يعاني شباب اليوم من أزمة زواج واضحة ، نسبة عنوسة عالية في الفتيات وأكثر منها كثيرا في الشباب كما أثبتت إحصائيات حديثة ، يأتي العامل الاقتصادي في المقام الأول ، فالزواج يحتاج شقة وأثاث وشبكة ومهر والرواتب محدودة وفرص العمل قليلة ، تزيد تطلعات الفتاة وشروط أهلها المسألة تعقيدا وتتوقف المشروعات وتخبو الآمال .
تأخر الزواج مشكلة كبيرة لأنه معاكس للفطرة ومنبع لأمراض اجتماعية وأخلاقية لاحد لها ، أبسطها الاكتئاب والانطواء واهتزاز الثقة بالنفس وانعدام الأمل ، ويبدو أن العامل الاقتصادي رغم أهميته ليس هو السبب الوحيد ، عموما فإن الظواهر الاجتماعية لا يمكن أن يكون لها سببا وحيدا ، بل عدة أسباب تتشابك وتدفع مجريات الأحداث في اتجاه معين .
من الأسباب الحديثة جدا تراجع الحب ، أو وجود أزمة حب لدي الشباب ، فمن يسر الله له الناحية الاقتصادية وشرع في الزواج من الجنسين تجده يصرح تصريحات غريبة ، تقول الفتاة وهي تلبس ثوب الحكمة الذي لا يناسبها ولا يصلح لها : أعرف جيدا أنه لا يوجد ما يسمي ( الحب ) ولذلك فأنا أفكر في الارتباط علي أساس العقل والمنطق .
ويقول الشاب متجاوزا كل شئ : من الآخر لا يوجد حب وإنما مجرد مصالح متبادلة والزواج هو سنة الحياة ولذلك فقط نرتبط.
لماذا نحرق المراحل الجميلة ؟ ونقفز للنتائج السيئة ؟ وكيف نتجاهل الحب كقوة دافعة وطاقة جبارة تجر عربة الزواج ؟
أنتم في ربيع العمر فلتستمتعوا به ، فتاتي الصغيرة البريئة عيشي سنك وافرحي بالعريس وانطلقي مع الأحلام الملونة وتخيلي بستان السعادة المنتظر ، واتركي الحكمة للكبار ، فسوف يقوم والديك بالواجب ويحكمون العقل والمنطق ، وبعد الزواج حاولي بكل طاقتك أن تعيشي حلمك الجميل وتحوليه إلي واقع رائع .
وأنت أيها الشاب المقبل علي الزواج ، لماذا تريد أن تبدأ من الآخر ؟ ابدأ من الأول ، من نقطة انطلاق شرارة الحب لزوجة المستقبل ، افرح بابتسامتها ، وتأمل جمال عينيها ، وتخيلها أميرة قلبك ، لا تكبح عواطفك النبيلة ما دامت في الحلال ، ولا تسمح لعواجيز الفرح أن يثبطوا همتك ، ولا تنساق وراء السخرية من كل شعور جميل ، وقد صدق الشاعر حين قال
الحب في الأرض بعض من تخيلنا لولم نجده عليها لاخترعناه
ماالذي نجنيه من تراجع الحب لدي الشباب ؟
أولا : تفاقم أزمة الزواج وتعقدها لانعدام الدافع ، فإذا بدأ مشروع الزواج باردا هامدا كأنه مجرد صفقة أو مشروع تبادل مصالح فسوف يفشل الاتفاق وينفض عند أول خلاف ، ونري ذلك كثيرا .
ثانيا :اندلاع الخلافات سريعا بعد الزواج ـ لنفس السبب ـ وتفاقمها .
ثالثا : اللجوء للطلاق في أوقات قياسية ، وقد سجل طلاق الشباب في السنة الأولي للزواج نسبة 50 % من إجمالي حالات الطلاق ، وأحيانا يتم بعد أسابيع أو أيام قليلة .
رابعا : زيادة الإحجام عند الشباب الذي لم يخوض التجربة خوفا من الفشل الذي مني به الكثير من معارفه وأصدقاؤه .
الحب والفرحة الغامرة والتفاؤل بحياة جديدة والحماسة للسعادة لدي العروسين من أهم أسباب النجاح التي تدعم العش الوليد وتعين علي تحمل المسئوليات وتذيب فروق الطباع واختلاف بيئات التربية وتصهر الطرفين في بوتقة جديدة ، ولكي ينجح الحب يجب أن يكون متبادلا من الطرفين ، لأن رؤية الذات في عيون محبة من أهم دوافع النجاح والسعادة .
