نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية منتدى المواهب منتدى موهوبين الادب والشعر منتدى القصص والروايات



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




الجزء الخامس ( يوميات عمر و سارة)

 



الجزء الخامس

الحلقه الاولى



فكرت ساره : الحمد لله مر اول يوم فى الدراسه على خير ، احسن مما كنت اتوقع ، كان الاطفال فى غاية الهدوء و قد كنت اتخيل اول يوم دراسى ملىء بالبكاء و الصراخ ، لكن اعتيادهم على المدرسه من سنين من البدايه م متعه لهم و للمدرسين ايضاً ، المشكله كانت فى الاستاذ يحيى ، كل خمس دقائق يترك فصله و ياتى ليطرق باب فصلى لسبب ما
مره عايز استيكه يا ماما ، مش عارفه استيكه ايه دى و هو لسه ما كتبش حاجه
و مره عايز ياكل ............... ما الساندوتش معاك يا ابنى
و مره عايز يروح التواليت و ساعتها بصلى زى ما يكون بيقول اتصرفى فى دى يافالحه بقه
و كانت مدرسته طيبه جدا و بتسيبه ييجى عشان ما يعيطش و ما يزرجنش منها من اولها
ربنا يهديه
انما كل ده كوم و اللى حصل تانى يوم و احنا بنصحيه كوم تانى

عمر : ياللا يا يحيى يا حبيى عشان تروح المدرسه

انتفض يحيى جالسا على السرير : مدرسة ايه ؟

عمر : مدرستك يا حبيبى انت نسيت ولا ايه

يحيى : حضرتك اللى نسيت يا بابا ، ما رحت خلاص

لم يدر عمر و لا انا ماذا نفعل لكى نكتم الضحك الممزوج بالغضب

ساره : نعم يا خويا ، ما رحت ؟ انت فاكر ايه ، المدرسه دى طول السنه ، سنة ايه ، طول العمر يا حبيبى الله يهديك اصحى بقه

يحيى : عاااااااااااااااااا لاااه انا عايز انااام ، مش عايز اروح كل يوووم

و كان ذلك ايذانا ببداية المتاعب اليوميه التى استمرت فيما بعد و كل يوم حجه شكل
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



عمر : قوم يا يحيى يا حبيب بابا عشان تروح المدرسه

يحيى : مش حاروح النهارده يا بابا

عمر : ليه يا ابنى

يحيى : عشان فى رحله و انا مش عايز اروح رحله انا

و طبعا لم يغير ذلك من الواقع شيئاً وقام يحيى لمدرسته
و فى اليوم التالى

يحيى : مش حاروح النهارده عشان فى حفله و انا ما باحبش حفله

و كالعاده قام يحيى و راح المدرسه زى الجدع
و اخيرا

يحيى : مش حاروح النهارده عشان فى اذاعه

الى هنا و جن جنون عمر : يا ابنى الاذاعه دى كل يوم ، الرحمه بقه ، انا دافع دم قلبى فى المدرسه دى عشان كل يوم تطلع لى بحجه شكل

و استمر يحي حتى عرف فى لحظة سحريه انه لا فائده ، و يأس تماماً و لم يعد يأتى باى نوع من الحجج مره اخرى ، بل اصبح يقوم من نومه بلا مشاكل غالباً فيما عدا بعض العكننه التى اختفت تدريجيا بعدما اعتاد النوم مبكراً و الاستيقاظ مبكراً

فكر عمر :الحمد لله اخيراً يحيى ربنا هداه و اقتنع بكل ما يقتنع به الاطفال بعد زمن طال او قصر
انه لا بد و لا مفر و لا مناص و لا محيص و لا مندوحه على راى استاذ سيد بتاع العربى من انه يروح المدرسه كل يوم
لكن بعد ما كان حايجيبلى العصبى ، خاصة ان ساره كانت ساعات تضطر تنزل بدرى شويه و تسيبنى اعيش حياتى معاه لحد ما يلبس و ينزل
و كله كوم و السكرتيره بتاعته كوم تانى
الست مريم
كل يوم تكرر نفس السيناريو
تصحى يوميا مع يحيى و تجيبله الجزمه و الشراب و تساعده فى وضع الساندوتش فى الحقيبه و هى واثقه تمام الثقه انها ستنزل معه الى المدرسه ، و كانت دائما ما ترتدى ملابس تعتقد لسبب ما انها مناسبه ، فردة شراب مامتها على تى شيرت عمر على طرحة ماما ، اكيد واثقه و الا فلماذا تبكى هذه البكاء الهيستيرى حين ينزل و يتركها و تظل تردد ملثه ملثه ملثه
يا عينى عليك يا عمر ، بكره هى رخره تدخل المدرسه بعد ما تطلع عينيك و بعدين تقولك تانى يوم ما رحت خلاص
لكن الحمد لله ماما بتقول انها بعد شويه بتهدا و تنام تانى و بتكون ملاك و احنا مش فى البيت ، و عمرها ما بتضايقها فى حاجه خالص
لكن ساره تزداد انشغالاً كل يوم ، و تزداد بعداً عنى
يعنى مش لاقى مراتى اللى كانت بتنتظرنى بشوق كل يوم عشان اعطف عليها و اكلمها كلمتين ، خلاص بقيت انا اللى بحاول اشحت منها الكلام
سبحانه من له الدوام ، و ما كانش عاجبنى زمان و كنت باتبطر
لكن فعلاً بدات احس باختلاف فى شخصيتها ، اصبحت اكثر انفتاحاً و مناقشاتنا اصبح لها طعم اخر ، مجرد نزولها كل يوم ، جعلها تكتسب خبرات جديده لم تكن موجوده من قبل
غير حاجه تانيه بقه ، الاستقلال المادى التام ، و لاول مره منذ زمن طويل ، احس انها استغنت عنى تماما ، لا تطلب حتى اقل القليل ، و اللى انا مستغربه رغم ان مرتبها مش ضخم اوى ، هى اناقتها الغريبه اليوميه ، نزلت اشترت مجموعة ملابس و اصبحت كل يوم اشوفها اشيك من اللى قبله ، ازاى ما اعرفش ، و ما سالتش ، هو انا ناسى حكاية الشنطه ، يا عم عمر كل عيش و اسكت

ساره:ما كنتش فاكره الشغل لذيذ اوى كده ، حقيقى كل يوم باحس انى باحب الشغله دى اكتر ، لما اتامل كل طفله و طفل فى الفصل باحس زى ما يكون شايفه ماماته و باباه و حتى بيتهم باحس انى ممكن اكون دخلته ، حقيقى الام الشاطره بيظهر ده على اظافر و شعر و ملابس طفلها ، خاصةً انى بادرس للمرحله الابتدائيه ، يعنى الطفل لا يملك من امره الا ما تفعله له امه
و احلى لحظه فى اليوم هى لحظة دخولى الفصل و تجمع الاطفال حولى ، كل واحد فيهم يرينى شيئاً
شفتى الاستيكر يا ميس
انا جلدت الكراسه احمر يا ميس
ايه راى حضرتك فى توكتى الجديده يا ميس
كم من البراءه و النقاء يندر تواجده فى مكان واحد فى هذا العالم المادى ، و لكى اعيد للفصل نظامه ، احضرت صفاره صغيره ، حين اصفر فيها بصوت منخفض مره واحده قصيره ، يعود الجميع الى قواعدهم ، كنت قد قررت الا اجعل صوتى يعلو او انهرهم خاصة فى اول الحصه ، لذلك ابتكرت موضوع الصفاره الصغيره التى تعلم الاطفال حين يسمعونها ان يعودوا كل الى مكانه
قبل ذلك الاختراع كنت اعود انا يوميا بصوت مبحوح و امضى باقى اليوم فى شرب الينسون استعداداً لجولة اليوم التالى
شىئ اخراكتشفته فى المدرسات زميلاتى
ماسورة جمعيات و انفجرت فى المدرسه ، جمعيات يوميه و اسبوعيه و شهريه و حاسه ان فاضل نعمل جمعيه بالساعه ، و نظراَ لانى جديده فى المدرسه ، عملولى هديه ، انى اقبض الاول ، و كنت محتاجه الموضوع ده جدا
الست لما بتقعد سنين فى البيت ، مش حاقول بتهمل مظهرها ، لكن هى لا تحتاج للظهور اليومى ، لذلك كنت اكتفى بطقمين تلاته و كانوا مغرقين الدنيا لقلة خروجى ، لكن لما اكون مضطره للنزول كل يوم ، مش هالاحق على الموضوع خالص
بالاضافه الى انى فى خلال الاسبوع صعب اغسل و اكوى ، عشان كده لازم يكون عندى خمسة اطقم جاهزه لخمسة ايام على الاقل ، و نهاية الاسبوع باخصصها للغسل و الكى
و اى ست عارفه يعنى ايه طقم تشتريه محجبه ، يعنى البلوزه و الجيب و الجاكيت و الكارينا عشان رقبتها ما تظهرش و الايشارب و احيانا اتنين ملفوفين مع بعض و الباندانات حتى لا ينزلق الايشارب فيظهر شعرى اثناء العمل ، غير الحذاء و الحقيبه ، و الشرابات اللى الست مريم غاويه تلبسهم فى دماغها زى الحراميه غير انهم اصلا كلينكس بيستعملوا مره واحده ، هم ما يتلم
و انا مش عايزه من اولها اطلب من عمر فلوس و ارهقه ، عشان كده اخدت فلوس الجمعيات و قررت اعمل اسلوب كنت باتبعه زمان فى الجامعه ، و هو انى دايما يكون عندى اتنين او تلاته جيب بالوان محايده مثل الاسود او الجينز او البنى ساده
و كذلك واحده بالوان مشكله ، و بعدين بلوزات ساده و اخرى منقوشه و بتطبيق اساليب التباديل و التوافيق و تغيير الوان الايشاربات كنت احصل على طقم جديد كل يوم لمدة عشر ايام
المهم الذوق و ليس العدد ، خاصة ان الموضات الجديده اتاحت البنى مع الوردى او مع اللبنى ، و كنت اختار احذيتى غالباً بكعب متوسط او منخفض ، بعد ما قاسيت من الكعب العالى الذى جربته يوماً ، اما الحقائب ، فقد اكتشفت بعد التجربه ، انه لا جدوى لتغيير الحقائب يومياً ، كل يوم انسى حاجه لما انقل من شنطه لشنطه ، لذلك اكتفيت بانى جبت شنطه كبيره محترمه لونها بنى فى اسود ، تمشى مع جميع الملابس ، و قد ايه كنت بافرح كل يوم و انا باشوف الاعجاب فى عينين عمر باناقتى و احتشامى فى ذات الوقت ، اكيد هو فى غاية السعاده بزوجته المدبره .

عمر: مر اسبوعان على بدء الدراسه ، و كل يوم ارى ساره تزداد جمالاً و اناقه و تالق بالرغم من انشغالها معظم النهار ، لكنها ايضاً تزداد بعداً عنى ، و زاد على ذلك حل واجبات المدرسه ليحيى الذى يستغرق وقتا طويلا فى المحايله ، كذلك مريم التى تكون فى عز احتياجها لحنان ساره بعد غيابها عنها معظم اليوم ، لذلك لا تنزل من على كتفها تقريباً و تظل ملتصقه بها معظم الوقت ، الغريب ان مريم عادت للنوم بجانبنا بعد ان كانت استقلت فى غرفتها مع يحيى ، ربنا يستر
رمضان الاسبوع الجاى ان شاء الله ، و كل سنه حايتقدم ، يعنى سنة الفين و تمانيه ان شاء الله حايكون قبل الدراسه و فى عز الصيف كمان ، و زادت الطلبات جداً ، و الله رحت السوبرماركت ســألت نفسى ، هل رمضان شهر الصوم ام شهر الاكل ؟
كمية البشر المتوافده على السوبر ماركت و كم الطلب على البضاعه بصرف النظر عن الغلاء ، حاجه تجنن ، و كمان السنه دى رمضان جه بعد الدراسه ما بدات بوقت قليل ، فللاسف كان لسه تكاليف بداية المدارس ، و مع ذلك لم يثن ذلك الشعب المصرى الاصيل عن الانهيار المفاجىء على بضائع رمضان
انت بتقول ايه يا عمر ما انت كمان داخل تشترى اهوه
لا و الله ، انا هبدأ بنفسى الأول ، و ادى القايمه الطويله العريضه اللى كتبتها ماما و الست ساره
و قطع عمر القائمه و دخل بخطى ثابته للسوبرماركت ليشترى بضائع الشهر التى اعتادها و لم يلق بالا للمكسرات و لا الياميش ، لقد قرر ذلك و سيتحمل العواقب مهما كانت
و دخل الاسد الهمام المنزل بدون طلبات رمضان ، فقط العادى من الزيت و السكر و الارز و شنطه صغيره احضرها من العطار
دخلت امه و ساره الى المطبخ بفرحه لفتح الاكياس و بعد برهه
لاول مره يراهما عمر متحدتان لدرجة انهما فى صوت واحد صرختا فيه : ايه ده بقه ان شاء الله ، فين طلبات رمضان ؟؟؟؟؟؟؟

عمر : هو رمضان طلب ايه ، فكرونى كده

ساره : ايه يا عمر كل سنه و انت طيب ، رمضان بيحتاج شوية مكسرات على شوية ياميش يعنى ، قمر الدين ، تين ، فزدق

