ماذا يحدث في القبر ؟؟
في المسند من حديث البراء بن عازب ،
قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولما يلحد ،
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ،
وفي يده عود ينكت به الأرض ، فرفع رأسه
فقال : (( استعيذوا بالله من عذاب القبر – مرتين أو ثلاثا ً –
ثم قال :
إن العبد المؤمن - وفي رواية أخرى لابن ماجه ( إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا ))
إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة
نزل إليه ملائكة من السماء
بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ،
حتى يجلسوا منه مد البصر .
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ،
فيقول اخرجي أيتها النفس المطمئنة ،
اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان ،
فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء
فيأخذها ،
فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين
حتى يأخذوها ،
فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ،
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ،
فيصعدون بها
فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟
فيقولون : روح فلان ابن فلان ،
بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ،
فيستفتحون له ، فيفتح له ،
فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ،
حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ،
فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في علّيين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى .
قال فتعاد روحه إلى الأرض
فيأتيه ملكان ، فيجلسانه
فيقولان له : من ربك ؟
فيقول : ربي الله عز و جل ،
فيقولان له : ما دينك ؟
فيقول : ديني الإسلام ،
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
فيقول هو: محمد رسول الله
فيقولان له : وما عملك ؟
فيقول : قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدقت ،
فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ،
فافرشوا له من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة .
قال فيأتيه من روحها و طيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره .
قال ويأتيه
رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ،
فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد .
فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير ،
فيقول : أنا عملك الصالح ،
فيقول : رب أقم الساعة ... رب أقم الساعة ،
حتى أرجع إلى أهلي ومالي .
قال : وإن العبد الكافر ، وفي رواية أخرى لابن ماجه : (( فإذا كان الرجل سوء ))
إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة ،
نزل إليه ملائكة من السماء ،
سود الوجوه ، معهم المسوح ،
فيجلسون منه مد البصر ،
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ،
فيقول : أيتها النفس الخبيثة : اخرجي إلى سخط من الله وغضب .
قال : فتغرق في جسده
فينتزعها كما ينزع السفود من الصوف المبتل ،
فيأخذها ،
فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح ،
ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ،
فيصعدون بها ،
فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون : روح فلان ابن فلان ،
بأقبح أسمائه التي يسمى بها في الدنيا ،
فيستفتح ، فلا يفتح له .
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط )) الأعراف 40 ،
فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ،
فتطرح روحه طرحاً
ثم قرأ (( ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) الحج 31
فتعاد روحه في جسده ،
ويأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له : من ربك ؟
فيقول : هاه ... هاه ، لا أدري ،
فيقولان له : ما دينك ؟
فيقول : هاه ... هاه ، لا أدري ،
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
فيقول : هاه .... هاه ، لا أدري ،
فينادي مناد من السماء : أن كذب عبدي ،
فافرشوا له من النار و افتحوا له بابا إلى النار.
فيأتيه من حرها وسمومها ،
ويضيق عليه قبره ، حتى تختلف فيه أضلاعه
، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح .
فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ،
فيقول من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ،
فيقول : أنا عملك الخبيث .
فيقول : ربي لا تقم الساعة )) .
وفي لفظ أيضاً
(( ثم يقيض له أعمى أصم أبكم ، في يده مرزبَّة ،
لو ضرب بها جبلا كان تراباً ، ثم يعيده الله عز وجل كما كان ، فيضربه مره أخرى ، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين )) .
قال البراء : (( ثم يفتح له باب إلى النار ، ويمهد له من فراش النار )) .