أنا فتاة لا أحب الأوامر والقيود وأتضايق من أسلوب أهلي في التعامل معي ومراقبتهم لي ، عشت حياة مليئة بالمغامرات والمفاجآت والمآسي والأحزان ، وأحياناً أفكر في الانتحار والتخلص من هموم هذه الدنيا وعنائها . كنت في أوائل المرحلة الجامعية حينما بدأت اختراق الحاجز الأمني الذي وضعه أهلي على منذ بلوغي أو قبل ذلك بقليل ، كانت الخطوات الأولى عن طريق بعض الزميلات في الجامعة ( أرقام هواتف،جولات ... ) وكانت مرحلة تسلية واستمتاع أكثر من أي شيء آخر . لكني بمرور الوقت وتعوٍدي على التلاعب بمشاعر الشباب وكسر حاجز مراقبة الأهل رغبت في التقدم إلى أبعد من ذلك ، ولم يكن ذلك صعباً ، فبدأت أولاً بسؤال بعض الصديقات الخاصات جداً ودلتني إحداهن على عدة طرق مناسبة ومأمونة وأولها كان عن طريق مشغل نسائي تشرف عليه امرأة ماهرة في تنسيق اللقاءات بكافة أنواعها ( لقاءات فردية – حفلات جماعية ... ) كانت تجربة مثيرة ناسبت روح المغامرة عندي ولكنها لم تكن خالية من الخوف والشقاء نظراً لأني فقدت شيئاً كبيراً في حياتي كأنثي ومع ذلك لم أبتعد كثيراً عن ذلك الجو الجديد الذي دخلته خاصة وأني أحس بالانتصار على قيود أهلي المشددة دون أن يكون لهم علي مدخل أو دليل واضح . تعرضت لمآس وآلام مع تلك الشلة الخفاشية التي تنشط ليلاً بكل أنواع اللهو والاستماع ، كنت أظنني محبوبة بينهم ومعشوقة حقيقية فإذا بي أصبح كالحذاء ( حذاء الحمام ) وساءت حالتي حتى اسودت الدنيا في عيني ولاحظ أهلي ذلك وأخذتني أمي لأحد المشايخ فقرأ علي وبكيت وتأثرت بالقران وصرت أصلي بانتظام ولكن لم يستمر الأمر طويلاً وذلك حينما كتبت رسالة إلى إحدى المجلات أشكو حالتي وظروفي التعيسة وعندها تعرفت على المحرر ودخلت في متاهات أخرى إلى الآن لم أخرج منها ، قالت لي إحدى قريباتي ( وهي فتاة ملتزمة ) إن مجلة الأسرة تهتم بالمشكلات النفسية فكتبت إليكم قصتي وأنا الآن في أتعس أيام حياتي .
تائهــــة
* أختي : لقد بدأت رسالتك على أنك لا تحبين الأوامر والقيود ، ولم تفرقي بين قيودٍ من صنع البشر وبين ضوابط الشرع ، ثم بينت ضمناً أنك انتهكت حدود الشرع والفطرة والأخلاق وتجاوزت الخطوط الحمراء عدة مرات بإصرار وسبق ترصد وتفكير وتدبير ، ثم أنت الآن تشكين الهم والغم والمآسي والأحزان وتفكرين في الانتحار أحـيـــــــــــــاناً.
إن في العيادات النفسية حالات مشابهة لحالتك تتكرر بين فينة وأخرى ، أغلبهن فيهن علل في شخصياتهن ( ضعف في الضمير قلة تدبير للعواقب ، اندفاع وراء شهوات النفس ، تلذذ بالمغامرات وهتك المحرمات على حساب الدين والعرض ... ) ويعانين من الهم والغم كالذي تعانين فهذا واقع لست الوحيدة فيه ، وأن لم يكن ظاهراً في المجتمع بوضوح .
إن من الفتيات من يدفعها لتلك التصرفات سوء تعامل أهلها معها وقلة احترامهم لها ونقص اعتبارهم لشخصيتها ، مما يجعلها تتلهف لمن يعيد لها تقديرها لذاتها حتى وأن كان رجلاً غريباً عنها تتواصل معه بحرص وشوق واهتمام وهي تعلم أنها تخالف فطرتها ودينها وقيمها وتلقي بشرفها مهاوي الردى ، وأكثر ما يكون ذلك في الأسر التي يغيب فيها الحنان والحب والتفاهم خصوصاً بين الأم وبناتها.