عمر : انا مش مقتنع يا ساره بكل الحاجات دى ، انا عديت على العطار و فى كيس حتلاقى فيه عرقسوس و تمر هندى و كركديه ، و جبت لك لفتين قمر الدين ، لكن المكسرات دى غاليه جدا و انتو طالبين ميت نوع ، حددوا نفسكم كده و انا اجيب ، لكن احنا لسه طالعين من خنقة دخول المدارس و عايز اجيب الضرورى بس

الام : خلاص يا ابنى انا حاجيب الحاجات دى على حسابى ، يا عيب الشوم ، ازاى يعنى نقعد ساعة الفطار من غير خشاف و مهلبية قمر الدين و قطايف و كنافه

عمر : يا ماما فلوسك و فلوسى واحد ، انا ما قصدش ، انا اقصد ان حرام نحط كل الاصناف دى على السفره فى يوم واحد بدل ما نخلص الفلوس على الحلويات و التخن ، نكتفى بصنف واحد من الحاجات دى كل يوم ، يعنى مره خشاف ، مره قطايف ، و اللى حايتوفر مش حاشيله فى جيبى ، احنا بس حانفطر عيله صغيره فقيره معانا كل يوم ، ان شالله نعملهم فرخه و شوية رز ، احسن من الفلوس اللى بتروح فى الفاضى دى

الام : يا حبيبى ما نعمل ده و ده ، احنا فى شهر الخير و من افطر صائماً فله مثل اجره ، لكن دى عاده

عمر : ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين ، انا عمرى ما افتكر اننا خلصنا صينية كنافه مثلاً ، عشان كده بس نعمل جدول على قدنا كده و نشوف لو عملنا كل يوم صنف حانحتاج قد ايه من كل نوع ، فيها حاجه دى ؟

ساره : لا يا عمر ، عندك حق ، انا حاعمل المقايسه دى و اقولك بالضبط و كلامك صح ، ساعة الفطار الواحد بياكل لقمه و يحس بالتخمه و يقوم ، مش عيب اننا نعترف بغلطتنا يا طنط

احس عمر بالانتصار و قامت ساره لاعداد القائمه التموينيه الجديده دون تبذير او اسراف ، بينما ظلت الام تمصمص شفتيها و تترحم على والد عمر زين الرجال اللى كان مغرقها فى الياميش و لسان حال عمر يقول ، ده كان ايام الرخص يا امى
و فى ليلة الرؤيه و بعد ان تاكد ان رمضان غداً ، ابتهج الاطفال ، و وضع عمر فانوساً كبيراً فى البلكونه و اناره بلمبه كهربائيه كان قد اشتراه من خان الخليلى و فرح به يحيى و استغنى عن الفوانيس المزعجه التى تغنى و ترقص و فرح جدا بهذا الفانوس الكبير الذى يفوق حجمه كل الفوانيس التى اشتراها فى حياته و التى قامت ساره باخراجها من الخزنه بداخل سريره و تركيب بطاريات لها فعادت كالجديده
و جلست الاسره الصغيره الى المائده ساعة السحور و النوم فى عينى يحيى يذكر عمر بنفسه و هو طفل ، و يتامل مريم و قد قامت معهم حين سمعتهم ، و الكل يتناول سحوره ، ياه ، تلك اللحظات لا ينساها ابداً ، و تذكر والده و ترحم عليه ، حين كان يجبرهم على السحور برغم تبرمهم جميعاً و رغبتهم الشديده فى العوده للنوم ، لكن والده كان يصر على السحور حتى يفيق الابناء و يستطيعون اداء صلاة الفجر
و صلى اهل البيت الفجر جماعه ، امهم فيها عمر ، و حتى يحيى توضـأ للصلاه بعد ان قرر ان يصوم لاول مره فى حياته ، لكن الى منتصف اليوم فقط كتدريب له
و فى المدرسه دخلت ساره الفصل لتفاجـأ باحدى التلميذات تسألها :

حاتتفرجى على مسلسل يسرا يا ميس ، ولا مسلسل حنان ترك ، ده حاييجى على دبي ساعة الفطار ، ده اسمه على اسم حضرتك ، اسمه ساره

التفتت ساره للطفله و طلبت اليهم كلهم الجلوس و الاستماع اليها و سالتهم

ساره : كل سنه و انتم طيبين يا حبايبى ، هو رمضان بييجى كام مره فى السنه

رد الاطفال : مره واحده يا ميس

ساره : و الحاجه اللى بتيجى مره واحده دى لازم نستفيد منها ولا ما نستفيدش ؟

ردت احدى التلميذات : ما احنا بنستفيد يا ميس ، ده احلى شهر فى السنه ، بييجى فيه بكار و ظاظا ، و انا بحب كمان تامر و شوقيه

ساره : طيب ما المسلسلات دى طول السنه مش زى رمضان اللى بييجى مره واحده

ردت الطفله : بس عمرهم ما بييجو فى وقت واحد كده بييجو متفرقين

ساره : طيب يا حبايبى هما بييجو تانى لكن رمضان لو راح من غير ما نستفيد منه مش حايرجع تانى ،و المطلوب منا فى رمضان مش الفرجه ع التلفزيون ، لا ، مطلوب نعبد ربنا اكتر و نقرب منه اكتر

قام طفل من مكانه و قال : بس انا مش عارف يا ميس ليه بيختاروا شهر رمضان بالذات و يعملوا فيه المسلسلات دى ، ده ظلم و الله ، ما يختاروا شهر تانى

ردت ساره باسمه : تصدق يا شادى انا بسال نفسى السؤال ده كتير اوى ، اشمعنى فى رمضان ، ما يعملوا الكلام ده فى فبراير مثلا ، يعنى فوازير فبراير و مسلسلات فبراير و كده ليه دايماً رمضان ؟ و بعدين اكتشفت ليه

ضحك شادى و باقى الاطفال و سالوا : ليه يا ميس

ساره : عشان ده اختبار اكبر للمسلمين ، يمكن ربنا ساب المسلسلات تزيد كده عشان يشوف مين فينا اللى ايمانه اقوى ، و اللى يقدر على انه يتحكم فى نفسه و يسيب كل ده و يحب ربنا اكتر منه ، انا مش باقول ما تتفرجوش خالص ، لا طبعاً ، بس كل واحد ينقى حاجه او حاجتين بيحبهم و يتابعهم كل يوم ، و حتى نقول لماما و بابا كده عشان يساعدونا ، و نحاول نقعد مع عيلتنا و نتكلم عن الدين و عن ربنا سبحانه و تعالى و نصلى ، و نقرأ القران و ممكن نروح مع ماما او بابا صلاة التراويح فى الجامع
انا حاعملكم مسابقه النهارده

و اخرجت ساره لوحه كبيره عكفت اياماً عليها تحتوى على اسم كل طالب و امامه ثلاثون خانه فارغه على شكل جدول كبير

و قالت : كل واحد فيكم شايف اسمه ، حنحاول نقرا قران كلنا على قد ما نقدر ، و كل ما نخلص جزء ، نعلم علامه عليه قدام الاسم ، و نشوف مين فينا قدر يكسب و يختم القران كله الاول ، ايه رايكم ، و دى ممكن نعملها كل شهر مش بس فى رمضان ، انتم معظمكم صايمين و فى البريك مش حاتاكلوا ، ممكن نبدا من النهارده ، خلال البريك حانقعد فى الفصل عشان الحر و كل واحد معاه مصحف و نقرا على قد ما نقدر و نكمل فى البيت ، و بكره كل واحد فيكم يجيب معاه مصحف خاص به من اللى فيه علامه بداخله عشان كل واحد يعرف هو قرا لحد فين

هلل التلاميذ فرحين ، و قرروا ان يبدأوا من اليوم ، و فى اثناء رحلة العوده من المدرسه ، كان حديث الطلبه مع بعضهم فى الباص عن المسلسلات ، لكن تلاميذ فصول ساره كانوا منشغلين اكثر بالمسابقه و بالوقت المناسب لقراءة القران بحيث يتسلون اثناء الصيام فتمر ساعاته بسرعه
فى ذلك اليوم احست ساره انها ليست مجرد معلمه ، احست انها صاحبة رساله ، و ان الله تعالى سيظل معها و سيجازيها خيراً عما صنعت ، صحيح انها ليست مدرسة تربيه دينيه ، لكن الدين ليس مجرد جزء من منهج تعليمى بل هو اسلوب حياه
و خرجت ساره مع العائله للافطار عند والدتها فى ذلك اليوم ، و وصلوا مبكراً للمساعده فى تحضير الطعام
رن جرس الهاتف قبل الافطار بقليل

ردت ام ساره : ايوه يا اسراء يا حبيبتى كل سنه و انت طيبه
ثم بدات فى البكاء كالعاده

اخذت منها ساره السماعه : ايوه يا اسراء كان نفسنا تكونى معانا يا حبيبتى
ثم لاحظت ساره اختناق صوت شقيقتها بطريقة غريبه فقالت : مالك يا اسراء انت عيانه

اسراء : لا يا ساره انا مخنوقه و تعبانه اوى ، انا عاوزه انزل مصر يا ساره

ساره : ده انت لسه ماشيه ما كملتيش شهرين يا حبيبتى

اسراء: انا عايزه اجى اولد فى مصر ، ما حدش هنا يخدمنى ولا ياخد باله منى

ساره : طيب يا حبيبتى انت فين و الولاده فين ده لسه كام شهر

اسراء : ماهو حازم رافض المبدا من اساسه يا ساره ، عاوزنى افضل هنا عشان ما اخدش اجازه من الشغل الا على قد الوضع بس ، لكن لو سافرت من قبلها حاضطر انى اسيب الشغل و ده طبعا مستحيل بالنسبه له عشان خطته و جدوله الزمنى ، وانا تعبانه اوى يا ساره ، عاوزاكم جنبى ، انا كارهه الغربه ، كل حاجه بتلمع و منوره ، لكن بلد من غير قلب ، انا عاوزه ارجع اولد فى مصر ، عاوزه ماما .............. محتاجاها


يتبع ...........






المقال "الجزء الخامس ( يوميات عمر و سارة)" نشر بواسطة: بتاريخ:
Mizoalex
انا قريت الاربع اجزاء فى منتدى تانى

و اللى كانت كاتبه اسمها رنيم برضو

هو انت رنيم اللى كانت فى منتدى محلاوى

على العموم انا هتابع معاك الجزء ده
رنيم
انا قريت الاربع اجزاء فى منتدى تانى

و اللى كانت كاتبه اسمها رنيم برضو

هو انت رنيم اللى كانت فى منتدى محلاوى

على العموم انا هتابع معاك الجزء ده
شكرا لردك نورت القصه

بس مش انا الى كنت فى المنتدى التانى
رنيم
الحلقة الثانية


فى نفس ذلك الوقت ، اول يوم من رمضان فى بلد عربى اخر كانت دينا اخت عمر
تحضر الافطار لاسرتها الصغيره و المكونه من زوجها طارق و اولادها هبه و التوءمتان هايدى و هديل

دينا : ماما و حشتنى يا طارق ، و بابا الله يرحمه ، و لمتنا اول يوم رمضان ، الغربه مهما كانت تعب يا طارق ، رغم ان كل اللى فى مصر بيحسد اللى خرج منها ، لكن برضه فى حاجات كده فى بلدنا ما تتعوضش فى اى مكان تانى

طارق : يعنى انت عايزه كل حاجه يا دينا ، الفلوس و الفيلا فى مصر و هنا و العربيه اخر موديل و المدارس الامريكيه ، و كمان تبقى فى بلدك ، صعب اوى يا دينا

دينا : انت ناسى القصور اللى شفناها فى مارينا ؟ البلد مليانه فلوس ، بس هى مركزه فى ايدين ناس معينه بس ، ربنا يسامح اللى كان السبب فى هروبنا منها

طارق : يا شيخه ربنا يجازيه خير ، النضافه و الشوارع اللى بتلمع و الحياه السهله ، مافيش طوابير ابدا ، مافيش خناقات فى الشوارع ، انت عارفه امبارح انا عربيتى اتخبطت

دينا : يا خبر ! و بعدين

طارق : ولا قبلين ، خبطنى واحد راكب عربيه اخر شياكه ، نزل منها و ادانى الكارت بتاعه و اديته الكارت بتاعى ، و شركات التامين حاتغطى الموقف ، و لحد ما عربيتى تتصلح حاخد عربيه بدالها نفس الماركه ، عمرك شفتى كده فى مصر ؟؟

دينا : هاهاه فى مصر ازاى يعنى ، انا هاحكيلك السيناريو بالضبط ، حاتنزل متنرفز و تدعى انه هو الغلطان و هو كمان حايقول نفس الكلام ، و حاتوقفوا الشارع لمدة تلات ساعات فى انتظار البوليس عشان المعاينه و العربيات فى مكانها

طارق : هاهاهاههاه حيلك حيلك ايه ده كله يا بنتى ، انت كنت شغاله على مكروباص هاهاهاهاهاهاه

و كل ده و تقولى لى الحنين و الغربه و البتاع ، ده ربنا تاب علينا يا دندن
انطلقت دينا تغنى : زى ما هى حبها ، بحلوها بمرها ، بص لحبيبتك حسها ، و زى ما هى حبها

