شبكات الـ «٤G» تستعد لغزو مصر فى ٢٠١٢
الحديث عن شبكات الجيل الرابع ٤G فى مصر، فى هذا التوقيت أشبه بالحديث عن موضوعات الخيال العلمى، فأغلب الأطراف التى من المفترض أن تكون مهتمة بالأمر تنظر للموضوع وكأنه لن يحدث فى الأجل القريب.
وحجتهم فى ذلك أن شبكات الجيل الثالث لاتزال فى مرحلة النمو فى مصر، ويقول الخبراء: «إن ١٠ % من مساحة مصر المأهولة بالسكان مغطاة بصورة «كاملة» بشبكات الجيل الثالث. فإذا كان هذا هو الحال مع شبكات الجيل الثالث فلماذا إذن التطرق لشبكات الجيل الرابع، السبب هو إطلاق السويد والنرويج أول شبكة تجارية تعمل بالجيل الرابع من خلال مشغل واحد وهو TeliaSonera بالتعاون مع شركة اريكسون السويدية، هذه الخطوة سبقها خطوات مشابهة فى اليابان وكوريا وكندا والولايات المتحدة وإن اختلف الوضع بين شبكات Wi Max وشبكات LTE.
الجمعية العالمية لمزودى خدمات المحمول GSA نشرت تقريراً قبل فترة أشارت فيه إلى التزام أكثر من ٥١ شركة اتصالات فى ٢٤ دولة حول العالم بتحديث شبكاتها لتعمل بتكنولوجيا الجيل الرابع الثورية، وتوقعت أن يكون هناك ١٩ شبكة تعمل بالفعل بهذه التقنية خلال ٢٠١٠. والكثير من الخبراء فى مصر يرون هذه الدول أخذت شوطا كبيرا فى شبكات الجيل الثالث، أهلها للدخول لعصر ٤G وهو ما لا يمكن أن نقيسه على مصر،
ويقول حسام صالح، مدير شركة الكاتيل لوسنت فى مصر: «شركات المحمول المصرية مازالت تبنى شبكات الجيل الثالث ولم تصل السوق لمرحلة نستطيع معها أن نقول إننا فى احتياج للجيل الرابع. واستبعد أن يكون هذا فى المدى القريب». ويختلف معه روبرت كونوى، رئيس اتحاد مشغلى شبكات التليفونات المحمولة GSMA، ويقول: «لا مجال للانتظار والتفكير فيما إذا كانت التكنولوجيا ستصل للدول النامية أم لا فالمسافة التى كانت فاصلة بين المنتجات الموجودة تحت الاختبار والأسواق أصبحت ضيقة».
وأضاف فى تصريح ما نراه فى أمريكا وأوروبا نراه بعد فترة قصيرة فى الهند وجنوب أفريقيا ومصر وبفترة قصيرة». شبكات الجيل الرابع هى امتداد طبيعى للجيل الثانى ٢G والثالث ٣G ولكن الجيل الرابع يعتمد على تقنية ثورية أكثر سرعة وديناميكية وتزيد عشرات المرات على التقنيات السابقة،
وهناك اتجاهان فى ذلك الأول: خاص بتقنية LTE والتى تعنى «Long Term Evolution»، أى التطور بعيد المدى وفى مقابل هذه التقنية تبرز شبكات Wi Max اللاسلكية السريعة «Broadband» وهى تمثل الجيل الأحدث من شبكات Wi Fi الشهيرة، التى تقف خلفها بقوة انتل- الموعودة برخصة منذ فترة من الحكومة المصرية- وسامسونج وموتورلا، التى استطاعت مؤخراً أن تجرى تجارب عملية على معيار m٨٠٢.١٦ المتحرك.
وعلى النقيض تقف بكل قوة اريكسون كداعم رئيسى لتقنية LTE وقبل فترة كانت أول شبكة فى العالم تطلق تجارياً خدمات ٤G، وتعلق دينا الشناوى، مدير التسويق بشركة اريكسون فى شمال أفريقيا، قائلة: «الجانب التقنى نجحنا فى تطبيقه مع شبكة تعمل بالسويد قبل أسبوعين ونستطيع تطبيق المثل فى مصر، ولكن هذا يخضع لرغبة شركات المحمول وللقواعد التى يعمل بها جهاز تنظيم الاتصالات».
وبعيداً عن هذه التعقيدات التقنية فشبكات الجيل الرابع تهتم بالسرعة والتى تصل - مبدئياً - إلى ١٠٠ ميجابايت «Mbps» وسرعة رفع البيانات بها تصل إلى ٥٠ ميجابايت وهى ١٠ أضعاف السرعة – على الأقل - التى نعمل عليها فى مصر رغم تأكيدات شركات المحمول أنها تصل إلى ٢٤ جيجابايت أو ٢٨، فهذه السرعات تمثل القدرة القصوى للشبكة، التى لا يمكن الوصول إليها بصورة دائمة مثل سرعات السيارات القصوى - على حد تعبير خالد حجازى، مدير العلاقات الحكومية بشركة فودافون مصر.