إن ما تفقده الفتاة من حنان وحب داخل أسرتها لن تجد عوضاً عنه مع أي رجل أجنبي عنها مهما زعم أنه شريف عفيف فكيف بمن يستغل ضعف الفتاة ويتمتع بهتك عرضها وإن زعم بعضهم ما زعم وأعطى من الوعود البراقة والكلام المعسول وظهر بالمظهر الجميل الباهر والهيئة البهية .
أنت أيتها الأخت أعرف بنفسك { بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره } وقد جربتِ وعرفت أن لذة المغامرات قصيرة وأن حسرتها طويلة وأن النشوة قد تورث أحزاناً باقية .
إنك إن حصرت اهتمامك في التخلص من الحالة النـفسية السيئة التي أنت فيها ، دون التـــفات إلى خطــورة أخطائك الشرعية ومخالفاتك الأخلاقية ، فإنك تتعامين عن حقيقة واضحة وتنكرين واقعاً لاخفاء به .
صلاح حالك يبدأ بإصلاح ما بينك وبين خالقك الرقيب عليك الذي سيسألك عن أعمالك ويحاسبك عن أخطائك ( فإن شاء عذب وإن شاء غفر ) . ألا تستشعرين أنك خالفت فطرته وانحرفت عن شريعته؟ إنه لم يضع الضوابط ( مما قد تظنينه أوامر وقيود تحد من حريتك ) عبثاً ، وإنما حواجز معقولة مقبولة لدى ذوي النفوس السليمة والعقول النيرة تنظم حياة البشر وتهذب أخلاقهم ، وتردع أهواءهم البهيمية وشهواتهم الشيطانية ( وإلا فما فرق الإنسان عن الحيوان والشيطان ) ، كما إنها تحمي النفوس من الشقاء والهموم لئلا تصاب بما أصبت أنت به ،... وهكذا .
قد يكون في الجواب بعض قسوة في وقت أنت أحوج ما تكونين فيه إلى حنان ويدعوني إلى ذلك تصوري المبدئي عن شخصيتك التي تحتاج صراحة وحزماً فرسالتك رغم ما فيها من الظروف العسيرة التي مررت بها والمخالفات التي كررتها لم أجد فيها ما يدل على يقظة الضمير والشعور الحقيقي العميق بعظم الذنب ولوم النفس على الوقوع في المخالفة أو خوف العقاب الأخروي أو العار الدنيوي ونحو ذلك من بواعث نفسية إيمانية يبعثها الاكتئاب ويحركها في نفوس المذنبين المقلعين فتوقظ بصائرهم وتقوي وازعهم الديني ورقابتهم الذاتية لربهم وانضباطهم مع أوامره .
أمران لا يجتمعان في النفس : الحصول على احترام الآخرين والحصول على المتعة المحرمة معهم فمن الطبيعي أن تتعرضي للامتحان والاحتقار والاستغلال {ومن يهن الله فما له من مكرم } ، فحددي هويتك الإيمانية وقيمتك المعنوية ، وقيمك الأخلاقية الأصلية فأنت في بلاد الإيمان ومن نسل أهل الإسلام ومكارم الأخلاق والغيرة والشرف الرفيع ولست في أوربا أو أمريكا فكيف ترضين أن تبيعي نفسك ودينك وعقلك وشرفك وسمعة أهلك لساقطي الكرامة والمروءة وإن كانوا ذوي مال وجاه ووسامة .
إن فطام النفس عن هواها عسير لكن عواقبه أحلى من العسل . أتوقع لحالتك النفسية السيئة أن تتحسن في وقت سريع إذا صححت مسار حياتك وابتعت عن تكرار غلطاتك . وباب التوبة مفتوح لك ، ولذة الإيمان أطعم في القلوب وأبقى في المهج من لذة الأحضان والرقص والغناء والخلوة مع الفتيان .
ستر الله عليك وهداك .
تائهــــة
* أختي : لقد بدأت رسالتك على أنك لا تحبين الأوامر والقيود ، ولم تفرقي بين قيودٍ من صنع البشر وبين ضوابط الشرع ، ثم بينت ضمناً أنك انتهكت حدود الشرع والفطرة والأخلاق وتجاوزت الخطوط الحمراء عدة مرات بإصرار وسبق ترصد وتفكير وتدبير ، ثم أنت الآن تشكين الهم والغم والمآسي والأحزان وتفكرين في الانتحار أحـيـــــــــــــاناً.
إن في العيادات النفسية حالات مشابهة لحالتك تتكرر بين فينة وأخرى ، أغلبهن فيهن علل في شخصياتهن ( ضعف في الضمير قلة تدبير للعواقب ، اندفاع وراء شهوات النفس ، تلذذ بالمغامرات وهتك المحرمات على حساب الدين والعرض ... ) ويعانين من الهم والغم كالذي تعانين فهذا واقع لست الوحيدة فيه ، وأن لم يكن ظاهراً في المجتمع بوضوح .