طارق : طيب يا ست مافيا ، خلصى الفطار بقه عشان نازل بعد الفطار علطول

دينا : حانروح نصلى التراويح ؟؟

طارق : لا يا جميل انا باصلى فى البيت ، انا رايح شغل مهم بعد الفطار

ثم انطلقت اشارة استلام رساله من هاتفه ، فقفز ليمسك به قبل دينا و يجرى الى غرفته بعيداً عنها
وفى نفس الوقت فى امريكا ، كان المسلمون فى الحى قد نظموا افطاراً جماعياً فى حديقة المركز الاسلامى بالمنطقه ، و كعادة الامريكان فى تجمعات الطعام ، حيث اصطبغ معظمهم بالصبغه الامريكيه و احتفظوا فقط بدينهم بعد فقدهم لمعظم معالم هويتهم
و من معالم الصبغه الامريكيه ، ان حفلات الطعام تكون اقرب الى الديش بارتى ، حيث تحضر كل اسره بعض الاطعمه و يتشاركها الجميع ، و كان هذا الافطار عامراً ، تبوله لبنانيه ، شيش كباب تركى ، بريانى هندى ، و كبسه سعوديه ، اما داليا فقد احضرت بط محشو بالارز و البصل ، بعثت لها امها بزوج من البط المصرى مع احد المسافرين ، كما لم تنس ان تشترى كنافه من محل الحلويات الذى يديره لبنانيون فى حيهم
كانت داليا لم تنزل مصر من سنوات ، منذ تاريخ وفاة والدها ، كل ما يربطها بعائلاتها بعض االايميلات و التليفونات ، حتى والدتها لم ترها منذ ذلك الوقت ، صحيح انها توسلت اليها مراراً ان تاتى لزيارتها ، لكن الام فضلت ان تظل فى منزل عمر الذى ترتاح فيه ، حتى فرح دينا لم تستطع ان تحضره ، كانت فى طريقها لمناقشة رسالة الدكتوراه ولم يسعفها الوقت
و فى وسط الزحام و هذا المزيج العجيب من اطعمة الشعوب ، كان فى كل قلب غصه ، غصة حنين للاسره و الناس فى البلد الام ، لكن امريكا كانت تختلف عن معظم بلاد العالم ، كانت تستوعب كل الجنسيات و تهضمها بداخلها و تحولها لمركب جديد قابل للتعامل و الحياه
فى طريق العوده قالت داليا :
يمكن عشان امريكا اساسا مالهاش هويه يا هشام ، مافيش اصلا حاجه بتجمع الناس الاصليين ، انت عارف ما فيش اصليين ، ده اصله ايرلندى و ده المانى و التالت لاتينى
انا عمرى ما حسيت انى مختلفه هنا ، كل الناس متعايشه فى سلام

هشام : يمكن عشان انت مش محجبه ، وعشان ملامحك محايده مش عربيه و لا هنديه ولا زنجيه ، لكن زوجات صحابى المحجبات عايشين فى قلق من ساعة حداشر سبتمبر ، كل واحد فيهم حاسس انه متراقب و متهم بدون ادله

داليا : و الله يا هشام فكرت كتير فى موضوع الحجاب ده ، خاصة ان كل عيلتى محجبه ، حتى عمر ياما كلمنى فى الموضوع ده و انا بنت و بعد ما اتجوزت كمان ،رغم انه كان صغير وقتها ، لكن طول عمره متدين بزياده ، انا باصوم و اصلى و ازكى و بعمل كل اللى اقدر عليه ، لكن الحجاب ده بالذات ربنا مش مقدرنى

هشام : طبعا انت عارفه انى اصلا مش مؤمن بالموضوع ده ، الحجاب حجاب القلب ، لكن لو عاوزه تتحجبى براحتك مش حامنعك
This is the land of freedom my dear

داليا : اه ده كان قبل سبتمبر اليفين ، لكن من ساعتها بقت فى حريه اه انك تقلع لكن انك تلبس نو نو نو هاهاهاه
ضحكت داليا و تضاربت بداخلها المشاعر ، لقد تقدم لها هشام بطريقة تقليديه عن طريق خالته المقيمه بمصر ، طلب منها ان تبحث له عن عروس لانه لا يريد الزواج من امريكيه و لا من عرب امريكا ، يريد زوجه مصريه خالصه ، و قد عاش عمره كله و دخل الجامعه و تربى فى امريكا ، لمست فى اخلاقه ما لم تعرفه فى اخلاق اى من اقاربها المصريين ، كان يعاملها كملكه و الى جانب ذلك يقف الى جوارها فى المطبخ ليساعدها ،و يقوم بتهذيب الحديقه ، و غسل سيارته
و رغم انه يصلى جميع الفروض و اخذها للحج منذ عامين ، الا انه لا يرى ضروره للحجاب مثلا لانه يثق فيها و لانها ملتزمه بحدود فى ملابسها
كم تمنت ان يطلب اليها الحجاب و يشجعها عليه ، لكنه ابداً لم يفعل لذلك ظل بداخلها امنيه ان يهديها الله اليه ، خاصه ان ساره و دينا دائماً ما ينصحانها فى كل حوار لهما معها على الانترنت ، شيئاً واحد كان يؤلمها كلما تذكرته ، لم يرزقها الله باولاد ، و يا للعجب لم تجد احداً هنا يسأل لمذا تاخر الانجاب ، و مستنيين ايه ، و الكلام الغريب الذى سمعته فى جنازة ابيها بمصر ، لقد كان اصعب شهر فى حياتها ، لم تقابل احدا من عائلتها او حتى من معارفها ، الا و سألها عن سبب عدم الانجاب ، هل العيب منه او منها
هل يفكر ان يتزوج مره اخرى ، هل تفكر هى ان تتركه و تتزوج لتنجب
اجمل ما حدث ، انهما لم يسألا نفسهما يوماً من سبب تاخر الانجاب ، كل ما فعله هو انه قام ببعض التحاليل ، و ثبت ضعف فى قدرته على الانجاب ، كما قامت هى بتحاليل و اشعات كشفت وجود التصاقات فى الانابيب ، نتيجه لعملية خاطئه فى مصر فقط
الى هنا و لم يقم اى منهما بمحاوله و لو بسيطه للعلاج ، عندما وجدوا العيب مشتركاً ، احسوا انه من الحكمه ان يحتفظ كل منهما بوضعه ، حتى لا يرمى الذنب على الاخر فى حالة شفاؤه
و كان شعارهما الدائم ، و يجعل من يشاء عقيماً و ان الله اذا اراد ، سيتم الحمل رغماً عن العيوب الطفيفه التى اخبرها الاطباء انها لا تمثل عائقاً حقيقياً للانجاب
عاشا سعداء بدون ان يحس ايهما بانه يتفضل على الاخر بقبول الحياه معه كما هو ، لكن بقى الامل داخلهما ان يمن الله عليهما بطفل ينير حياتهما اكثر و اكثر

و فى نفس الوقت فى مصر اخذت ساره التليفون بعيداً عن امها و همست لاسراء : يا حبيبتى دى مشاعر طبيعيه عشان رمضان و احساسك بالغربه ده انسانى و عادى جداً ، لكن ما تخليش ده ياثر عليكى و تعملى مشاكل من غير لازمه ، انا واثقه انك تقدرى تتوصلى لحل مع حازم بخصوص الولاده

اسراء : بيقول ان هنا فى تامين صحى و حاولد ببلاش و المستشفيات انضف و العنايه اكتر ، بس ده كله ييجى ايه جنب وجودى وسط اهلى ، وجود ماما جنبى تشيل معايا فى الايام الاولى ، و جودك انت كمان ، سبوع و شمع و الجيران فى مصر ، انا اول مره اعرف انى باحب بلدى كده ، الله يخربيت الغربه

ساره : كلمة الغربه دى كانت زمان يا حبيبتى ، قبل الموبايل و المسنجر و الويب كام ، دلوقت انا باشوفك كل شويه و باكلمك و المسافات كلها قربت بين الناس ، ليه تحكمى على نفسك بالنكد كده فى اول يوم رمضان ، و ماما مش مبطله عياط ده انا خدت التليفون بعيد عنها عشان تهدى

اسراء : طبعا يا ست ساره ، سهل تقولى كده ، ما انت قاعده جنب ماما و هى طابخالك بايديها و بابا و احمد و كل الناس حواليكى ، لكن انا هنا لوحدى مش لاقيه حد يسأل عليا ولا يقولى انت فين ، و اللى ايده فى الميه مش زى اللى ايده فى النار

ساره : كده يا اسراء ، مانا كمان متعذبه عشان انت مش جنبى و دايما حاسه ان فيه حاجه كبيره ناقصه ، لكن اللى مصبرنى و مصبر ماما اننا نعرف انك مرتاحه و سعيده

اجهشت اسراء بالبكاء : انا مش مبسوطه ولا سعيده ، عايزه افطر معاكم و انزل اتسحر فى الحسين ، و اقابل صحابى بعد الفطار عشان ننقى لبس العيد ، و اكل كحك معاهم يوم العيد الصبح و بعدها اتفرج معاهم على فيلم هايف فى عز زحمة السينما ، انت ما تعرفيش يا ساره قد ايه مصر واحشانى ، رغم انى بقالى شهرين ، كل حته فى بلدى وحشتنى ، متربه و زحمه و فيها سحابه سوده ، بحبها و عايزه اولد ابنى او بنتى فيها ، مش من حقى ؟؟؟

ساره : معلش يا اسراء و الله انا حاسه بيكى ، شعور بالحنين لكل حاجه حتى اللى كنا بننفر منها فى وقت من الاوقات ده طبيعى و عادى بس برضه ممكن نبص لنص الكبايه المليان ، المستشىفى الكويسه و العنايه بعد الولاده و حتى المولود بيكون فى اهتمام كبير بيه و ادق التحاليل بتتعمل له ، عشان خاطرى ما تكلميش ماما فى الموضوع ده عشان لما تصدق حاتمسك فى خناق حازم ، انا عايزاكى تهدى دلوقت و تكلميها عادى خالص و بعدين انا حاكلمك على المسنجر بالليل بعد ما تخلص نوبة النوستالجيا دى اللى جايالك عشان اول يوم فى رمضان ، خلاص يا قمر ؟

و بالفعل هدأت اسراء التى كانت تعانى من نوبة حنين ، تعاودنا جميعاً فى المناسبات ، سواء الحنين لمن سافر ، او لمن غادر دنيانا بلا رجعه و لا تحلو الحياه و لا تطيب اللقمه بدونهم
لكنها هى الحياه و يجب ان نعيشها كما هى ، كل ما نستطيعه الرضاء بالموجود و استخلاص اقصى اسباب السعاده منه قبل ان ينضم الموجود هو الاخر لخانة المفقود و نندم على عدم معرفتنا بقيمته و قتما كان بين ايدينا



يتبع.........
l0vely girl
بجد القصة جامدة جدا
و اكتر حاجة ضحكتنى يحيى و هو مش عايز يقوم للمدرسة
و اسراء صعبانة عليا
تسلمى ايديكى و مستنية الحلقات الجديدة
رنيم
بجد القصة جامدة جدا
و اكتر حاجة ضحكتنى يحيى و هو مش عايز يقوم للمدرسة
و اسراء صعبانة عليا
تسلمى ايديكى و مستنية الحلقات الجديدة
شكرا لردك يا قمر تونى القصه
رنيم
الحلقة الثالثة



وعلى الافطار كادت امي لا تجد مكاناً للاطباق الكثيره التى اعدتها طوال اليومين السابقين ، طيور و لحوم و محاشى و صوانى غير الشوربه و السلطه و اصناف لا قبل لمعده بشريه بتناولها مجتمعه
و لذلك بعد الافطار ، ظلت المائده كما هى الا قليلاً ، فقامت ساره بهمه مع امها ، و ظلت تضع البواقى فى علب بلاستيكيه
و هى تقول : الواحد يا ماما مش بيعرف قيمة البواقى فى يوم العزومه ، بيعرفها تانى يوم و يلاقيها زى اللقيه فى التلاجه ، ده انا اشتريت ميكروويف مخصوص عشان حكاية البواقى دى ، جهاز عبقرى و الله ، باحط فيه العلبه البلاستيك بالاكل يطلع زى ما يكون طازه و بيغلى كمان

ضحكت ام ساره و قالت : انا مش مصدقه ان دى ساره اللى بتتكلم ، فاكره لما كنت بتقولى ، اصل عمر ما ياكلش اكل بايت ابدا

ساره : ما خلاص يا ماما بقه ، القنزحه راحت و راحت ايامها ، يعنى دلوقت ، التونه و لا الاكل البايت ، طبعا البايت ، يعنى هو بايت بره ، ما هو معانا فى البيت هاهاها ، و حد عارف التونه دى بايته فى علبتها من كام شهر هاهاهاهاه
بس عندى رجاء بلاش ترمى اكل يا ماما ، امبارح جالى ميل فظيع لاطفال افريقيا اللى بيعانوا من المجاعات ، ساعتها حلفت مانا راميه بواقى اكل تانى

قدمت ام ساره الحلويات و هى تعد ساره باعطاءها بعض العلب المملوءه بالطعام لتنفعها فى الايام القادمه من رمضان
و بعد الحلوى و الشاى قال عمر :
يا للا يا عمى ، ياللا يا باشمهندس احمد ننزل نصلى التراويح
احمد : اما انا عرفتلكم حته جامع ، صحيح بعيد شويه ، لكن الامام صوته جميل و بيصلوا كل يوم بجزء كامل ، بدأنا امبارح انا و صحابى ، و الجامع مكيف ، عشان رمضان بدا ييجى فى الحر

ام ساره : و هو صوت الامام ده يفرق فى ايه بقه ؟
الاب : لا طبعاً يفرق ، يشجع على الخشوع و تدبر الايات ، و ما يحسسش الواحد بالوقت ، ده انا عاوز اخدك معايا انت و ساره و الحاجه ام عمر

