و نحن على ابواب الامتحانات أردت ان اكتب هذا الموضوع الذي اتمنى ان يستفيد منه كل من هو مقبل على اي امتحان او مباراة بشكل عام.
عمليا أي امتحان كيفما كان يتم تحضيره بشكل مسبق ، و المقصود هنا هو التحضير النفسي و الفكري،
يقول فولتير "النجاح يمكن صناعته انطلاقا من ثلاث عوامل:
الموهبة، العمل الدؤوب، الحظ.
الحظ يمكن القول انه عشوائي نوعا ما اذ لا يمكن التحكم به، الموهبة صفة او هبة وراثية متعلقة بالشخص، العامل الاخير و الباقي و الذي نتحكم به انت هو العمل الدؤوب، اذا فلنستطلع و نكتشف ما هو المطلوب منا للحصول على نتائج رائعة ومرضية؟
اشرت في البداية الى التحضير النفسي و الفكري قبل الامتحان، لكن سأركز كثيرا على التحضير الفكري لانه ما إن ترى نفسك على اتم الاستعداد للامتحان و انك قد درست و حضرت بشكل جيد ، حتى ترى بأن الثوثر قد زال و انه لا مبرر للخوف ، و لاتنسى كذلك أن العامل النفسي ايضا يؤثر و بدرجة كبيرة على عملية التحصيل و المذاكرة ، يوجد فرق شاسع بين شخص في راحة تامة وهادئ الاعصاب و شخص اخر متوثر و مشوش و متخوف من الامتحان .
اول شيء عزيزي القارئ، هو ان تهيئ المكان و الوقت المناسب للمذاكرة ،اذ يجب عليك ان تبعد كل ما من شأنه أن يشتت انتباهك و تركيزك، لانك حينما تبدأ في مراجعة الدروس و محاولة الفهم و الاستنباط يقوم عقلك بمجهود كبير، بحيث يقطع العقل البشري مراحل كبيرة منها التحليل و التذكر و عمليات المنطق و هكذا ، في هذه الاثناء يكون العقل في اقصى ذروته بحيث يستوعب المعلومات الواردة بشكل جيد ، واي صعوبات يستطيع العقل التغلب عليها باستعمال المهارات السابقة ، لكن عندما يكون المخ في اوج نشاطه و يصاحب ذلك ضجيج في الخارج او هاتف يرن او صديق يود مقابلتك ،فإن ذلك يقطع على المخ كل هذا المجهود ويجبره على العودة الى ما كان عليه وهذا يتطلب وقت كبير و ربما تفوتك بعض لتفصيلات الهامة بخصوص درس ما توصلت الى حلها لكن عدم اتمامها ادى الى نسيانها، باختصار شديد حاول ان تهيئ مكان هادئ بإضاءة مناسبة و درجة حرارة معتدلة.
كذلك اختر وقت مناسب، خير لك ان تذاكر دروسك ساعة واحدة فقط وتكون مركزة جدا بقدرة استيعاب تصل الى 80 او 90 في المائة ، من ان تذاكر مدة 10 ساعات لكن بدون فائدة تذكر فليست المسألة بالكم لكن بالكيف.
هناك مثلا من يفضل المذاكرة في الصباح او في المساء او الليل او بعد الفجر و كل و رغبته ،لذلك لا يوجد وقت واحد ينصح به، الا ان الافضل هو بعد الفجر و في النهاية الامر يعود لك بالطبع.
اثناء المذاكرة لا تدع نفسك للسهو فهذا يضر كثيرا فلو استصعبت عليك مادة و وجدت نفسك غير قادر على المتابعة، غير فورا الى مادة اخرى و انسى كليا ما استشكل عليك في السابق ، فحينما ستعود سترى بأنك اكتشفت بعض الامور التي لم تدركها آنذاك، خذ الامور بجدية و كن واثقا من نجاحك فأنت تملك عقلا لا حدود له.
الكثير يقوم بوضع مخطط للمذاكرة يمشي عليه و يحاول ان يطبقه،لا بأس بذلك ، لكن عليك ان تعلم انه احيانا ستصادف مادة لا تحبها او تكرهها بشكل مفرط و مذاكرتها تمثل عذاب بالنسبة لك
المهم هنا في مرحلة وضع المخطط ان تخصص لكل مادة وقتها المناسب تبعا لاهميتها بالنسبة لك و بالنسبة للامتحان بشكل عام و هذه المواد التي ربما تكرهها نظرا لصعوبتها من الافضل مذاكرتها مع اصدقاء جادين، هم سيحاولون ازالة بعض الغموض في هذه المادة كما ان الروح الجماعية ستزيل عنك الخوف و التوثر و هذا الجو يساعدك كثيرا في عملية التحصيل و الفهم
و اخيرا هناك مسألة مهمة وهي ان تحاول ان تتخيل الاسئلة التي يمكن ان تطرح و ان تجيب عليها
هذه العملية مفيدة جدا ليس لامكانية ورود السؤال في الامتحان لكن لسبب اخر وهو : تخيل معي ان احدهم جاء بورقة وقال لك لقد توصلت بالاسئلة التي ستطرح في الامتحان ، ما ستفعله على الفور هو مراجعة الاجوبة ومحاولة تذكرها و انا اضمن لك انك يتتذكر تلك الاجوبة التي ذاكرتها اكثر من الكم الهائل من المعلومات التي راجعتها و حضرتها ، و هنا جاءت الفكرة بأن تتخيل الاسئلة و ان تعتقد فعلا بأنها ستدرج في الامتحان و ب ستجيب عليها و ستتذكرها جيدا، كرر هذه العملية كثيرا و سترى النتائج بفضل الله.
نصيحة اخرى هي بعد ان ترى بأنك استهلكت وقتا كثيرا و ما عدت تستطيع المتابعة ، اترك كل شيء في يدك و تمشى قليلا و تنفس الهواء النقي و بعد ان تسترخي عد و لا تضغط على نفسك و الا كانت النتائج عكسية و سلبية ، و اتمنى لكم التوفيق ان شاء الله