جزء من المسئولية يقع علي الكبار الذين تثير خلافاتهم الدامية الفزع في قلوب الأبناء وتجعلهم يتنكرون للحب الذي لم يلمسوه في بيوتهم ،ثم هناك التربية الاعتمادية التي تجعل الشاب والفتاة يجد صعوبة في الاستقلال ، سبب آخر هو وسائل الإعلام التي تبالغ في السخرية من الزواج ومشاكله ، وهناك سبب رئيسي هو العالم الحداثي الكبير الذي يحيط بنا وينقل لنا فيروس التفكك الأسري والزهد في الزواج وانقراض الأسرة .
جزء آخر يقع علي عاتق الحكومة التي تتجاهل تلك المشكلة الحيوية ولا تبذل فيها جهدا يذكر ، حتي أن خبر زواج الدكتور ( أحمد نظيف ) رئيس مجلس الوزراء جدد مواجع الشباب وجعلهم يبدأون حملة علي الفيس بوك بعنوان ( اشمعني أنت وإحنا لأ ) لمطالبة حكومة نظيف بتوفير سبل الزواج كما تفعل العديد من حكومات الدول العربية ، ومزج عدد من الشباب عبارات التهنئة بالدعوة لعدم نسيان هموم الشباب ومشاكلهم .
الزواج المبكر يعد حلا للأزمة في جوانب كثيرة قبل نمو الهواجس وتراكم الخبرات السيئة في النفوس ، وكذلك تشجيع الأهل وتبسيط الأمور المادية والمعنوية والمساعدة المادية المباشرة من كل قادر في العائلة للإسراع في خطوات الزواج، وإتاحة الفرصة قبل الانتقال لبيت الزوجية لتنمية مشاعر طيبة بين العروسين .
فرص السعادة الخالصة في الحياة قليلة ، فإذا واتتك الفرصة فاغتنمها لأقصي درجة وعشها بلا خوف ولا توجس ، بعطاء النفس السخية وتفاؤل الربيع والبراءة ، وبعد أن تصقلك شمس صيف المسئولية عبر سنوات طويلة ، ثم يهب عليك الخريف بهباته الباردة وتذبل زهور حياتك وقتها يحين أوان الحكمة والعقل والمنطق والسخرية من الحب والزواج وتلك البضاعة المزجاة التي لا يملك غيرها العجائز .
لا تتعجل خريف الحكمة ولا تضيع ربيع الحب والجمال وتزوج فورا متي عثرت علي بنت الحلال ولتكن السعادة هدفا مشروعا لكما ،وهذا ما يفعله كثير من الشباب الذين امتلأت قلوبهم وأهليهم بالمحبة والرضا فيتزوجون بأبسط المتاح في ظل جو عائلي مشبع بالود والمساندة .
تعجبني حكمة ربيعية تقول
( حتي ولو لم يكن العالم مكانا ساحرا فمن الأفضل أن نراه كذلك )
تأخر الزواج مشكلة كبيرة لأنه معاكس للفطرة ومنبع لأمراض اجتماعية وأخلاقية لاحد لها ، أبسطها الاكتئاب والانطواء واهتزاز الثقة بالنفس وانعدام الأمل ، ويبدو أن العامل الاقتصادي رغم أهميته ليس هو السبب الوحيد ، عموما فإن الظواهر الاجتماعية لا يمكن أن يكون لها سببا وحيدا ، بل عدة أسباب تتشابك وتدفع مجريات الأحداث في اتجاه معين .
من الأسباب الحديثة جدا تراجع الحب ، أو وجود أزمة حب لدي الشباب ، فمن يسر الله له الناحية الاقتصادية وشرع في الزواج من الجنسين تجده يصرح تصريحات غريبة ، تقول الفتاة وهي تلبس ثوب الحكمة الذي لا يناسبها ولا يصلح لها : أعرف جيدا أنه لا يوجد ما يسمي ( الحب ) ولذلك فأنا أفكر في الارتباط علي أساس العقل والمنطق .
ويقول الشاب متجاوزا كل شئ : من الآخر لا يوجد حب وإنما مجرد مصالح متبادلة والزواج هو سنة الحياة ولذلك فقط نرتبط.
لماذا نحرق المراحل الجميلة ؟ ونقفز للنتائج السيئة ؟ وكيف نتجاهل الحب كقوة دافعة وطاقة جبارة تجر عربة الزواج ؟
أنتم في ربيع العمر فلتستمتعوا به ، فتاتي الصغيرة البريئة عيشي سنك وافرحي بالعريس وانطلقي مع الأحلام الملونة وتخيلي بستان السعادة المنتظر ، واتركي الحكمة للكبار ، فسوف يقوم والديك بالواجب ويحكمون العقل والمنطق ، وبعد الزواج حاولي بكل طاقتك أن تعيشي حلمك الجميل وتحوليه إلي واقع رائع .