ام ساره : لا انا باصلى فى البيت طول عمرى لو ساره عايزه تروح خدها

ام عمر : انا حاقعد مع الحاجه ، اصل انا باصلى انا قاعده و ما حبش اضايق المصليات
ساره : و انا بقه عايزه اجى معاكم اصلى التراويح

ام ساره : تروحى يا ساره بس على شرط ، تسيبى الولاد معايا انا و ام عمر ، اصل اللى مخلينى افضل صلاة البيت هو اللى العيال الصغيره بتعمله ، كل ام تيجى ساحبه معاها تلات اربع اطفال ، يضايقوا المصلين و يقاطعوا الامام و الخشوع كله بيروح بسببهم

ساره : ماهم لازم ياخدو على المسجد يا ماما ، و يحيى بيروح مع باباه صلاة الجمعه

عمر : مش فى السن الصغير اوى ده يا ساره و بعدين صلاة الجمعه وقتها اقل بكتير ، طنط عندها حق ، ده امام مسجدنا امبارح بعد ما خلص اول ركعتين اتكلم فى المايك و طلب من كل سيده معاها اطفال انها تروح بيتها و تاخد اولادها معاها احسن ليها وليهم و للمصلين كمان

تركت ساره الاطفال عند والدتها و نزلت مع زوجها و والدها و اخيها للصلاه فى المسجد
و امضوا لحظات نورانيه رائعه فى رحاب القران و التراويح ، مما جعل عمر ينوى الصلاه فى ذلك المسجد يومياً ، و شكر احمد بشده لتعريفه به و بذلك الامام الرائع الذى القى درساً عن عن قيم رمضان التى يجب ان ترسخ فى قلب المؤمن سواء خلال رمضان او طوال العام تلك القيم التى يجب ان تغرس فى صدور النشء الصغير ، لانها بهذه الطريقه وحدها ، تنتقل عبر الاجيال المسلمه
عاد عمر لاصطحاب و الدته و اولاده و طلب منه احمد ان يقابله تحت منزله و يخرجوا وحدهم قليلاً و نزل احمد من سيارته تحت بيت عمر ليركب مع زوج شقيقه

عمر : عشان خاطرى شوفلنا حته ما فيهاش شيشه ، احسن الواحد بيتخنق ع القهاوى و الله و الحكايه بتزيد اوى فى رمضان
احمد : هى قهاوى بس ، دى خيام فى كل مكان ، انا افهم ان الخيام الرمضانيه دى يكون جواها قراءة قران ، ذكر لله سبحانه و تعالى ، درس دينى ، لكن خيمه رمضانيه جواها مطرب و مطربه و راقصه ، اهى دى اللى غريبه فعلا

عمر : له حق امام المسجد لما يطلب مننا تعزيز قيم رمضان عند اولادنا ، بعد شويه ممكن تكون قيم رمضان تتلخص بس فى الشيشه و المسلسلات و تضيع مننا المعانى الحقيقيه للشهر الكريم

احمد : انت عارف يا ابيه عمر ، ان بابا حتى قعدة الحسين عمره ما شجعنا عليها ، و كان دايما يقول الصلاه فى الحسين زى اى مسجد غيره من المساجد ، لان حرام التبرك باى مسجد لمجرد ان ولى او حتى حد من بيت النبوه مدفون فيه ، و المساجد الوحيده التى تشد اليها الرحال معروفه و هى مسجد الرسول فى المدينه و الحرم المكى و المسجد الاقصى ربنا يعفى عننا و عنه و نقدر نزوره فى يوم

عمر : انت ما تعرفش انا معجب بيك اد ايه يا احمد ، صحيح انا طول عمرى باحاول اقرب من ربنا سبحانه و تعالى ، لكن فى سنك برضه كان لي هفوات ، انت ان شاء الله من السبعه الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله ، شاب نشأ فى طاعة الله ، بس انت ما قلتليش عاوزنى فى ايه ؟

كانا قد وصلا الى النادى الرياضى الذى قررا الجلوس فيه و دخلا ليجداه شبه خالى ، فيما عدا ملعب كرة القدم الخماسيه حيث كانت تعقد دوره رمضانيه للشباب
جلسا فى حديقة النادى و بدأ احمد بالكلام

احمد : اولاً انا و مروه اتفقنا ما نتكلمش مع بعض خالص ولا حتى على التليفون فى رمضان ، حتى لما باشوفها فى الجامعه بس مجرد باصبح عليها و خلاص

عمر : عين العقل ، و اديك بتتمرن على انك تقاوم هوى نفسك مش بس الاكل و الشرب
احمد : المشكله بقه ان الهانم بتكلم زمايلنا التانيين عادى ، اقولك ؟ انانفسى كانت بتكلمنى رمضان اللى فات عادى ، انما السنه دى ، قررت تختار ما تكلمنيش انا بالذات عشان رمضان ، و انا مش معترض بس اللى مزعلنى انى اكون قاعد مع واحد صاحبى و يقولى مثلا انه سال مروه على ميعاد الدرس و قالت الساعه كذا ، باتضايق

عمر : بس زى ما انت بتقول ده كلام عادى يا احمد و مرتبط بالدراسه ، و برضه صحابك لازم يكون عندهم نظر

احمد : لا ، ما احنا مش ناشرينها فى جريدة الحائط يا ابيه ، ما حدش يعرف باللى بينى و بين مروه و احنا حريصين على كده عشان القيل و القال ، ما حدش حايصدق قد ايه العلاقه اللى بيننا بريئه ، دى لا ترى بالعين المجرده من كتر البراءه هاهاهاهاها

عمر : و ده الصح ، مجرد انك وعدتها او هى عاهدتك ده لا يمثل اى رخصه دينيه او حتى اجتماعيه انكم تخرجوا و تقعدوا فى المدرج او فى الرحلات جنب بعض ، ده مجرد وعد و ربنا يقدركم علي تنفيذه ، انا عن نفسى لو مكانك اتضايق ، و ما كنتش باسمح لساره انها تكلم حد من زمايلها فى الشغل على التليفون ابداً لكن دلوقت بدات افهم اكتر ان ساعات ظروف الشغل بتحكم و طالما انا واثق فيها خلاص

احمد : الوضع مختلف يا ابيه ، انا حبيت مروه و ارتبطت بيها و هى زميلتنا كلنا ، و هى بتقول مش معنى انى باحبها انى اخنقها و ابعدها عن كل الناس

عمر : يعنى انت اتكلمت معاها فى الموضوع فعلا

احمد : هى لاحظت انى باتضايق لما حد بيكلمها عشان كده فتحته هى ، و اكدت لى ان كل دول اخواتها لكن انا حاجه تانيه ، و ساعتها قلت لها ما ينفعش تضحى بيهم عشان الحاجه التانيه ، زعلت و قفشت على و اتهمتنى انى مش واثق فيها

عمر : الحياه علمتنى يا احمد ان نظام المساومه و التخيير ده ما بينفعش ، هى ممكن تعمل اللى انت عايزه من غير ضغط ، من غير ما تحسسها ان اللى حاتعمله ده مرتبط بدوام العلاقه بينكم ، يعنى تديها الفرصه تعمله بحب مش عشان خايفه انها تفقدك
احمد : اشمعنى هى يعنى بتخنقنى لو واحده كلمتنى فى الكليه ، ده ساعات ما اكونش معاها و تكون وسط صاحباتها البنات و تيجى تبهدلنى عشان البنات كانوا بيتكلموا على و تقرر ان فلانه عينها منى ، و فلانه التانيه معجبه بيا ، انا المفروض اسكت لكن هى لا ، بحجة انها فوق الشبهات انما انا باين تحت الشبهات

عمر : انا رأيى تدخلها من مدخل دينى برضه ، لانى حاسس انها متدينه من كلامك عنها ، هى صحيح مش فى نيتها اى حاجه تجاه زملاءها ، لكن تعرف منين نواياهم هما ، عشان كده ممكن تحاول تحدد علاقتها بيهم ، كمان انتم قربتو تتخرجو و كل واحد فيكم حايكون له حياته و شغله ، و ممكن زميلها ده نفسه ما يرضاش يكلمها قدام مراته ، او خطيبته ، ساعتها حايكون احساسها ايه لما تيجى منه هو ؟
و برضه حاقولك انت عاوز مروه تعاملك على انك عريس شرقى عادى متقدم لها و تحاول ترضيك على هذا الاساس ، بس مشكلتها انها فعلا زميلتكم كلكم من زمان ، و احساسى ان كل المشكله دى حاتنتهى بعد ما تخلصوا كليه و كل واحد من زمايلك يعرف انها خطيبتك ، ساعتها هما نفسهم حايراعوا الموضوع ده حتى من غير ما هى تحرجهم .

بدا على احمد الاقتناع ، كان يعترف بينه و بين نفسه ، ان علاقة خطيبين تختلف تماما عن علاقة زمالة الجامعه او حتى الصداقه ، و زاده عمر اطمئناناً بانه ما ان تلبس مروه دبلته ، سيكون لها شان اخر فى كل تصرفاتها
ثم طلب من عمر ان يذهبا لتسجيل اسميهما فى الدوره الرمضانيه ، حيث انه يلعب الكره كل سنه لتقليل وزنه الذى يزيد من اطعمة رمضان و الحلويات
وافق عمر على الفور ، اذ كان يفضل ان يعود من التراويح للعب الرياضه ، بدلا من التخشب امام المسلسلات الممله مثل كل عام
و عاد بعدها عمر الى المنزل ليجد ساره تتحرق شوقاً لتعرف ما دار بينهما ، و عندما تردد عمر فى ابلاغها ، طمأنته بانها تعرف مشكلة احمد و انها هى من نصحته ان يتكلم مع عمر

ساره : بس تعرف يا عمر ، كل يوم باحترمك اكتر ، انت كنت مش عايز تقولى حاجه عن اخويا الصغير ، رغم انك عارف ان سره كله معايا ، ده دليل على انك فعلا انسان يؤتمن على السر

عمر : احمد زى اخويا يا ساره ، لا انا لى اخ ولد ولا هو له اخ كبير ، و ساعات فى امور بتكون بين الرجاله عشان الستات لما بيتدخلوا..................ا

ساره : جرى ايه بقه ، انا لسه عماله اشكر فيك و اقول عمر حبييى و ما خلفتش الا عمر ، تقوم تقول كده

ضحك عمر و هو يقول : يا ستى انت مالك و مال الستات ، انت حاجه تانيه يا ساره ، انت ملاك و الله

ساره : بس ملاك زعلان ، اسراء صعبانه على اوى يا عمر ، انا مقدره موقفها وهى فى الغربه و رمضان هل عليها كده و هى حامل و صحتها مش تماما و جوزها مرخم عليها فى موضوع نزول مصر عشان الولاده

عمر : جايز خايف عليها من السفر و الطياره و فعلا بعد الشهر السابع ممنوع تركب طياره ، و جايز نفسه يحضر ولادة ابنه و يشوفه اول ما يتولد و ظروف شغله ما تسمحش ينزل ، التمس لاخيك الف عذر و عذر و انت عارفه ان مامتك حاطاه فى دماغها من غير حاجه

ساره : انت تقدر تحكم احسن يا عمر عشان انت بره الموضوع ، انما انا اختى واحشانى اوى ، و نفسى تكون جنبى و اخدمها زى ما خدمتنى ايام ولادتى و نعمل سبوع و نفرح بالنونو

عمر : طيب ايه رايك انا حاقولك حل كويس ، احسن حاجه ماما تسافر لها قبل ميعاد الولاده بشويه ، و انت تتكفلى بقه بوالدك و احمد و اهو كده تكونى رديتى لها الجميل برضه ، و لما تنزل مصر فى ميعادها الطبيعى ، نعمل يا ستى سبوع كبير و الواد عنده كام شهر ، يعنى هو حايعترض و يقول انا كبرت على دق الهون هاهاهاها

ساره : يا شيخ و الله العظيم انا متجوزه باشمهندس كبير ، دى فكره تحفه ، انت عارف ان اسراء خدمتنى لما ولدت علشان لما ماما جت هنا و قعدت معايا ، تولت هى بابا و احمد و كل امور البيت عندنا ، و انا برضه ممكن اعرض على ماما العرض ده ، بس تفتكر حاقدر يا عمر ، يعنى انا عندى البيت و الشغل ويحيى افندى و مريم هانم و والدتك

عمر : يا ستى وقتها تروحى مرتين فى الاسبوع تشرفى على الشغاله و هى بتنضف و الاكل احمد يعدى كل يوم ياخده منك او حتى اوديه انا بنفسى عشان بابا ياخد راحته فى بيته ، واللى يطبخ لواحد يطبخ لعشره

قررت ساره ان تحدث امها فى هذا الموضوع فى الصباح ، حتى تطمئن اسراء و تهدأ بالاً حين تعلم ان امها ستكون بجوارها ولن تحرم من وجود زوجها او عملها
ثم رن هاتف عمر ، ليجد مكالمه من اخته دينا ، و تعجب لانه كلمها هذا الصباح و هنأها بشهر رمضان
و فتح الخط ليجدها تصرخ : انا عاوزه اتطلق و ارجع مصر فوراً



يتبع.................
كاندي
تسلم ايدك بجد القصة حلوة اوي
l0vely girl
هو كله ف القصة دى عايز يتطلق ولا ايه
ربنا يهديهم
جامدة يا رنيم و ف انتظار الجديد
رنيم
تسلم ايدك بجد القصة حلوة اوي
شكرا لمرورك ويسلموا الايادى على الرد
رنيم
هو كله ف القصة دى عايز يتطلق ولا ايه
ربنا يهديهم
جامدة يا رنيم و ف انتظار الجديد
ميرسى لردك يا قمر

