ابتكر أستاذ بكلية الطب بقصر العيني في القاهرة نظاما جديدا للريجيم أسماه “المعدة النائمة”، وفيه يتم تعويد المعدة على الوجبات الصغيرة حتى تنكمش ويقل حجمها، وليس له علاقة بالسعرات الحرارية ويهتم بكميات الطعام وتدريب عضلات المعدة وحاسة التذوق والمزاج الشخصي.
يقول الدكتور محمد الهاشمي عضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة بالرغم من قوة الأنظمة الموجودة للريجيم لكنها غير مجدية، حيث تعتمد في الأساس على الحرمان ولا تحقق تخفيضا في الأوزان إلا في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط، وبعدها يقل معدل التناقص في الوزن جدا، وقد نجح ريجيم “الإحجام” الميني ميلز الأمريكي في الوصول لهدف إنقاص الأوزان طبيعيا، إلا انه لم ينجح في تقليل حجم المعدة، فإذا ما توقف الشخص عن الريجيم فإن وزنه يتحرك في اتجاه الزيادة مرة أخرى حتى يعود إلى وزنه. وأشار إلى انه بحث كثيرا لتلافي هذا الأثر وابتكر ريجيم “المعدة الصغيرة” وأطلق عليه بعد ذلك “المعدة النائمة”.
ولفت إلى ان “المعدة النائمة” هي البديل الطبيعي والمنافس لجراحات السمنة المفرطة وأجهزة التحكم في الشهية، ويعتمد النظام الجديد على عدة أساليب أولها أسلوب ريجيم “الميكرو / ميجا ميلز” وفيه يتم استخدام وجبات صغيرة كل ثلاث ساعات لمدة يوم ونصف اليوم في ساعات اليقظة، ويتم بعدها توسيع المعدة بتناول وجبة كبيرة تسمى “الميجا ميلز” وتتكون غالبا من الخضروات الطازجة حتى تقلل من الكثافة السعرية للوجبة ويتزامن مع هذه الوجبات جلسات ودية بين المريض وطبيبة لشرح عمل المعدة وانقباض وانبساط عضلاتها والإيحاء له بضرورة جعل عضلات المعدة قوية للمساعدة في تصغير حجمها، إضافة إلى إقناع العقل الباطن والمشاعر بهدوء المعدة.
ويضيف د. الهاشمي: في هذا النظام يتم أيضا تنشيط نوع مهم جدا من الدهون تسمى “الدهون البنية” تتركز تحت الجلد في منطقة ما بين الأكتاف، هذه الدهون خلقها الله في الأطفال بكمية كبيرة تصل إلى نصف كيلوجرام، تقل عند الكبار نتيجة للتلوث لتصل نسبتها إلى 100 جرام فقط، وقد تكون عند البعض ضعيفة جدا ولا يستفاد منها في حرق السعرات.
وتحتوي خلايا هذه الدهون على كميات كبيرة من مولدات الطاقة، وتقوم بعملية مشابهة لوظيفة الغدة الدرقية. ويؤكد انه استطاع زيادة نسبة هذه الدهون عند البدناء بتناول الأغذية الطبيعية مثل التوت والفراولة والكريز والباذنجان والخرشوف والملوخية والفلفل الأخضر، وأضاف أن علماء جامعة هارفارد تمكنوا من تنشيط الخلايا البنية أيضا باستخدام الماء البارد عند تسليطه على منطقة ما بين الأكتاف، كما ثبت أن الجهد البدني اليومي العادي لمدة ساعتين يساعد في حرق نحو 18 كيلوجراما من الدهون كل عام.
وهذا النظام يتيح تكرار تقلص المعدة ثم انبساطها مما يؤدي إلى تضخيم عضلاتها وصغر حجمها، ويشبع المريض بعد تناوله كميات بسيطة من الطعام، ولهذا يتطلب من المريض أن يتحلى بالصبر والثقة في تحقيق الهدف.
وعن الوجبات التي يعتمد عليها هذا النظام يقول الهاشمي: إنها نفس الوجبات التي يتناولها الشخص العادي، ولكن بكميات محسوبة ونوعيات مختلفة، فمثلا الذين يحبون الدهون يمكنهم تناول الأسماك الدهنية كالتونة والماكريل والسردين، فهذه الأنواع تحتوي على الأوميجا 3 المفيدة للقلب والشرايين والمخ، أما محبو تناول الجاتوه فلهم أن يتناولوا الشيكولاتة بدلا منها، فهي مفيدة للقلب والمخ بالإضافة إلى طعمها السكري، وعشاق الايس كريم يتناولون المخلوط منه بالفانيليا فهي تقوم بتنشيط الذاكرة والمخ وتساعد على إنقاص الوزن.
