بدأ الممثل الشاب أحمد حلمي أول تجاربه في الكتابة الصحفية لجريدة "الدستور" في عدد الأربعاء الثاني من ديسمبر 2009، بكتابة مقال تحت عنوان "أنا وأخويا وميكي ماوس".
دار مقال حلمي عن بداية حبه للقراءة وأن والدته كانت السبب في ذلك، وأنه كان يعتبر نفسه "بقرة" قبل أن يقرأ ويصبح "باقرا"، فكتب بالعامية: "إحنا تلاته سكر نباته .. أنا وأخويا وأختي .. طلعت لقيت نفسي وسطانيا بينهم .. ومرة زمان .. أمي قالت لواحدة صاحبتها وهي بتعرفها علينا .. ده بقى ابني الكبير .. غاوي قراية .. اسم الله عليه .. ربنا يحرسه .. طب وأنا إيه؟ مش غاوي قراية .. ربنا ما يحرسنيش يعني؟! ماشي يا ماما .. وبعد اللي قالته أمي ده .. قررت أقرا علشان ربنا يحرسني زي أخويا الكبير".
تابع: ضيعت فلوسي وسنوات صباي في تلقي العلم "الميكاوي" والتبحر في عالم ميكي ماوس .. هجرت العجلة والتليفزيون والأصدقاء .. ومن كتر حبي في ميكي، كنت بنام على المخدة ووداني في عكس اتجاهها الطبيعي، عشان تطرطق لبره وتكبر وتبقى زي ودان ميكي .. وحصل فعلا .. وداني طرطقت وكبرت وأحلوت .. وبقيت شبه ميكي ماوس .. ونظري ضعف من كتر القراية .. حسيت إني حصنت نفسي بكم هائل من الثقافة .. صحيح لما كان حد يسأل على عدد سكان ماليزيا .. أخويا اللي ربنا حارسه هو اللي كان بيجاوب وأنا لأ.
وروى حلمي قصة حدثت معه في صغره أصابته بالاكتئاب لأن أصبح يشبه ميكي، وهي: "لحد ما جه يوم .. بس يوم أسود غير كل مفاهيمي .. كان فرح بنت خالتي .. وفرح كان فيه مطرب مغمور .. شافني وقال لصاحبه اللي كان واقف جانبه .. بص .. الولد ده شبه ميكي ماوس .. ياااااه .. أخيرا حد خد باله .. فرحت جدا .. لكن يا فرحه ما تمت .. المطرب ده طلع بيتريق عليا .. مش فخور بيا .. حطمني .. حسيت إن وداني دلدلت لتحت .. كنت عايز أقطعها وارميها للسمك في النيل .. أصل الفرح كان في مركب نيلية .. روحت بيتنا وقطعت كل مجدات ميكي .. وكرهت القراية بسبب هذا المطرب المغمور .. كان نفسي تكون دقني بتطلع، عشان اكتئب واربيها .. بس كنت صغير ومابتطلعش".
وبعد فترة، استطاع حلمي التغلب على أحزانه وعاد لحياته الطبيعية ولأصدقائه، وحكى عن تأثره بالممثل الكبير نور الشريف، وكتب: "كان نور الشريف يريد 3 أولاد في العشرينات ليمثلوا في فيلم (أولى ثانوي) وكنت واحد من هؤلاء الثلاثة، ولم يقع عليا الاختيار، لأنهم كانوا عايزينهم حديثي السن .. يعني لسه شانبتهم ودقونهم ما نبتتش .. فلعنت دقني اللي وقت ما اعوزها عشان اكتئب بيها تكون ما بتطلعش .. ووقت ماعوزهاش تطلع".
واختتم حلمي مقاله بتأثير كل من حوله في حياته، كاتبا: "علمني أستاذ نور شيئا بكلمة قالها لي: لوبتحب التمثيل .. لازم تقرأ، وخصوصا لنجيب محفوظ لبراعته في وصف شخصياته، وعلمتني ثناء منصور (الحفاظ على النجاح) عندما لم تجعلني أقدم برنامجا آخر للأطفال كنت أراه جيدا، وكانت لا تراه كذلك، وكانت على حق الحق، وعلمني عادل إمام حاجة مهمة جدا في الحياة اسمها (قوة الرفض) لما قالي: (ما أصعب أن تقول لا، وأنت في أشد الحاجة لقول نعم".
واستكمل: "علمني أحمد زكي (سرا) من أسرار التمثيل .. لن أبوح به ليبقى سرا .. ليس خبثا، ولكن حبا في أن يبقى سرا .. علمني يسري نصر الله في مناقشة معه أن (أبحث دائما عن الحقيقي) بداخلي، لأن المخرج لا يستطيع أن يصل له أبدا، ولكن تصل له أنت وتخرجه سيعرفه ويختاره.. تعلمت من كل الظروف حولي.. بحثت في كل صفات البشر عن شيء أتعلم منه .. تعلمت من المريض نعمة (الصحة) .. ومن المساجين (حلاوة الحرية).
ومن المحتلين (ضرورة الاستقلال) .. ومن الموتي حين أنظر لهم ماذا تعني (قيمة الحياة) .. تعلمت من المجرمين أن (الشرف منقذ) .. علمني الضمير أنه خُلق للـ(إخلاص) ..علمني الأمل (الرضا) فوجدت نفسي أحصل على أكثر مما كنت أريد وأتصور .. حتى المطرب المغمور الذي حطمني .. تعلمت منه شيئا اسمه (القوة) وألا أترك ما أحب حتى الموت .. حتى لو كان ميكي ماوس الذي ليس له أي علاقة بعدد سكان ماليزيا.
أشكر أمي التي ذبحت بقرة الجهل داخلي حين دعت لأخي بأن ربنا يحرسه .. فجعلتني أبحث عما يفعله لكي يجعل الله يحرسه فيحرسني معه .. أشكر أخي الذي علمني كم يكون عدد سكان ماليزيا .. وأشكره أيضا على تصحيح معلوماتي حين أخبرني أن ميكي لا يكره بندق، ولكنه يحتد عليه أحيانا لأنه يريد أن يعلمه، فعلمني ميكي الفرق بين الكره والحب".