واتمنى تكون عجبتك
رنيم
الحلقة الربعة


اخذ عمر يحاول تهدئة روع اخته ، و هو يحاول ان يعرف ما بها ، ردت من بين شهقات بكاءها

دينا: النهارده جاتله رساله على الموبايل قبل الفطار ، خد التليفون و جرى على جوه و بعدها جاله مكالمه من والده على تليفون البيت ، ساب الموبايل فى الاوضه و دخلت انا اغير هدومى عشان ريحة المطبخ قبل الفطار ، لقيت الرساله اتمسحت ، و بعدين و التليفون لسه فى ايدى جات له رساله تانيه ، فتحتها لقيت حد باعتله
Can't wait till sun set , love you so much
و انت فاهم طبعا الترجمه واحده بتقوله انها مش قادره على انتظاره لحد المغرب و بتحبه موت و هو فعلا كان لسه قايل انه خارج بعد الفطار بس على اساس مشوار شغل

عمر : و لقيتى الرساله مسجله باسم مين

دينا: ده اللى موتنى ، مسجله باسم
My manager
يعنى كاتب الهانم على انها المدير بتاعه ، ياما جاله منها تليفونات و ماسجات قدامى و كان يجرى يرد عليها من مكان بعيد عنى على اساس انها مكالمة شغل و لازم يتكلم فى حته هاديه ، ده غير قعدته طول الليل على الشات و انا مش عارفه بيكلم مين ، اكيد كان بيكلمها ، انا حاموت يا عمر حاموت

عمر : بس برضه جايز انت ظالماه يا دينا ، مش يمكن ما قابلهاش و ربنا هداه

دينا: لا ، ما انا سكت خالص و فطرت معاه و مع الولاد و ربنا عالم بالنار اللى فيا ، و بعد الفطار بعشر دقايق نزل ، نزلت وراه بعربية مارجريت جارتى و انا لابسه نقاب عشان ما ياخدش باله منى ، ما عرفنيش طبعا ، و فضلت وراه لحد ما لقيته قاعد فى كافيه على الخليج ، و بعدها جاتله الهانم ، و احده شكلها مصرى يا عمر و اكبر منى فى السن ، لكن ضاربه شعرها اصفر و لابسه محزق و قصير و عامله فيها نغه ، تصدق ؟

عمر : لا حول ولا قوة الا بالله ، و عملتى ايه ؟

دينا : قعدت فى الترابيزه اللى جنبهم و اتاكدت انها مصريه لما سمعت كل كلمه بينهم ، كلام عمره ما قالهولى حتى ايام ما كنت باحبه فى الكليه ، لحد كده و ما قدرتش ، روحت و كلمتك فى التليفون ، عشان انا لو كنت كلمته كنت حاعمل جنايه ، و مش عايزين فضايح فى بلاد الغربه ، انت تكلمه بكره و تتفق معاه على الطلاق ، و انا حارجع يا عمر علطول انا مش طايقه اشوف وشه .

كانت ساره قد لمحت التوتر الشديد على ملامح عمر و صوته و هو يكلم اخته ، فأغلقت عليهما باب الغرفه حتى لا تسمع امه الحديث فتقلق على ابنتها ، لكن ذلك اتى متاخراً ، اذ طرقت ام عمر الباب و سالت : مالها دينا يا عمر ، ادينى اكلمها
اخذت الام السماعه وعندما سمعت ما حدث : بصى يا بنتى ، انت لازم تعرفى دى مين و عرفها منين ، ده بيتك و لازم تحافظى عليه ، حتى لو فرضنا انها واحده كده مصاحبها ولا حاجه ، حاتسيبيهولها يا عبيطه ؟ الاحسن تقعدى معاه و تشوفى ايه مشكلته ، البيوت خرابها مش سهل يا بنتى و انت مخلفه منه تلات بنات ، حاستنى منك تليفون بكره الصبح تقولى لى عملتى ايه ، و عاوزه اقولك حاجه مهمه ، اوعى تقولى له انك عرفتى اهلك اى حاجه ، عشان ما يستبيعش ، خلي اخر حاجه تهدديه بيها انك تعرفى اهلك ، خلاص يا بنتى ؟ ربنا يقدملك اللى فيه الخير يا حبيبة امك

اغلفت ام عمر السماعه ثم انهارت باكيه ، تمزق قلبها من اجل دينا و زاد على ذلك وحدتها معه فى الغربه ، و مع ذلك اضطرت الام ان تكتم المها و تحدثها بصوت العقل
دمعت عينا ساره حين فهمت الموقف ، و اقتربت من حماتها تحتضنها و هى تقول : ان شاء الله غمه و تعدى يا طنط ، ببركة رمضان ان شاء الله حاتتحل و الله

احتضنت ام عمر زوجة ابنها و هى تقول : دينا غلبانه يا ساره ، سابت وظيفتها كمعيده هنا و سابت الماجستير بتاعها و اتجوزته ، عشان بتحبه ، من وهى فى اولى كليه و هى بتحبه ، و من ساعها وهبت كل دقيقه فى حياتها له ، حتى فلوسها من شغلها هناك ، كانت بتصرفها على اللبس و الفسح و مش عامله حسابها على يوم زى ده ، انا خايفه البيت يخرب و اللى حايدفع التمن هما البنات فى الاخر ، ربنا يهديها للصح يا بنتى ، بس اى حاجه الا الطلاق ، ده ابغض الحلال

وفى اليوم التالى وجدت ساره امر استدعاء من مديرة المدرسه فذهبت لمقابلتها و هى متوجسه خيفه مما قد يحدث

المديره : اخبارك ايه يا ساره ، و ياترى مبسوطه معانا
ساره : مبسوطه جدا يا فندم ، و حاسه انى طول عمرى مدرسه بس كنت تايهه عن مكانى الاصلى
ابتسمت المديره بحب ثم قالت : انت فعلا مدرسه كويسه ، و جايلنا شكر من اولياء الامور كتير جدا، و اهم نقطه هى حب الطلبه ليكى و اقتناعهم بكلامك
بدات معدة ساره فى الكركبه اه يا ساره ، يا ترى انهى كلام فيهم ، مانتى طول النهار تتكلمى مع العيال
واصلت المديره كلامها : انا جالى مكالمتين متناقضتنين تماما النهارده ، ام بتدعى لك و بتشكرك على انك شجعتى الولاد على قراءة القران ، و كانت سعيده جدا ان ابنها ساب التلفزيون و اللعب و اصر انه يقرا ثلاثة اجزاء مره واحده فى اول يوم رمضان
ساره : الحمد لله ، انا سعيده ان الولاد بدأوا فى تطبيق الخطه من اليوم الاول
المديره : اه ما انا عرفت بخصوص الخطه دى ، خطة ختم القران من ولى امر تانى ، لما نزل امبارح الخيمه الرمضانيه و اخد بنته معاه و قعد يشرب شيشه هو و المدام بتاعته ، بنته احرجته قدام الناس لما قعدت تتكلم عن فايدة شهر رمضان و الخير الذى يجب اغتنامه ، و ما عجبهاش لبس المطربه فى الخيمه الرمضانيه و فى الاخر عيطت علشان عايزه تروح تقرا ورد القران اللى حددته لنفسها
ساره : طيب الاب اعترض على ايه بالضبط ، هو انا اللى غلطانه يا مس فاتن
المديره : لا طبعا ، بس الاب قال اننا عندنا منهج و ان حضرتك مدرسة ماث و مش شغلتك الكلام فى الدين و الوعظ ، و ان بنته مش فى مدرسه فى افغانستان عشان الارهاب الفكرى ده ، طبعا دى كلمات الاب بالضبط و باسجل كامل اعتراضى عليها
اصفر وجه ساره و هى تقول : ارهاب فكرى ؟ هو لما اقول للاولاد يغتنموا شهر رمضان اكون بارهبهم ، و بعدين انا عمرى ما شجعت حد انه يغلط فى اهله او يبعد عن ادب الحوار معاهم بالعكس

قاطعتها المديره قائله : انا ناديتك النهارده عشان اقولك انى امرت قسم التربيه الفنيه انهم يعملوا لوحه زى اللى عملتيها لكل فصل ، و حانعمم التجربه فى المدرسه كلها ، ده واجبنا ، احنا فى بلد اسلامى و المدرسه دى مدرسه اسلاميه بيتم تحفيظ اجزاء بسيطه من القران فى كل سنه دراسيه ، عشان كده انا معاكى قلبا و قالبا ، و شكرا يا ميس ساره على مجهودك و اتمنى انك قبل ما تعملى فكره رائعه زى اللى عملتيها تستشيرينى شخصياً عشان لو عجبتنى اعممها على المدرسه كلها و عشان كمان عيب ولى امر يكلمنى فى موضوع فى مدرستى اكون ما اعرفش عنه حاجه

و قامت ساره التى تنفست الصعداء و حمدت الله و هى تتذكر ان من يتق الله يجعل له مخرجاً ، رغم انها لم تعف نفسها من الذنب الذى احست به مع كلمات المديره الاخيره ، كان من الواجب ان تستأذنها قبل المضى فى خطتها

عادت ساره الى المنزل لتجد حماتها غارقه فى دموعها ، اتصلت بها دينا فى الصباح و ابلغتها بما حدث بينها و بين زوجها مساءً ، و طلبت منها ان تحكى لساره و عمر عن ما حدث ، و طلبت ان يتصلوا بها عند عودتهم
ما حدث بالضبط هو ان طارق عاد متاخراً تلك الليله ، ليجد دينا فى انتظاره متساءله عن سبب تاخيره لذلك الوقت

اجابها : ما قلت لك شغل

دينا : شغل فى كوستا كافيه ؟

توتر طارق و بدا يعرق و هو يقول : شغل فى اى حته يا دينا مانت عارفه اننا بنقابل عملاء فى كافيهات عادى

دينا: ايوه و العملاء النهارده كانوا كام واحد و رجاله ولا ستات

طارق : انت عاوزه توصلى لايه ؟ ده تحقيق يعنى ؟

ردت دينا بنفاذ صبر : عاوزه اوصل للحقيقه ، ممكن تقولى مين اللى كانت معاك و كفايه كذب و خداع بقه
رد طارق و هو موقن انه انكشف فاختار يبادر بالهجوم : من امتى كنت مهتمه باروح فين و اقابل مين ، انا نسيت انى متجوز من كتر انشغالك بالبنات و خصوصاً بعد ما خلفتى التوءم

دينا: انا عمرى ما قصرت معاك بالعكس ، انا سبت الشغل عشان اتفرغ لك ، حتى اكلك و غسيلك عمرى ما باخلى الشغاله تمد ايديها فيه ، غير ان ما حدش شافنى الا وقال انى مش باين على جواز و لا خلفه ، متحاولش نقلب الترابيزه على يا طارق عشان مش حاينفع ، انا عاوزه اعرف مين اللى كانت معاك دى

طارق : عاوزه تعرفى ؟؟ ماشى يا ستى ، دى خطيبتى
دارت الدنيا بدينا عندما سمعت كلام زوجها ، و احست انها تسقط فى بئر بلا قرار ، و فى اثناء سقوطها تساءلت هل هذه نهاية الحب الذى احبته لطارق ، كان زميلها فى الجامعه ، اكبر منها بعامين ، منذ السنه الاولى احبته ، و اصبحت كالتابع الذليل منذ لحظتها ، كانت ترى عينيه تدور خلف كل فتاه تمر من امامه و كذبت عينيها ، بل انها تاكدت ذات مره من خيانته حين اخبرتها احدى صديقاتها انه يقابل فتاة اخرى ، و راتهما بام عينيها معاً ، لكنها كذبت عيناها و صدقته ، حين سفح امامها دمع الندم ، و وعدها ان يتغير بعد الزواج ، للاسف صدقته
كانت غلطتها انها صدقته و تناست ان هناك طباع غير قابله للتغيير
و تذكرت كيف تركت منصبها كمعيده فى الجامعه و رساله الماجستير التى بدأتها و تبعته الى بلاد النفط و الاحلام
صدمت فى بداية حياتهما معاً ، بضيق الشقه ، و غلاء الاسعار المريع ، لدرجه ان مرتبهما كله كان يضيع فى المنزل ، كانت احيانا توفر نصيبها من الطعام لتقدمه له ، و حاولت ان تبحث عن عمل حتى لو كان بسيطاً و غير مناسب لمؤهلاتها ، عملت كبائعة فى احد محلات الذهب و اخفت عن اهلها طبيعة عملها ، ثم رزقهما الله بابنتهما الكبرى ، ذهبت الى مصر و ولدتها هناك الى جوار اهلها ، حتى تقلل المصاريف و يتكفل بها اهلها ، و حين عادت ، و كان هو قد غير شركته و ترقى بسرعه رهيبه فى عمله
و و تركت هى عملها حتى تتفرغ للبيت و لابنتها الكبرى ، ثم زاد انشغالها بعد انجاب التوءم ، لمحت فى عينيه يوم الولاده مزيج الغضب و الحزن ، كان يتمنى ان ينجب ولداً
و قالها صراحة امام والدتها التى كانت معها فى ولادتها ، مم اقلق امها و اضطرت للمكوث معها سنه كامله لتساعدها فى تربيه التوائم حتى تكبرن ، اذ لم يكن يتحمل صوت بكاء اى منهن
و الان بعد ان استعادت قوامها و بدات مره اخرى تهتم بنفسها و ماكياجها داخل المنزل ، و بعد ان استقر وضعه المادى ، و اشترى فيلا فى احد ضواحى القاهره الجديده ، يصدمها بتلك الخيانه
مرت كل تلك الخواطر بعقلها فى ثانيه واحده ، هزت راسها لتنفضها عن راسها ، وردت عليه :

