباط مصر) وطائفة البروتستانت الإنجيليين حول التبشير ما بين الطائفتين.
وأمر البابا شنودة بتشكيل لجنة مشتركة خلال الأسبوع المقبل تضم أسقف عام الشباب الأنبا موسى، ممثلا عن الكنيسة الأرثوذكسية، والقس البياضي عن الطائفة الإنجيلية، لإنهاء أزمة التبشير بين الكنيستين.
وكان مركز "الكلمة" القبطي الأرثوذكسي برئاسة المحامي ممدوح نخلة وجه استغاثة إلى الرئيس المصري حسني مبارك يطالبه فيها بالتصدي لحملات التبشير من جانب البروتستانت بين المواطنين الأرثوذكس.
وقال أسقف كنيسة حلوان الأرثوذكسية الأنبا بسنتي لصحيفة "الجريدة": "هذا الاجتماع سيتم التأكيد فيه على أواصر المحبة والترابط بين الأقباط، فالخلافات المذهبية بين الطائفتين هي في مسائل طفيفة".
وعن كيفية معالجة مسألة التبشير، أكد بسنتي أن "التبشير بين الكنيستين مهما سنت له من قوانين لن يتوقف، ولكن ستلتزم كل كنيسة بالدعوة داخل إقليمها وكنيستها والأماكن التي بها كنائس مشتركة، وسيتم إلزام كل كنيسة أن تهتم برعاياها فقط دون أن تحاول التأثير على رعايا الكنائس المجاورة لها حتى لا يحدث احتقان بين الطائفتين".
ودعا بسنتي الكنائس الأرثوذكسية إلى "الاهتمام أكثر بالشؤون الاجتماعية بالمواطنين الأقباط الذين يعانون ظروفا معيشية صعبة حتى لا يكونوا فريسة للإغراءات المادية من أي طائفة أخرى".
ووصف القس البياضي تصريحات بسنتي بأنها "رأي غير عاقل إذ لا يمكن أن يمنع حارس أمن أي قبطي من التعبد في أي كنيسة بحجة أنه غير تابع لها، كما لا يمكن إجبار أي مواطن قبطي على الالتزام بكنيسة بعينها دون الأخرى".
ونفى البياضي انضمام أي قبطي للطائفة البروتستانتية بإغراء مادي، مؤكدا على أن الكلام الذي صدر عن أكثر من مصدر قبطي أرثوذكسي بهذا الشأن "تغلب عليه الأوهام أكثر من الحقائق ولا يستند إلى أي دليل فمن ينضم إلى الطائفة الإنجيلية ينضم لها مقتنعاً بعقيدتها".
وأكد البياضي أنه لن يوافق على طرح مسألة التبشير في الاجتماع المقرر، مشيرا إلى أنه سيبحث أساليب التعامل بين الكنيستين فقط دون التطرق لهذه المسألة.
بدوره، قال راعي الكنيسة الإنجيلية في أرض شريفة القس رفعت فكري: "نأمل أن تتوصل هذه اللجنة الى حلّ وسط بين الكنيستين لأننا حريصون على عدم الانقسام، والعمل من أجل كنيسة واحدة تقبل التنوع والتعددية".
بداية الأزمة
وكان الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، مطران دمياط، كشف في شهر اكتوبر الماضي عما أسماها بـ "خطة إنجيلية" تهدف إلى تحويل الأقباط الأرثوذكس إلى بروتستانت خلال 20 عاماً من تنفيذها، مشيراً إلى أن هذه الخطة مطبوعة على "c d"، ولديه نسخة منها.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن بيشوى قوله: "الخطة ليست اختراقاً أو غزواً خارجياً، بل هى تغلغل من الداخل، مما يعنى أننا نواجه اختراقاً رهيباً وبخطورة شديدة".
وأضاف: "توجد كماشة على كنيستنا القبطية، مكونة من مجموعة الدكتور عاطف عزيز، الذى تم شلحه من الكنيسة مع الراهب القس صفنيا عام 2002، بعد ثبوت ترويجهما للفكر البروتستانتى، بينما الطرف الثانى هم أتباع دير القديس سمعان بالمقطم".
وأوضح سكرتير المجمع المقدس أن الحرب الإنجيلية ومحاولة اختراق الكنيسة القبطية لسرقة أولادها شديدة جداً –حسب قوله - خاصة فى مناطق مصر الجديدة والنزهة وأرض الجولف والزمالك، لكنه قال "إحنا صاحيين لهم جداً". وانتقد بيشوى دير المقطم الذى وصفه بـ "الوكر"، الذى لا هم له سوى مهاجمة الكنيسة.
وقال: "لدى تسجيل لسهرة من سهرات هذا الوكر تمت يوم 18 سبتمبر الماضى، وظل الساهرون يتلون فيها صلاة تقول: يارب البابا شنودة يتنيح (يموت)، وهو فى صحته، ولا سيد لنا فى الكنيسة إلا المسيح فقط".
وأضاف: "هل هذه صلاة تقال فى مكان يدعى الأرثوذكسية"، موضحاً أن عاطف عزيز ومجموعته يروجون لفكرة أن الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة "ميتة" ويجب احتلالها من الداخل، وأن البابا شنودة هو رئيس العفاريت.