وأنت أيها الشاب المقبل علي الزواج ، لماذا تريد أن تبدأ من الآخر ؟ ابدأ من الأول ، من نقطة انطلاق شرارة الحب لزوجة المستقبل ، افرح بابتسامتها ، وتأمل جمال عينيها ، وتخيلها أميرة قلبك ، لا تكبح عواطفك النبيلة ما دامت في الحلال ، ولا تسمح لعواجيز الفرح أن يثبطوا همتك ، ولا تنساق وراء السخرية من كل شعور جميل ، وقد صدق الشاعر حين قال
الحب في الأرض بعض من تخيلنا لولم نجده عليها لاخترعناه
ماالذي نجنيه من تراجع الحب لدي الشباب ؟
أولا : تفاقم أزمة الزواج وتعقدها لانعدام الدافع ، فإذا بدأ مشروع الزواج باردا هامدا كأنه مجرد صفقة أو مشروع تبادل مصالح فسوف يفشل الاتفاق وينفض عند أول خلاف ، ونري ذلك كثيرا .
ثانيا :اندلاع الخلافات سريعا بعد الزواج ـ لنفس السبب ـ وتفاقمها .
ثالثا : اللجوء للطلاق في أوقات قياسية ، وقد سجل طلاق الشباب في السنة الأولي للزواج نسبة 50 % من إجمالي حالات الطلاق ، وأحيانا يتم بعد أسابيع أو أيام قليلة .
رابعا : زيادة الإحجام عند الشباب الذي لم يخوض التجربة خوفا من الفشل الذي مني به الكثير من معارفه وأصدقاؤه .
الحب والفرحة الغامرة والتفاؤل بحياة جديدة والحماسة للسعادة لدي العروسين من أهم أسباب النجاح التي تدعم العش الوليد وتعين علي تحمل المسئوليات وتذيب فروق الطباع واختلاف بيئات التربية وتصهر الطرفين في بوتقة جديدة ، ولكي ينجح الحب يجب أن يكون متبادلا من الطرفين ، لأن رؤية الذات في عيون محبة من أهم دوافع النجاح والسعادة .
جزء من المسئولية يقع علي الكبار الذين تثير خلافاتهم الدامية الفزع في قلوب الأبناء وتجعلهم يتنكرون للحب الذي لم يلمسوه في بيوتهم ،ثم هناك التربية الاعتمادية التي تجعل الشاب والفتاة يجد صعوبة في الاستقلال ، سبب آخر هو وسائل الإعلام التي تبالغ في السخرية من الزواج ومشاكله ، وهناك سبب رئيسي هو العالم الحداثي الكبير الذي يحيط بنا وينقل لنا فيروس التفكك الأسري والزهد في الزواج وانقراض الأسرة .
جزء آخر يقع علي عاتق الحكومة التي تتجاهل تلك المشكلة الحيوية ولا تبذل فيها جهدا يذكر ، حتي أن خبر زواج الدكتور ( أحمد نظيف ) رئيس مجلس الوزراء جدد مواجع الشباب وجعلهم يبدأون حملة علي الفيس بوك بعنوان ( اشمعني أنت وإحنا لأ ) لمطالبة حكومة نظيف بتوفير سبل الزواج كما تفعل العديد من حكومات الدول العربية ، ومزج عدد من الشباب عبارات التهنئة بالدعوة لعدم نسيان هموم الشباب ومشاكلهم .
الزواج المبكر يعد حلا للأزمة في جوانب كثيرة قبل نمو الهواجس وتراكم الخبرات السيئة في النفوس ، وكذلك تشجيع الأهل وتبسيط الأمور المادية والمعنوية والمساعدة المادية المباشرة من كل قادر في العائلة للإسراع في خطوات الزواج، وإتاحة الفرصة قبل الانتقال لبيت الزوجية لتنمية مشاعر طيبة بين العروسين .
فرص السعادة الخالصة في الحياة قليلة ، فإذا واتتك الفرصة فاغتنمها لأقصي درجة وعشها بلا خوف ولا توجس ، بعطاء النفس السخية وتفاؤل الربيع والبراءة ، وبعد أن تصقلك شمس صيف المسئولية عبر سنوات طويلة ، ثم يهب عليك الخريف بهباته الباردة وتذبل زهور حياتك وقتها يحين أوان الحكمة والعقل والمنطق والسخرية من الحب والزواج وتلك البضاعة المزجاة التي لا يملك غيرها العجائز .
لا تتعجل خريف الحكمة ولا تضيع ربيع الحب والجمال وتزوج فورا متي عثرت علي بنت الحلال ولتكن السعادة هدفا مشروعا لكما ،وهذا ما يفعله كثير من الشباب الذين امتلأت قلوبهم وأهليهم بالمحبة والرضا فيتزوجون بأبسط المتاح في ظل جو عائلي مشبع بالود والمساندة .
تعجبني حكمة ربيعية تقول
( حتي ولو لم يكن العالم مكانا ساحرا فمن الأفضل أن نراه كذلك )