يعنى ايه خطيبتك يا طارق ، طيب و انا ؟ انا مين ؟
طارق : انت مراتى ، و ام البنات ، و حاتفضلى مراتى طبعا ، مش الشرع اباح مثنى و ثلاث و رباع ؟ كل جيرانك العرب اللى حواليكى متجوزين اتنين و تلاته كمان فى بيت واحد ، و الامور ماشيه ، انا ما باعملش حاجه تغضب ربنا

دينا : و هو ربنا يرضى انى اقف جنبك فى البدايات و اشوف المر و الذل فى الغربه ، و اشتغل بياعه فى محل و انا كنت حابقى دكتوره فى الجامعه فى بلدى ، و تكون جايزتى فى النهايه انك تتجوز علي؟

طارق : ما حدش ضربك على ايدك ، كنت خليكى فى بلدك سفى التراب جنب اللى بيسفو
دينا : يا ريت ، يا ريت الزمن يرجع ، ماله تراب بلدى ، مش احسن من بريق الدينارات اللى بيخلى الناس تبيع كل حاجه ، حتى اللى حبوهم و وقفوا جنبهم

طارق : ليه مسمياه بيع ، انا مش بابيعك ، دلوقت البنت دى مصريه ، و عندها اتنين و تلاتين سنه ، و بتشتغل هنا فى منصب ممتاز فى بنك ، فيها ايه لما نتنازل عن الانانيه شويه ، و نسعد انسه وحيده نفسها تلاقى عريس و انت عارفه مشكلة العنوسه المتزايده
دينا : اه ، و انت مندوب الامم المتحده لمكافحة العنوسه ؟
طارق : مش عايز تريقه ، انا ما كنتش ناوى اقولك ، و ما كنتيش حتى هاتحسى بالفرق ، و الحمد لله انا اقدر افتح بيتين و تلاته دلوقت لو حبيت ، لكن مايسه عندها شقه هنا و شقه فى مصر ، و مش عاوزه حاجه غير انى اكون معاها ، كمان انا نفسى فى ولد ، من حقى احلم يكون لى ولد يسندنى و يقف على تربتى بعد ما اموت

دينا : ايه الكلام ده ، ولد ايه و بنت ايه ، و مين عارف مين يقف على تربة مين ، يا ما ناس بتموت غريبه فى بلاد غريبه و يمشى فى جنازتهم ناس عمرهم ما عرفوهم ، و بعدين مادام عاوز تحل مشكلة العنوسه فى مصر ، ممكن تساعد شاب صغير على الجواز بفلوسك اللى تفتح بيتين و تلاته ، و اديك تبقى ضربت تلات عصافير بحجر واحد

طارق : ليه ان شاء الله ، حد قالك انى وزارة الشئون الاجتماعيه ، انا من حقى التمتع باكثر من ست ، و ده ثابت فى الكتاب و السنه ، و اعملى حسابك انا دخلتى على مايسه على العيد ان شاء الله ، و حاسافر معاها كام يوم كده ، و بعدين نقسم ايام الاسبوع يا دينا

صرخت دينا من قلبها الجريح قائله : حرام عليك ، انا عملت فيك ايه عشان توجعنى الوجع ده كله ، ليه يا طارق كده ؟
ليه طارق : انت اللى اخترتى يا دينا ، انا كنت ماشى فى الموضوع من سنه فى السر و متفق معاها و مع اهلها انه يفضل سر ، و ما كنتيش حاتحسى بحاجه ، لكن ما وصلتش انك تحققى معايا ، و تراقبينى ، عشان كده لازم تفهمى ان دى حاجه نفسى فيها ، ليه ما اعملهاش طالما اقدر ؟
و بفضل نبشك ورايا ادينى دلوقت لا باكذب و لا بادارى و لا باعمل حاجه عيب او حرام ...........



يتبع............
الرد باقتباس
l0vely girl
جميلة جدا يا رنيم
تسلم الايادى
رنيم
جميلة جدا يا رنيم
تسلم الايادى
يسلم قلبك يا قمر
رنيم
الحلقة الخامسة



جلست ساره الى جهاز الكومبيوتر للمره الثالثه خلال يومين ، لتتحدث الى اسراء ، و تاخذ منها تفاصيل اكتر عن فيزا الزياره و اشتراطاتها ، لكى تسافر والدتهم و تكون الى جانب اسراء خلال ولادتها
و لم يفت ساره فى خلال كلامها مع اسراء ان تشد من ازرها كى تتحمل ، ملمحة ان هناك فى الدينا مشاكل و مصائب اكبر بكثير من عدم موافقة ازواجهن على السفر ، بالطبع لم تفصح عن اسم دينا او عن طبيعة مشكلتها ، لكنها بذكاءها استطاعت ان تسرب شعور الرضا لاسراء حتى تكمل اشهر حملها و هى مستريحه نفسياُ و ذلك بعد او وافقت امها على السفر لاسراء حين تبدأ فى شهرها التاسع ان شاء الله
لكن ذلك كله لم يستطع ان ينسى ساره للحظه واحده ما كانت تمر به دينا ، اخت زوجها الحبيب ، هناك قوة خفيه تربط بين امراه و اخرى ، تجدهن جميعاً جبهة واحده اذا تعرضت واحده من بنات جنسهن لغدر او خيانه مثلما حدث مع دينا
الا ان دينا ابلغت ساره فى اخر مكالمه انها تشكر كرمها للغايه ، و انها من الممكن بالفعل ان تنتقل لتمكث مع عمر حتى تقوم بتجهيز مسكن مناسب لها و لبناتها
كم كانت ساره حزينه لاجل ذلك العش الذى سيتهدم بسبب الرعونه و الانانيه ، كانت هى نفسها تعترض دائما على تدليل دينا الزائد لزوجها ، انها حتى احبت الشيشه و اصبحت تشربها معه فقط لانه يحبها و يريدها ، و تلك كانت الغلطه ، كونها تجاريه و تعمل ما يحب على طول الخط لم يكن ذلك هو المطلوب ، من الواجب ان تحتفظ كل امراه بجزء من شخصيتها مهما كانت تحب زوجها و تتدله فى هواه
و دعت الله ان يقف الى جانبها فى تلك المواجهه الوشيكه بينها و بين غريمتها و هى تتذكر مواجهة مماثله فى حياتها ، صحيح انها كلما تذكرت قصة أيه زميلة عمر تحاول ان تنفضها عن عقلها ، لكنها الان عندما تذكرتها تتألم اكثر من اجل دينا
اذا كان شعور ساره بمجرد اعجاب بين عمر و ايه جعلها على وشك الجنون ، فما حال دينا الان و زوجها يعلن بكل وقاحه انه سيتزوج من غيرها
وفى قارة اخرى ، كانت نيران الغيره تضطرم بداخل دينا منذ الصباح ، منذ تركت الاطفال مع الداده الفلبينيه و نزلت الى الكوافير ، كانت تحاول ان تقلل دائما من زياراتها للكوافير حتى توفر لطارق و تحاول ان تبدو جميله باقل التكاليف داخل منزلها
لكنها اليوم تحس بشعور مختلف ، معركتها مع تلك المراه ، و قد كسبت بالفعل عدة نقاط ، اولها انها رأتها من قبل و تعلم انها ليست جميله بل فقط مهتمه بهندامها و ملابسها ، و طلبت دينا ان تراها فى المنزل حتى ترتدى ما يحلو لها و تطلق شعرها بدون تقيد بالحجاب ، فلا تحس الاخرى انها تفوقها فى شىء ، صحيح ان المرأه المحجبه تجاهد مع نفسها لتنفذ ما أمر به الله ، لان شكلها بشعرها و كامل مكياجها يختلف تماما عن شكلها بالحجاب الشرعى و الملابس المحتشمه ، لكن المرأه التى تحب الله اكثر من شكلها الخارجى و مظهرها ، لا تأبه ان تبدو اقل جمالاً لتعلو مكانتها عند خالقها القادر الوهاب الذى منحها ذلك الشعر و ذلك الجمال الذى تتباهى به
و بعد ساعات ، غيرت دينا فيها لون شعرها الى البنى الفاتح ، و جعلت المصففه تصنع لها خصلات ذهبيه تواءمت مع عيناها العسليتان و بشرتها الفاتحه ، و طلبت من الماكييره ان تمر عليها بعد الافطار لعمل ماكياج كامل لها ، ثم مرت بالمول الكبير لتشترى طاقما من محل فرنسى لم تدخله من قبل قط ، كان الطاقم عباره عن مينى جوب و جاكت قصير تلامس اطرافه بالكاد طرف الجيب ، و اختارته من اللون الوردى الفاتح ، و اختارت حذاء ساتان بكعب عالى و شرائط تصل الى منتصف الساق من نفس لون التايير
تناول طارق افطاره و بعدها بقليل نزل لصلاة العشاء و كانت معدة دينا مقلوبه راسا على عقب فلم تستطع ان تمس الطعام ، كذلك حرصت على الا يراها طارق الا و هى تغطى شعرها و تظهر بشكلها العادى
و كان الاتفاق ان يصلى العشاء ثم يصطحب مايسه و تكون دينا فى انتظارهم بعد ان تذهب الخادمه بالاطفال الى منطقة اللعب المخصصه للكومباوند الذى يسكنونه
و رن جرس الباب ، لم تفتح دينا ، و تركت طارق قليلاً ، فقام هو بفتح الباب بمفتاحه و دخل بصحبة خطيبته ، كان قد طلب من مايسه التخفف من الماكياج و ارتداء ملابس عاديه حتى لا تثير غيرة دينا ، لذلك صعقت هى و طارق نفسه حين دخلوا ليجدوا دينا فى انتظارهم بهذا الشكل الذى يجعلها اقرب لفنانه لبنانيه ، لم يكن طارق يدرك انه من السهل ان تصبح كل سيده جميله من الخارج ، لكن الاهم هو جمالها الداخلى الذى لا تشتريه كنوز الارض
و كانت دينا من ذلك النوع ، الجميل قلباً و قالباً ، لكنها طالما استخسرت ان تبعثر الاموال على ملابس و مجوهرات كانت ترى ان بيتها و بناتها اولى بها ، لذلك حين نفضت عن نفسها بعض الغبار ، كاد طارق يغشى عليه ، و ظل يتأملها كأنه يراها لاول مره ، و حين جلسوا ، و جد نفسه لا ارادياً يذهب للاريكه التى تجلس عليها دينا ليجلس الى جوارها ، و تجلس مايسه على الاريكه الاخرى امامهما ، و قد بدا الامر كانها موظفه تقوم بعمل انترفيو مع دينا و زوجها
اما مايسه ، فكانت صدمتها اعظم ، كانت تتوقع ان ترى امراه مترهله ، اما لثلاث بنات تعصب راسها بمنديل اسود و تتصاعد منها رائحة المطبخ ، صحيح ان طارق لم يذكرها ابداً بسوء ، لكن كانت تلك التى تمنت مايسه بشده ان تكون زوجة حبيبها عليها الى درجه انها صدقتها
لكنها ادركت لاول وهله ان دينا لا تكبرها فى العمر بكثير ، و انها تمتلك قواماً رشيقاً يكاد يماثل قوام مايسه ، و ذلك الشعر الطويل الذى يفوق شعرها جمالاً و نعومه ، و تلك الرموش الطويله و الماكياج الرائع ، حتى تساءلت مايسه فى نفسها : هو طارق عايز يتجوز على دى ليه ، هو اهبل ؟ ثم تراجعت و اكدت لها شياطينها انه لابد مدله فى غرامها و الا لما ترك ذلك الصاروخ لكي يتزوجها

بدأت دينا بالكلام : اهلاً مدام مايسه ، ولا انسه ؟

تلعثمت مايسه و ردت بصوت منخفض : لأ انسه طبعا ً ازيك يا مدام دينا

دينا : بس انا كنت عاوزه اسالك يا مايسه و اسمحيلى ارفع الكلفه ، ايه اللى يغصب واحده جميله زيك تتجوز راجل متجوز ؟

مايسه : اكيد انت ادرى بشخصية طارق اكتر منى ، و عارفه انه صعب ست تتعرف عليه من غير ما تقع فى غرامه ، عشان كده احنا الاتنين حانضحى و حانتجوز

دينا : قصدك احنا التلاته يا مايسه ، هو انا مش معاكم فى الموضوع ولا ايه ؟

مايسه : لا انا مصره ان حضرتك ما تضحيش بأى حاجه ، اوعى تفتكرى ان جوازنا حيأثر علي حياتك و على بناتك أى التأثير و اعتبرينى اختك الصغيره

غمغمت دينا اه ياختى اعملى نفسك الطيبه الاميره ، طيب خدى دى
دينا : بس انا فعلاً مش حاتأثر يا مايسه ، انت ما تعرفيش انى طلبت اتعرف عليكى النهارده عشان اطمن على بناتى معاكى ؟

ذهل طارق الذى اراد الكلام لكن دينا اسكتته بنظره واحده ، منذ جلس الى جوارها احس بالذنب لوضعها فى ذلك الموقف و قرر ان يجعل الامور تمضى تلك الليله بطريقتها هى

مايسه : بناتك ؟ و ايه اللى يخليكى تسيبى بناتك يا مدام دينا ، انا ما ارضاش خراب البيوت