ويشير د. الهاشمي إلى بعض الأغذية ذات الاستفادة القصوى في إنقاص الوزن، ومنها: حبوب الشوفان، الشعير، العدس، لاحتوائها على الألياف التي تحدث إحساسا بالشبع وتمنع حدوث الإمساك ولها مؤشر سكري منخفض، كما أن شرب القهوة بما لا يزيد على 3 فنجانين يعطي إحساسا بالشبع، في حين أن اليود الموجود بالمأكولات البحرية يفيد الغدة الدرقية ويغطي احتياجات الجسم من دهون أوميجا 3 المفيدة.
وأوضح الكمثرى والتفاح والجوافة تحتوي على الألياف المحدثة للشبع ولها مؤشر سكري منخفض، وأخيرا الفراولة والكريز والتوت والرمان لاحتوائها على أقوى مضاد أكسدة، وهي معروفة بتنشيطها للدهون البنية التي تساعد الجسم في التخلص من دهونه الصفراء التي تتكدس في أجزاء مختلفة من الجسم.
ويشير إلى انه يشجع المرضى البدناء من خلال البرنامج الغذائي على تناول بعض الحلويات والنشويات يوميا، ولكن دون إسراف، حتى يتجنبوا الاكتئاب الناتج عن نقص مادتي “السيرتونين” و”الدوبامين” المعروف علاقتهما باعتدال المزاج حيث يقل إفرازهما بسبب عدم تناول الطعام. ويؤكد أن هذا النظام طبيعي، فالمعروف أن أدوية التخسيس تعمل جميعها بالإيحاء النفسي، واكبر دليل على خطر هذه الأدوية ما ذكرته وكالات الإنباء عن الخطر الأكيد لدواء معروف عالميا يمنع امتصاص الدهون وتسببه في زيادة نسبة سرطان القولون. وعن النتائج التي حققتها نظرية المعدة الصغيرة، بالمقارنة بالطرق الأخرى يقول الدكتور محمد الهاشمي يعتبر جراحو السمنة المفرطة عملية تدبيس المعدة هي المعيار الذهبي لجراحات السمنة، حيث يتم اختزال المعدة إلى كيس صغير الحجم يتم توصيله بالجزء الأخير من الأمعاء، والنتيجة أن كمية الطعام التي تدخل المعدة الجديدة تكون قليلة، ومع ذلك فإن امتصاص الطعام من الأمعاء يصبح أقل كفاءة ولهذا يمكن أن يصاب المريض بالأنيميا أو الهشاشة وقرحة المعدة، علاوة على منع المريض من تناول الوجبات العادية إلا بعد ثلاثة اشهر، والتدبيس ينقص الوزن 30 كيلوجراما في المتوسط لكل مائة كيلوجرام من الوزن في أول عام، وبالمقارنة فإن ريجيم المعدة النائمة يحقق نتائج مقاربة لهذه الجراحة دون الدخول في مشاكل الجراحة لمرض السمنة أيضا، الريجيم الجديد بديل عن استخدام جهاز عالمي يسمى منظم تقلصات المعدة ليتحكم في الشهية ويتم زرع الجهاز تحت جلد البطن بعملية جراحية بسيطة، ويتم توصيله بسلك معدني إلى جدار المعدة حيث يقوم بتنشيط أعصابها فتخبر المخ بامتلائها فيقل الطعام اليومي، ويرجح علماء آخرون أن الجهاز يقوم بتهدئة عضلات المعدة، وب تحتاج إلى الطعام على فترات متباعدة، وقد نجح هذا الجهاز في إنقاص الوزن من 10 إلى 30% خلال العام الأول من استخدامه. ويحتاج الجهاز الذي يصل حجمه إلى علبة الكبريت إلى إعادة الشحن كل خمس سنوات بعملية جديدة كما أن خطورته تكمن في احتمالية أن يغير السلك المعدني اتجاهه ويقوم بثقب المعدة، إضافة إلى تكلفته الباهظة وحدوث أعراض جانبية مثل الارتجاع المريئي نتيجة لحالة تهدئة المعدة الزائدة، وفي النهاية أكد د. الهاشمي أن نظامه الجديد الذي يسعى حاليا لتسجيله عالميا يحدث نفس التأثيرات دون هذه المضاعفات.