تحدثنا فى الحلقة السابقة عن أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى عن جنكيز خان وأولاده الذين أخلفوه فى الحكم للدولة التتارية او المنغولية وابرزهم هو هولاكو وكيف كانت شخصيته الدموية وكان مسلط على دول فارس والدولة الأسلامية وكيف تزوج الأميرة الدموية المنغولية والذين اجتمعا سويا لأسقاط الدولة العباسية ولمتابعة الأحداث الماضية من الحلقة الأولى وهى لن تصدق ما هى أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى واجتياح التتار لديار الاسلام
وفى حلقة اليوم سوف نتحدث عن ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭى ﻣﻊ المير المغولى ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻟﻬﺪﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ تماماً وما حدث من مجريات للأمور قد التاريخ السلامى تماماً ومنه الشخصيات البارزة فى العصر العباسى
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓى ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍلتحالفات ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺗﻐﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓى ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺘاﺮﻳﺔ ﺍﻟتى لم تعرف من قبل أى تحالف سياسى ﻭﻻ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎسى .
حيث أﺳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺳﻨﺔ 651 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺍﻟﺬى ﻣﺎ ﻳﺌسى ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﻜﻦ ﺣﻘﺪﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻬﺰﻳﻤﺘﻪ فى ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﺳﻨﺔ 648 ﻫﺠﺮﻳﺔ أى ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺰﻋﻢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺭﺍﻫﺐ ﺩﻭﻣﻴﻨﻴﻜﺎنى ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻟﻴﻢ ﺭﻭﺑﺮﻭﻙ ﻭﻣﺜﻞ ﻓﻌﻼً ﺑﻴﻦ ﻳﺪى ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎً لعقد ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﻋﻘﺪ ﺃﺣﻼﻑ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً فى ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺤﺪﺩﺍً فى ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ .
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ فى ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻴﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ ﺻﺪﻳﻖ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎﺑﻊ ﻓﺄﺻﺪﻗﺎئه ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ﻭﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺃﻋﺪﺍئه ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻧﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ فهى ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍً وهى ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
حيث ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺃى ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﻣﺎﺭﻗﺔ ﺃى ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺭﻓﺾ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻭمنها ﻓﺸﻠﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻟﺬﺍ ﻓﻜﺮ ﻫﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ فى ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻓﻤﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ وﺇﻥ ﺑﻼﺩﻩ ﻗﺪ ﺩﻣﺮﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ فى ﻋﻬﺪ جﻨﻜﻴﺰﺧﺎﻥ ﺛﻢ فى ﻋﻬﺪ ﺃﻭﻛﻴﺘﺎى وﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄى ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 30 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ بأﻧﻪ محصور ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﺍً ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮﻕ ﺷﻮﻗﺎً ﻟﻐﺰﻭ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ ﻓﺴﻴﺮﻏﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺪﺍً ﻭحينها ﺳﻴﻔﻘﺪ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﻼ ﺛﻤﻦ .
فكل ﻫﺬﺍ جعل ﻫﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ فى ﻗﺮﺍﻗﻮﺭﻡ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟمنمقة ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻣﻬﻴﺒﺎً ﻟﻬﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭﻋﺎﻣﻠﻪ ﻛﻤﻠﻚ ﻻ ﻛﺘﺎﺑﻊ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺑﻨﻮﺩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﺪ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻻ ﻣﻠﻚ ﻭﻣﻠﻚ وﺒﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻞ ﻟﻤﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ وﺍﻟﺬى ﻗﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ يعطى ﻭﻋﻮﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﺪﺍﻳﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ للملك ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺘﺮى ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻻئه ﻭﺗﺒﻌﻴﺘﻪ .
وقد ﺳﻌﻰ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً لعقد ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ فى ﻛﻨﻒ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ فى ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ باﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ لهذه ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻨﻘﻞ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ .
ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻓﻌﻼً فى ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ لعدد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺎﻛﻴﻜﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺴﺎﻋﺪﺍً ﻫﺎﻣﺎً فى ﺩﺧﻮﻝ ﺑﻐﺪﺍﺩ .
وﻋﻘﺪ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻣﻊ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ فى ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً ﺃﺳﻮﺩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻗﻞ ﺳﻮﺍداً ﻭلكن ﻓﻀﻞ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺿﺪ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻣﺮﻳﻦ هامين هما ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻦ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﺮﻭﺍ . ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮﺏ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺃﺑﺪﻳﺔ وﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻐﻴﺮ فى ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ فى ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ .
وﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ بسم الله الرحمن الرحيم " ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩﻭﻛﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ " صدق الله العظيم
يتبع...
وفى حلقة اليوم سوف نتحدث عن ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭى ﻣﻊ المير المغولى ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻟﻬﺪﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ تماماً وما حدث من مجريات للأمور قد التاريخ السلامى تماماً ومنه الشخصيات البارزة فى العصر العباسى
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓى ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍلتحالفات ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺗﻐﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓى ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺘاﺮﻳﺔ ﺍﻟتى لم تعرف من قبل أى تحالف سياسى ﻭﻻ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎسى .
حيث أﺳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺳﻨﺔ 651 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺍﻟﺬى ﻣﺎ ﻳﺌسى ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﻜﻦ ﺣﻘﺪﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻬﺰﻳﻤﺘﻪ فى ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﺳﻨﺔ 648 ﻫﺠﺮﻳﺔ أى ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺰﻋﻢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺭﺍﻫﺐ ﺩﻭﻣﻴﻨﻴﻜﺎنى ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻟﻴﻢ ﺭﻭﺑﺮﻭﻙ ﻭﻣﺜﻞ ﻓﻌﻼً ﺑﻴﻦ ﻳﺪى ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎً لعقد ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﻋﻘﺪ ﺃﺣﻼﻑ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً فى ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺤﺪﺩﺍً فى ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ .
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ فى ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻴﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ ﺻﺪﻳﻖ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎﺑﻊ ﻓﺄﺻﺪﻗﺎئه ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ﻭﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺃﻋﺪﺍئه ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻧﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ فهى ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍً وهى ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
حيث ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺃى ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﻣﺎﺭﻗﺔ ﺃى ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺭﻓﺾ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻭمنها ﻓﺸﻠﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻟﺬﺍ ﻓﻜﺮ ﻫﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ فى ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻓﻤﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ وﺇﻥ ﺑﻼﺩﻩ ﻗﺪ ﺩﻣﺮﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ فى ﻋﻬﺪ جﻨﻜﻴﺰﺧﺎﻥ ﺛﻢ فى ﻋﻬﺪ ﺃﻭﻛﻴﺘﺎى وﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄى ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 30 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ بأﻧﻪ محصور ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﺍً ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮﻕ ﺷﻮﻗﺎً ﻟﻐﺰﻭ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ ﻓﺴﻴﺮﻏﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺪﺍً ﻭحينها ﺳﻴﻔﻘﺪ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﻼ ﺛﻤﻦ .
فكل ﻫﺬﺍ جعل ﻫﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ فى ﻗﺮﺍﻗﻮﺭﻡ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟمنمقة ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻣﻬﻴﺒﺎً ﻟﻬﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭﻋﺎﻣﻠﻪ ﻛﻤﻠﻚ ﻻ ﻛﺘﺎﺑﻊ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺑﻨﻮﺩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﺪ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻻ ﻣﻠﻚ ﻭﻣﻠﻚ وﺒﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻞ ﻟﻤﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ وﺍﻟﺬى ﻗﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ يعطى ﻭﻋﻮﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﺪﺍﻳﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ للملك ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺘﺮى ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻻئه ﻭﺗﺒﻌﻴﺘﻪ .
ولنتعرف ﻤﺎﺫﺍ ﺃعطى ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ لملك أرمنيا حتى يشترى ولائه ؟!
1- ﺿﻤﺎﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻫﻴﺜﻮﻡ .
2 ـ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ .
3 ـ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺭﻣﻦ فى ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺪﻥ التى ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺴﻼﺟﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ التى ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
4 ـ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻫﻮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭى ﺍﻟﺨﺎﻗﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺸﺌﻮﻥ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ .
ﻭبهذه العطايا العظيمة بالنسبة لملك ارمنيا فقد ﺳﻌﺪ بها الملك ﻫﻴﺜﻮﻡ بقربه ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ وهنا فقد سارع ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﻪ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﻻﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ إلى ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺇﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺧﻨﺠﺮﺍ فى ظهر ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .
1- ﺿﻤﺎﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻫﻴﺜﻮﻡ .
2 ـ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ .
3 ـ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺭﻣﻦ فى ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺪﻥ التى ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺴﻼﺟﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ التى ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
4 ـ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻫﻮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭى ﺍﻟﺨﺎﻗﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺸﺌﻮﻥ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ .
وقد ﺳﻌﻰ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً لعقد ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ فى ﻛﻨﻒ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ فى ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ باﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ لهذه ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻨﻘﻞ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ .
ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﻓﻌﻼً فى ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ لعدد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺎﻛﻴﻜﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺴﺎﻋﺪﺍً ﻫﺎﻣﺎً فى ﺩﺧﻮﻝ ﺑﻐﺪﺍﺩ .
وﻋﻘﺪ ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻣﻊ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ فى ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً ﺃﺳﻮﺩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻗﻞ ﺳﻮﺍداً ﻭلكن ﻓﻀﻞ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﺮﺝ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺿﺪ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻣﺮﻳﻦ هامين هما ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻦ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﺮﻭﺍ . ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮﺏ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺃﺑﺪﻳﺔ وﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻐﻴﺮ فى ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ فى ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ .
وﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ بسم الله الرحمن الرحيم " ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩﻭﻛﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ " صدق الله العظيم
يتبع...
الحلقة الأولى من لن تصدق ما هى أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى واجتياح التتار لديار الاسلام
الحلقة الثالثة من لن تصدق ما هى أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى وأجتياح المغول لمدينة بخارى ووحشية تشيب لها الولدان
الحلقة الرابعة من لن تصدق ما هى أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى وبداية تحالف الروافض والتتار وسقوط قلعة آلموت وأستسلام الحشاشين
الحلقة الثالثة من لن تصدق ما هى أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى وأجتياح المغول لمدينة بخارى ووحشية تشيب لها الولدان
الحلقة الرابعة من لن تصدق ما هى أصعب المحن فى التاريخ الاسلامى وبداية تحالف الروافض والتتار وسقوط قلعة آلموت وأستسلام الحشاشين