دينا : لا ما أنا كمان شايفه ان كفايه على طارق زوجه واحده و حياه واحده ، زى ما انت قلت انتو الاتنين حاتضحوا عشان حبكم ، انما انا خلاص ضحيت زمان عشان حبى يا مايسه ، و كفايه عليا تضحيات ، اشوف نفسى شويه بقه

تكلم طارق و قد نفذ صبره : لا يا دينا ، احنا ما اتفقناش على كده ، انا قلت لك ما اقدرش اعيش من غيرك و مش حاطلقك
ثم لمح مايسه بطرف عينه فاضاف : و لا من غير مايسه ، انا عاوز نكون كلنا نكون سعداء

دينا : طلاق ايه لا سمح الله ، حد جاب سيرة الطلاق ، عشان نكون احنا التلاته سعداء ، صعب اوى نكون كلنا مع بعض ، انا عشت معاك دلوقت سنين طويله على الحلوه و المره ، و ضحيت كتير و انت عارف ، و برضه انت اسعدتنى كتير مش حانكر ، عشان كده من حق مايسه دلوقت انك تكون لها لوحدها و تستمتع بالسعاده كامله ، ولو حتى فتره قد اللى احنا عشناها مع بعض ، تمن تسع سنين كده ، بعدها نكون متعادلين و نقدر نعيش احنا التلاته سوا فى منتهى السعاده

طارق : و اقدر اعرف حضرتك حاتكونى فين خلال السنين دى ،عشان لو عزنا نبلغك اى حاجه و لا كده

ردت دينا مبتسمه : حاكون فى مصر ا يا طارق ، انا خلاص كلمت ساره و اتفقت معاها تسجل لى الماجستير اللى كنت سبته عشان خاطر جوازنا ، و بعتت ترجمت شهادة تخرجى بامتياز من كليتى و بعد ما اخلص الدكتوراه ، ارجع تانى و نعيش كلنا سعداء

قامت دينا لاحضار بعض المشروبات و تركت مايسه و طارق

مايسه : انا مش فاهمه انت معترض على ايه ، و ايه حكاية ما تقدرش تعيش من غيرها دى يا سى طارق ، مش يا ما قلت لى ان يوم المنى فى حياتك لما اكون لك لوحدي لكن اللى مصبرك هما البنات ؟ سيبها تسافر و لا تروح اى حته ، زى ما هى قالت من حقى استمتع بيك لوحدى زى ما هى عملت سنين طويله

طارق : دى عايزه تسيب البنات يا مايسه ، حاتقدرى عليهم ؟

مايسه : امال الشغالات اتعملوا ليه ، طبعا ً اقدر ، كل اللى حانعمله نجيب كمان مربيه جنب الشغاله بتاعتهم ، و الفيلا دى واسعه تكفينا كلنا ، انا موافقه على الى دينا بتقوله ، عارف ، انا خلاص مش حاتجوزك الا اذا سبتها تسافر ، انا مش متصوره انك عاوز تضيع فرصة ان ما يبقاليش فيك شريك
قالت مايسه كلمتها الاخيره بحنان بالغ و اقتربت من طارق و لمست وجنته ، و كان يبدو كالمسحور من كلامها و نظراتها

و حين عادت دينا تدق بكعبها العالى على ارض الريسبشن ، انتفض طارق و دفع مايسه لتجلس مره اخرى مكانها ، و قدمت دينا لهم المشروبات ثم جلست

مايسه : ميرسى ، انا شايفه ان كلامك عين العقل يا مدام دينا ، و اذا كان على البنات انا صحيح باشتغل لكن اجيب لهم بدل المربيه تلاته ، من حقك تعيشى و تعملى الدكتوراه بتاعتك و من واجب طارق انه يصرف على بناته و يربيهم تحت عينيه

دينا : ايه رايك يا طارق ؟ حتى مايسه موافقه انها تربى لك بناتك اهيه ، و الله زين ما اخترت ، بنت اصول حقيقى

طارق : بس يا دينا حانتكلم بعدين

مايسه : يعنى ايه بعدين يا طارق ، احنا دلوقت مصيرنا واحد ، و من حقنا كلنا نوصل لاتفاق مع بعض

طارق : لا ، ما ينفعش يا مايسه بناتى تربيهم المربيات و الشغالات ، و انت نفسك لو خلفت حاخليكى تقعدى فى البيت عشان تربى ابنك او بنتك

ردت مايسه بذكاء و قد بدأت تلمح لمعان عينى دينا : طبعاً يا حبيبى اقعد اول ما اخلف ، لكن ربنا ما يرضاش ان دينا تروح تبنى مستقبلها فى مصر و انا اهدم مستقبلى هنا ، كل واحد اولى بعياله ، خلى دينا تاخد بناتها معاها و تربيهم بمعرفتها ، و انا مستعده ادفع مرتبات الشغالات الفليبنيات اللى حاتاخدهم معاها مصر كمان

اشتد لمعان عينا دينا بالسعاده و قالت : عليكى نور يا مايسه ، انا فعلا مش عاوزه اتقل عليكى ، كل اللى انا عاوزاه انى اربى بناتى بنفسى فعلاً ، انت بقه الصغننه الحلوه ، حاولى يا ستى تاثرى على خطيبك عشان يرضى يسيبنى ارجع بيهم مصر ، و يصرف عليهم هناك لحد ما اخلص الدكتوراه

مايسه : طبعا ً حاساعدك ، و مسألة انه يصرف على بناته دى متهيالى دى حاجه طبيعيه يا دينا و انا سعيده انى قابلت شخصيه محترمه زيك ، انا كنت متخيله انك حاتضربينى و تمسكى فى خناقى ، لكن بجد انت حد محترم و متحضر جدا ، اثبتى فعلا ان الست المصريه مش أنانيه ، وممكن تسعد واحده ست زيها و ربنا حايجازيكى خير

دينا : بس انا عندى سؤال يا مايسه ، انت ليه ما اتجوزتيش لحد دلوقت بالرغم من شياكتك و جمالك

مايسه : انا حاكون صريحه معاكى ، لما كنت فى مصر ، كان كل اللى بيتقدمولى شباب صغيرين و ما حليتهمش حاجه ، و انا كمان من اسره متوسطه ، عشان كده احلامى كانت كبيره فى حياه مرفهه و ما قدرتش ادفنها مع شاب فى مصر لسه يا يكون حاجه يا اما يفضل محلك سر ، و كبيره انه ياخدنى معاه بره و ممكن ينجح و ممكن لا ، عشان كده قررت مقدراتى تكون فى ايدى انا

دينا : استغفر الله ، المقدرات دى بيد الله يا اخت مايسه

مايسه : سورى ما قصدتش اللى فهمتيه ، قصدت انى ما اعتمدش على راجل ، اعتمد على نفسى عشان اعيش الحياه الهاى اللى كنت عاوزاها ، و وقت ما ييجى الحب ، ييجى من غير شروط و لا قيود

دينا : و الله الفلوس دى اخر حاجه الواحد يفكر فيها ، انا بقه عكسك خالص ، اتجوزت طارق و ما كانش حيلته حاجه اطلاقا ، و راهنت عليه ، عشان كنت باحبه و حتى لو ما كانش وصل لاى حاجه ، كنت برضه حافضل احبه ، بس مش حاجه غريبه ان بنات كتير دلوقت نظرتها كده ، مش عاوزين يعيشوا صعوبة البدايات و لا موسم الحرث و الزراعه ، و عاوزين يوصلو وقت الحصاد اللى تعبت فيه ستات تانيه ؟

مايسه : اوعى تفتكرى انى حبيت طارق عشان فلوسه ، انا حبيته كانسان و مش عاوزه منه اي حاجه ماديه ، انا عندى شقه واسعه فى مصر و مفروشه بالكامل و مش حاعتدى على اى حقوق ماديه ليكى او لبناتك

دينا : و الله انا باشكرك على الموضوع ده جدا ، اصل اللى بنسمعها عن الزوجه التانيه دايما تكون عاوزه تستنزف راجل غنى ، لكن الشهاده لله انت مختلفه تماما يا مايسه عن كل ده بس اتمنى تحاولى تقنعى طارق باللى انا قلته ، ده حايكون احسن ليكى و له و للبنات



يتبع ........................
كاندي
تسلم ايدك بجد القصة جامدة اوووووووووووى
كاندي
تسلم ايدك القصة حلوة اووووووى
رنيم
تسلم ايدك القصة حلوة اووووووى
شكرا يا قمر على المرور
رنيم
تابع الحلقة الخامسة


و دعت مايسه دينا لكن شيئا ما منعها و منع دينا من ان تقبلان بعضهما ، لا زالتا غريمتين مهما ابدتا العكس و قام طارق ليوصل مايسه الى منزلها ، وفى الطريق تذكرت مايسه حياتها قبله
كانت قد عملت فى مصر بعد تخرجها لسنوات ، قبل ان تواتيها فرصه السفر للخارج ، و ضاعت جهود امها هباءً فى ان تجعلها تقبل اى عريس فى مصر ، كانت تريد عريساً جاهزاً ، خاصة بعد فشل تجربتها فى الخطوبه لزميلها فى الجامعه ، و تركها حين لاحت له فرصة السفر لكندا و العمل هناك ، لقد عانت من الوحده فى ذلك البلد الشقيق لسنوات طويله ، كونت خلالها ثروه صغيره و قادت احدث السيارات و لبست اشهر الماركات ، لكن قلبها ظل كسيراً ، كل رجل ينظر اليها على انها صيد يمكن ان يقع بسهوله ، مما جعلها تنقلب هى نفسها الى صياد و كانت فريستها هى زوج وليس عشيق او صديق ، كان طارق الصيد المثالى ، دخل كبير ، وسيم ، متحرر بحدود ، و يسهل التاثير عليه كطفل صغير و كانت زوجته فى اواخر شهور حملها انذاك ، فازداد الامر سهوله و حين تمنعت عليه و رفضت التفريط دون زواج ، عرض عليها الزواج العرفى ، و عندما رفضت ، عرض عليها الزواج الرسمى مع الاحتفاظ بزوجته ، و اليوم اهدتها دينا كل ما تتمناه ، زوج لها وحدها ، لا تشاركها فيه اخرى ، من حقها ان تفرح قليلاً ، لماذا تصر كل امراه بانانيتها على ان زوجها لها وحدها طول العمر ، فلتعش و لتدع غيرها يعش ايضاً

مايسه : بس انت عمرك ما قلتلى ان مراتك حلوه اوى كده

طارق : ما انت عارفه ذوقى يا حبيبتى ، بس طبعا انت احلى بكتير

مايسه : انا غيرانه منها يا طارق ، هى برضه الاصل و حاترجع الليله دى تبات فى حضنها ، و انا لوحدى ، زى ما دينا قالت انا من حقى اعيش و لو فتره قصيره فى عمرى و انت لي لوحدى ، ليه مش موافق تسفرها مصر مع بناتها و تديها كل حقوقها ، و تبقى تنزل لهم اجازات ، انا بحبك اوى يا طارق و بغير عليك اوى اوى و كمان فكرة بيعك الفيلا فى مصر دى فكره جباره ، بيعها و اشترى شقتين و احده لى و واحده ليها ، و ده يبقى عدل ، على الاقل احس انك تعبت و بذلت اى حاجه عشان تتجوزنى

طارق : ازاى اسيبها تمشى هى و البنات يا مايسه ، مش حرام البنات تكبر من غير ابوهم و بعدين انا اديكى عينى مش حته شقة

مايسه : حرام ليه ، ما مصر مليانه ناس كده ، الزوج فى ناحيه و الزوجه فى ناحيه ، حتى من غير ما الاب يتجوز ، بصراحه يا طارق انا شبطت فى موضوع انك تكون ليا لوحدى ولو حتى فى الاول عشان نتعود على بعض و نعيش حياه طبيعيه و صدقنى مش حاتندم

طارق : حاضر يا مايسه حاضر ، حاتفاهم معاها و اشوف

عاد طارق الى المنزل مباشرة ليجد الاطفال قد ناموا فى غرفهم ، و دينا متألقه كما هى فى انتظاره

دينا : خلاص يا طارق ، انا مطمنه عليك ، اتجوزها ، بس خليك ليها لوحدها ، عشان انا فعلا احسن لى ارجع مصر بدل ما تبقى حياتنا كلها نكد ، مش حاستحمل وجودك مع واحده تانيه ، و مش حاطلب الطلاق ، بس حاطلب تنفذ وعدك و تكتب فى شقه فى مصر باسمى قبل ما تكتب على مايسه و حاستناك يا حبيبى تجيلى اجازات و تكون ليا لوحدى هناك

اقترب طارق من زوجته و هو يحاول ان يطوقها بذراعيه : بس ايه الحلاوه دى ، البت ماتت من الغيره منك ، مش المفروض كان يحصل العكس ؟

ضغطت دينا على نفسها حتى تتقبل لمساته و هى تقول : ما انا ليك برضه يا طارق و حافضل مراتك ، انت فاكر انى ممكن اسمح لراجل غيرك يلمسنى

