لندن - خدمة قدس برس في 12 ديسمبر/ أثبتت دراسة جديدة أن الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في زيت السمك تساعد في تخفيف الالتهابات المعوية عند الأشخاص المصابين بمرض كراون المعوي. وأوضح الباحثون أن هذا المرض التهابي يصيب الأمعاء دون سبب واضح, ولكن يعتقد أن النشاط المفرط لجهاز المناعة في جدران الأمعاء هو الذي يشجع حدوث الالتهابات, وقد يدخل هذا المرض في مرحلة شفاء ولكنه قد ينشط عدة مرات خلال حياة المريض بفعل أدوية معينة وانتانات جرثومية وتغيرات هرمونية وتغيير أنماط الحياة كزيادة التوتر والضغط النفسي, والتدخين, ولا يوجد لهذا المرض علاج شافي ولكن يمكن التخفيف من أعراضه بالأدوية والجراحة. وأظهرت الدراسة البريطانية الجديدة التي نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية, أن لزيوت السمك خصائص مضادة للالتهاب من خلال تأثيره على خلايا الدم البيضاء عند الأشخاص المصابين بمرض كراون. وقام الباحثون في جامعة ساوثامبتون البريطانية, بتحديد تأثير مكونين مهمين في زيت السمك يعتقد أنهما يلعبان دورا مهما في تخفيف الالتهابات, هما "حمض ايكوزابنتانويك (EPA)" و"حمض دوكوزاهيكسانويك (DHA)", وكلاهما ينتميان للأحماض الدهنية متعددة غير الإشباع أوميغا-3 المفيدة, التي تملك الكثير من الفوائد الصحية المختلفة بدءا من الوقاية من أمراض القلب وحتى تقليل خطر الكآبة. ووجد هؤلاء بعد تحليل عينات دم سحبت من 31 شخصا مصابين بمرض كراون, تم إعطاؤهم مكملات زيت السمك التي تحتوي على 2.7 غرامات من حمضي (DHA) و (EPA), إلى جانب عدد من مضادات الأكسدة كالسيلينيوم والمنغنيز وفيتامينات (أ) و(سي) و(E), بينما تناول نفس العدد من الأشخاص زيت الزيتون بدلا من زيت السمك, يوميا لمدة 24 أسبوعا, أن خلايا الدم البيضاء المناعية في مجموعة زيت السمك أنتجت مؤشرات التهابية أقل واحتوت خلاياهم على كميات أكبر من الأحماض الدهنية الأساسية المفيدة. وخلص الخبراء إلى أن مكملات زيت السمك قد تساعد في تخفيف مضاعفات مرض كراون خارج إطار القناة الهضمية, مشيرين إلى أن بالإمكان الحصول على الأحماض الدهنية المفيدة من الغذاء مباشرة بتناول أسماك السلمون والرنجة والسردين والماكريل. |