إن من الفتيات من يدفعها لتلك التصرفات سوء تعامل أهلها معها وقلة احترامهم لها ونقص اعتبارهم لشخصيتها ، مما يجعلها تتلهف لمن يعيد لها تقديرها لذاتها حتى وأن كان رجلاً غريباً عنها تتواصل معه بحرص وشوق واهتمام وهي تعلم أنها تخالف فطرتها ودينها وقيمها وتلقي بشرفها مهاوي الردى ، وأكثر ما يكون ذلك في الأسر التي يغيب فيها الحنان والحب والتفاهم خصوصاً بين الأم وبناتها.
إن ما تفقده الفتاة من حنان وحب داخل أسرتها لن تجد عوضاً عنه مع أي رجل أجنبي عنها مهما زعم أنه شريف عفيف فكيف بمن يستغل ضعف الفتاة ويتمتع بهتك عرضها وإن زعم بعضهم ما زعم وأعطى من الوعود البراقة والكلام المعسول وظهر بالمظهر الجميل الباهر والهيئة البهية .
أنت أيتها الأخت أعرف بنفسك { بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره } وقد جربتِ وعرفت أن لذة المغامرات قصيرة وأن حسرتها طويلة وأن النشوة قد تورث أحزاناً باقية .
إنك إن حصرت اهتمامك في التخلص من الحالة النـفسية السيئة التي أنت فيها ، دون التـــفات إلى خطــورة أخطائك الشرعية ومخالفاتك الأخلاقية ، فإنك تتعامين عن حقيقة واضحة وتنكرين واقعاً لاخفاء به .
صلاح حالك يبدأ بإصلاح ما بينك وبين خالقك الرقيب عليك الذي سيسألك عن أعمالك ويحاسبك عن أخطائك ( فإن شاء عذب وإن شاء غفر ) . ألا تستشعرين أنك خالفت فطرته وانحرفت عن شريعته؟ إنه لم يضع الضوابط ( مما قد تظنينه أوامر وقيود تحد من حريتك ) عبثاً ، وإنما حواجز معقولة مقبولة لدى ذوي النفوس السليمة والعقول النيرة تنظم حياة البشر وتهذب أخلاقهم ، وتردع أهواءهم البهيمية وشهواتهم الشيطانية ( وإلا فما فرق الإنسان عن الحيوان والشيطان ) ، كما إنها تحمي النفوس من الشقاء والهموم لئلا تصاب بما أصبت أنت به ،... وهكذا .
قد يكون في الجواب بعض قسوة في وقت أنت أحوج ما تكونين فيه إلى حنان ويدعوني إلى ذلك تصوري المبدئي عن شخصيتك التي تحتاج صراحة وحزماً فرسالتك رغم ما فيها من الظروف العسيرة التي مررت بها والمخالفات التي كررتها لم أجد فيها ما يدل على يقظة الضمير والشعور الحقيقي العميق بعظم الذنب ولوم النفس على الوقوع في المخالفة أو خوف العقاب الأخروي أو العار الدنيوي ونحو ذلك من بواعث نفسية إيمانية يبعثها الاكتئاب ويحركها في نفوس المذنبين المقلعين فتوقظ بصائرهم وتقوي وازعهم الديني ورقابتهم الذاتية لربهم وانضباطهم مع أوامره .
أمران لا يجتمعان في النفس : الحصول على احترام الآخرين والحصول على المتعة المحرمة معهم فمن الطبيعي أن تتعرضي للامتحان والاحتقار والاستغلال {ومن يهن الله فما له من مكرم } ، فحددي هويتك الإيمانية وقيمتك المعنوية ، وقيمك الأخلاقية الأصلية فأنت في بلاد الإيمان ومن نسل أهل الإسلام ومكارم الأخلاق والغيرة والشرف الرفيع ولست في أوربا أو أمريكا فكيف ترضين أن تبيعي نفسك ودينك وعقلك وشرفك وسمعة أهلك لساقطي الكرامة والمروءة وإن كانوا ذوي مال وجاه ووسامة .
إن فطام النفس عن هواها عسير لكن عواقبه أحلى من العسل . أتوقع لحالتك النفسية السيئة أن تتحسن في وقت سريع إذا صححت مسار حياتك وابتعت عن تكرار غلطاتك . وباب التوبة مفتوح لك ، ولذة الإيمان أطعم في القلوب وأبقى في المهج من لذة الأحضان والرقص والغناء والخلوة مع الفتيان .
ستر الله عليك وهداك .