ويضيف حجازى: «لدينا فى فودافون التزام بأن نقدم للمستخدمين أفضل الشبكات وفور فتح الباب لشبكات الجيل الرابع سنتقدم لها». وربط القرار النهائى بالاطلاع على قواعد العمل التى ستحكم ذلك فى جهاز تنظيم الاتصالات وأيضا على ما ستقوله إدارة فودافون العالمية» وتسأل عن موقف الجهاز من الترددات الجديدة للجيل الرابع، وأشار إلى أن الكثير من الأمور يجب الإجابة عنها قبل التفكير عملياً فى هذه الخطوة».
يذكر أن جهاز تنظيم الاتصالات يعطى ترددات خاصة لشركات المحمول، وهى تمثل قناة تقديم الخدمة الرئيسية وتتحكم هذه الترددات فى جودة الخدمة وفى استيعاب مشتركين أكثر وخدمات أكثر، وهو ما أكده أيضا أحد المصادر المسؤولة بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات،
وأضاف المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن مسألة طرح تراخيص للجيل الرابع تحتاج مزيدا من الوقت للنظر فيها ودراستها مع الشركات وتحديد احتياجات السوق الحقيقة قبل الإقدام على تلك الخطوة. وأكد أن حصول شركات المحمول على ترددات إضافية سيتم نظير رسوم اضافية عما تسدده الآن.
والجدير أن شركة موبينيل أول شبكة محمول عملت فى هذا المجال وتملك أحدث شبكة فى مصر ولها سابقة شهيرة مع شبكات الجيل الثالث ٣G، التى رفضت فى البداية أن تحصل على رخصتها، لهذا جاء ردها منطقياً بأنها ليست مهتمة حالياً بتكنولوجيا LTE، ويقول مروان حايك، رئيس قطاع التكنولوجيا بموبينيل «حتى الآن لم تظهر أى تطبيقات للجيل الرابع تصلح للسوق المحلية سوى توفير سرعات أعلى لنقل البيانات عبر الشبكات».
وأضاف حايك: «ننظر لتكنولوجيا الجيل الرابع على المدى الطويل، لكن سيكون من الصعب فى الوقت الحالى الاندفاع نحوها بسبب عدم وضوح الرؤية بشأنها على مستوى العالم» وتوقع خلال عامين أو ثلاثة أن تتضح بالنسبة لمصر وبالتالى موقف موبينيل من هذا التطور».
وتوقع أيمن مصطفى، مسؤول الشبكات اللاسلكية بشركة اورانج الفرنسية، أن تصدر مصر قريباً رخصة Wi Max بمعيارها الثابت، وهو ما يعنى، حسب قوله، استبعاد تكنولوجيا LTE حالياً وإن كان من الوراد، والكلام مازال على لسانه، أن يتم طرحها كترخيص منفصل لشركات المحمول، ولكن ذلك لن يكون قبل عامين أو ثلاثة أى بحلول ٢٠١٢. لافتا إلى أن الأزمة المالية الراهنة ستؤجل حسم الصراع بسبب تقلص النفقات على أبحاث التطوير فى أغلب الشركات الدولية.
وتوقعت الشركة الصينية هواوى، على لسان إيهاب غطاس، مساعد الرئيس لدى هواوى الشرق الأوسط: أن تصل تقنية ٤G اعتماداً على شبكات LTE للمنطقة العربية خلال العام القادم. «وبشر غطاس شركات المحمول بأن تكلفة تقديم الخدمة مع شبكات الجيل الرابع ستكون أقل» وهو ما يعنى أسعاراً أقل وتطبيقات أكثر لصالح المستخدمين.
ويرى على خلاف، مسؤول شبكة «اتصالات» داخل هواوى: أن أبرز ما ستقدمه شبكات الجيل الرابع هو تصفح الإنترنت السريع جدا، ونقل التليفزيون المباشر عالى الجودة عبر الإنترنت واستخدام HD Vedio، Network Games وربط الموظفين بشبكات تماثل شبكات VPN التى تعتمد الشركات عليها حالياً.
وفيما يخص شركة اتصالات الإماراتية التى تعمل فى مصر، من شبكات الجيل الرابع، توقع أحد مديرى شبكات الاتصالات العالمية أن تكون اتصالات أول من يبادر بطرح هذه الشبكة لشغفها الشديد بأن تكون «الأولى والأفضل والأكبر»، حسب قوله. وتوقع أن تشهد السوق المصرية أول ظهور حقيقى لشبكات الجيل الرابع بحلول ٢٠١٢، وهو تقريبا التوقيت الذى أجمع عليه أغلب خبراء سوق الاتصالات فى مصر. الحديث عن الجيل الرابع يدفعنا إلى استطلاع رأى جهاز تنظيم الاتصالات، الذى تحركه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويقول الدكتور عمرو بدوى، الرئيس التنفيذى للجهاز: تكنولوجيا الجيل الرابع للمحمول تحتاج تراخيص إضافية ستحصل عليها شركات المحمول فى الوقت المناسب، ورفض أن يحدد هذا التوقيت، مشيراً إلى أن تكنولوجيا الجيل الرابع ما زالت تخضع لاختبارات عالمياً، ولم تتبلور فى شكلها النهائى ويصعب الحكم عليها الآن، مؤكداً أن الجهاز عادة ما يدرس أبعاد وتأثيرات التكنولوجيات الجديدة على الاستثمارات القائمة ومدى حاجة السوق لها.