ازداد طارق اقترابا منها و قد اعمته رغباته عن كل ما سواها ، ذلك دأب من يسير وراء رغباته و قد فهمته دينا ، لذا كان من السهل السيطره عليه تماما ، كل ما يتطلبه الامر ان تضغط على نفسها قليلاً حتى يكتب لها الشقه باسمها فى القاهره و يؤمن وديعه محترمه للصرف من فوائدها على البنات
تلك كانت خطتها ، لكنها لم تكن تنوى ان تمضى يوماً واحدا كزوجه لنصف رجل ، و قد استخدمت كل مكرها الليله لكى تثير غيرة مايسه ، و تجعلها اداه للضغط على طارق الى جانب ضغطها هى نفسها عليه لكى يتركها تمضى لحال سبيلها ، و بعدها لن تطلب منه الطلاق ، ستجبره عليه ، بل انها سوف تخلعه اذا استدعى الامر ، لكنها كانت تريد ان تؤمن حياتها و حياة بناتها قبل ان تقوم بذلك
اما عقابه ، فقد رات بذكاءها ان زواجه من مايسه سيكون خير عقاب
و اتصلت دينا بعمر لتبلغه باخر التطورات

عمر : ايوه كده ، طول عمرى اقول عليكى اذكى واحده فينا ، دا انتى كنت الاولى على الدفعه يا دينا

دينا : اه بس ردمت على ذكائى و تفوقى و سبت نفسى لطارق عشان يلعب بيا زى ما هو عاوز ، خلى بالك يا عمر هو لسه ما عندوش فكره انك انت و ماما تعرفوا اللى جرى بيننا و قلت له انكم فاكرينى نازله مصر اكمل دراستى و ادخل حلا المدرسه هناك عشان المدارس هنا غاليه اوى ، فهم ماما عشان انا ممكن انزل لكم فى خلال وقت قليل عشان حلا تلحق المدرسه

عمر : بيتى تحت امرك طول العمر يا حبيبتى اهم حاجه تكونى انت مرتاحه

دينا : الحمد لله انا فى منتهى الرضا ، ده نصيبى ، بس انا حاقعد عندكم مسافة ما اشترى شقه و افرشها بس

عمر : بصى يا دينا ، الشقه اللى قصادى فى العماره معروضه للبيع ، هى متشطبه و جاهزه على الفرش بس ، و سعرها خيالى ، عشان صحابها مسافرين بره و عاوزين فلوس كاش

دينا : طيب حاكلم طارق و ارد عليك بكره يا عمر و اهو احسن حاجه انها قصادك عشان ما احسش انى لوحدى يا حبيبى
و فى المساء حضر طارق و طلب الحديث مع دينا

طارق : انت لسه مصره على السفر يا دينا

دينا : سيبنى اسافر بلدى و اهدى اعصابى شويه و اخد على الوضع الجديد ، و مين عارف ، ممكن الشوق يجيبنى تانى فى شهر يا حبيبى ، بس ارجوك تشتري لى شقه اقعد فيها ،عشان ما اتقلش على عمر ، و اهو تاخد فرصتك مع العروسه الجديده
قالت تلك الكلمه و مثل قديم يرن فى عقلها ( يا ناكر خيري بكره تعرف زمني من زمن غيري )

طارق : بس انا مزنوق مادياً دلوقت و انت زنقتينى اكتر عشان مايسه متمسكه بسفرك ، و مشترطه مش حاتتمم الجوازه الا لما تسافري

ابتلعت دينا الامها بالرغم من انها سعت لذلك ، كانت تريد اثارة غيرة مايسه منها ، حتى تضطرها للضغط على طارق و مساعدتها على السفر ، كانت تعلم انه ما من سبيل لتغيير ما انتواه طارق ، كل ما تستطيعه هو ان تخرج بأقل الخسائر

دينا : طيب و ماله ، حقها زى ما قلت لك ، انا عاوزاك تنزل مصر معايا او حتى تقول لعمر انه يبيع ايصال حجز فيلا التجمع ، احنا كنا دافعين فيه مليون و نص ، دلوقت يسوى تلاته مليون ، و هو بالتوكيل اللى معاه حايبيع و يشترى لى شقه وعربيه صغيره كده عشان اوصل البنت المدرسه ، و يبعت لك باقى الفلوس

طارق : طيب و الشقه دى حانلاقيها فى يوم وليله كده ، و تتفرش امتى ، انا عاوز اخلص من الموال ده و مش حاقدر انزل مصر اجازه و بعدها بكام يوم اخد اجازه تانى عشان شهر العسل

مزقت كلمة شهر العسل قلب دينا لكنها تحاملت على نفسها و قالت : صح عندك حق ، بس عمر كان حاكيلى على شقه فى نفس عمارته و معروضه للبيع ، حاسأله اذا كانت لسه موجوده كده و ربنا يفرجها بس اهم حاجه نبيع الفيلا عشان فى مشترى جاهز

طارق : اوكى ، اوكى ، عمر معاه التوكيل و انا واثق فى تصرفه ، بس سؤال صغير ، انت قلت ايه لعيلتك عن موضوع نزولك مصر ؟

دينا : ما تقلقش ، و لا حاجه ، كل اللى قلته انى عاوزه اعمل الماجستير و الدكتوراه و ان شغلك حايخليك تسافر كتير و تسيبنا فقلنا نقعد فى مصر احسن ما نقعد لوحدنا فى الغربه

طارق : طول عمرك عاقله ، مافيش داعى للشوشره فى العيله

دينا : صح يا طارق مافيش داعى

كان رمضان قد اقترب من منتصفه ، و قدمت ساره اوراق ابنة دينا بالمدرسه مع يحيى ، و بعدها استطاع عمر بيع الفيلا فعلاً قبل وصول دينا
ويوم وصولها حرصت ساره على انتظارها بالمطار مع عمر و تركت الاولاد مع حماتها بالمنزل ، و ابدت ترحاباً كبيراً بها فى المطار و اصطحبتها مباشره الى المنزل
حيث كانت رتبت امورها ، و جعلت حماتها تنام فى سرير مريم ، بينما اخذت هى مريم الى جوارها فى غرفتها و تركت غرفة حماتها بعد تفريغ الدواليب لتكون تحت تصرف دينا و بناتها
و بعد الافطار و الحفاوه من الكل ، و دموع كثيره ذرفتها الام على ابنتها المتماسكه ظاهرياً جلس عمل مع دينا منفردين

عمر : انا بعت الفيلا يا دينا بتلاته مليون و ميتين الف ، ودفعت تمن الشقه اللى قصادنا وبقية الفلوس حطيتهم فى حسابكم المشترك فى البنك عشان المفروض انا ما اعرفش حاجه .

دينا : عليك نور يا عمر ، ما انا قايلاله انك حاتحط الفلوس باسمى ، انت تعرف بنك ايه ممكن نعمل فيه شهادات بعائد كبير ؟

عمر : انت ناويه على ايه ؟

دينا : ناويه على ايه ؟ هاهاهاها ، بكره الصبح ان شاء الله تعرف انا ناويه على ايه


يتبع ..............
l0vely girl
جمييييييييييييييلة جدا يا رنيم
تسلم ايديكى
رنيم
جمييييييييييييييلة جدا يا رنيم
تسلم ايديكى
تسلمى يا قمر على المرور
رنيم
الحلقة السادسة


عمر : لا يا دينا مش حاستنى للصبح الراجل وثق فيا و ده مالوش دعوه بخلافاتكم

دينا : طيب الراجل اللى وثق فيك ده قالك اعمل ايه فى الفلوس بالضبط ؟

عمر : قاللى بيع الفيلا و اشترى الشقه باسم دينا و حط بقية الفلوس فى البنك

دينا : عليك نور ، و احنا مالناش غير حساب واحد فى البنك ، و الحساب ده مشترك ، يعنى ممكن انا اسحب منه بعد ما انت تحط الفلوس و ده اللى حايحصل ، طارق ما عندوش فكره انك تعرف مصايبه دى ، هو فاكرنى مخبيه عليكم و دى كانت نصيحة ماما و احسن نصيحه بصراحه ، دلوقت يا عمر الفلوس دى هو حوشها ازاى ، مش بتعبى معاه فى الغربه ، لما كنت استخسر فى نفسى هدوم او بارفان او حاجه غاليه ، حتى هدايا اهلى كنت باجيبها فى اضيق الحدود و غالبا من فلوسى انا اللى عمرى ما فصلتها عن فلوسه و كنت باحطها فى نفس الحساب ده ، عمرى ما طالبته بذهب او عربيه او اى حاجه من اى نوع ، حتى لما راح اشترالى عربيه هناك كانت عشان اوصل البنت المدرسه و اقضى مشاوير البيت ، يعنى سواقه عليها ، مش من حقه بعد رحلة الكفاح دى اللى بدات بشقه اوضه واحده مفتوحه على الصاله ، انه يحتفظ بالفلوس كلها لنفسه او يصرفها على الهانم الجديده

عمر :يعنى انت ناويه على ايه برضه انا مش فاهم يا دينا

دينا : ابداً ، حاعمل ثلاث شهادات لكل بنت من البنات ، بنص مليون جنيه الواحده ، مش حاخد حاجه لنفسى ، و الشهادات دى حايكون ليها ريع حاصرفه عليهم لحد ما يكبروا ان شاء الله ، ده طبعا لو رفض يصرف عليهم ، اما لو بعت لهم مصاريفهم بما يرضى الله ، انا هاخلى الفلوس زى ما هى فى البنك و تزيد باذن الله لحد ما البنات تكبر ،صدقنى يا عمر ده مش عقاب ليه اد ما هو امان للبنات دول ، تقدر تقولى لو الست الجديده ميلت دماغه و خلته يتنكر لهم و ما يصرفش عليهم حايعملوا ايه ؟ انت عارف ان هى اللى اثرت عليه عشان يرضى انزل مصر ، يعنى ممكن تاثر عليه فى اى حاجه عشان هو خلاص بقه يجرى ورا شهواته و نسى كل حاجه تانيه حتى بناته ، كمان انا محتاجه اشترى عربيه عشان اعرف اتحرك و اودى الولاد المدرسه و اجيب طلبات البيت و البنات ، و مش حاعمل ده فى السر يا عمر ، انا حابلغه انك حطيت الفلوس زى ما قالك و انى انا اللى عملت كده عشان ما يكونش لك انت اى دخل فى الموضوع

عمر : طيب كده اتنين مليون بما فيها تمن شقتك و حاتديله الباقى ، صح ؟

دينا : ما تسالنيش دلوقت يا عمر ، حاتعرف كل حاجه بعدين ، بس اهم حاجه انك انت بره الموضوع خالص

عمر : يعنى ايه يا دينا ، انا مارضاش ان اختى كمان تقع فى الغلط و تنصب على جوزها

دينا : ارجوك ما تتسرعش فى الحكم و استنى شويه عليا

فكرت ساره :
البت دينا دى ، دماغ و الله ، قال و انا كنت فاكره نفسى فتحت عكا يوم ما رحت و شفت زميلة عمر اللى كان يدوب معجب بيها ، ايه الاعصاب الحديد دى ، بس صحيح الحاجه ام الاختراع ، دى ام و بتشوف ولادها و شقاها فى الغربه بيضيع كله ، يا ريت بيضيع ده واحده تانيه بتستولى عليه ، كان لازم تخترع ، على ذكر الاختراعات بقه ، ايه الشغاله الفلبينيه دى ، هو ده الاختراع الحقيقى ، معقوله ، البت تقوم الصبح تستحمى و تغير هدومها و تشتغل زى المكنه اللى من غير صوت ، ترتيب و توضيب و تحضير فطار ، و حتى العيال تحميهم ، و تغسل الغسيل و تنشره ، و تكويه كله ، حتى اكياس المخدات و الشرابات كوتها ، هو فيه كده ؟
كانت سار ه فى الواقع مرحبه بدينا منذ علمت بازمتها ، لكن الشغاله التى اتت بها دينا اذهلت ساره ، خاصه بعد ان قاست ساره الامرين فى شغل البيت منذ بداية رمضان .
و فى اليوم التالى استأذن عمر من عمله و ذهب مع دينا للبنك ، حيث قامت بسحب كل الرصيد ، و جمدت شهادات باسم البنات كما قالت ، ثم اقتطعت مبلغاً لشراء سياره جيده ، و قامت بوضع باقى الاموال باسمها فى حساب جارى و استخرجت له دفتر شيكات و فى المساء اتصلت بطارق .

طارق : ايوه يا حبيبتى ، و حشتينى يا دينا اوى ، هاه عمر اشترى الشقه ؟

ردت دينا بصوت بارد : ايوه اشتراها و حط لك بقية الفلوس فى البنك

طارق : طيب كويس ممكن تشترى عربيه زى ما طلبتى يا حبيبتى ، و انت عارفه ان الحساب مشترك و ممكن تسحبى اللى انت عاوزاه ، بس عاوزك تحولى لى نص مليون زى تمن شقتك على هنا

دينا : ليه ؟

طارق : عشان مايسه يا ستى شبطت فى الكلمه و قالت لى انها عاوزه تمن الشقه اللى فى مصر عشان هى فعلا عندها شقه ، لكن حتاخد الفلوس بعد كتب الكتاب ، بدل مهر و شبكه و كده

دينا : مم و انتم خلاص حاتكتبو فى العيد ؟

طارق : ايوه بس حانزل قبلها مصر اقضى معاكم كام يوم ، البنات وحشونى اوى ، و هى كمان حاتيجى عشان نكتب الكتاب عندهم فى البيت ع الضيق كده

دينا : و ع الضيق ليه ؟ ما تعملها فرح كبير زى اللى عملته ليا فى نادى المعلمين تبع والدك

دهش طارق من اسلوبها و سالها : ايه يا دودى ، طريقة كلامك كده فيها حاجه مش عاجبانى

دينا : انت كنت دافعلى مهر كام يا طارق ،و جايبلى شبكه بكام ؟

طارق : ايه الاسئله دى ؟

دينا : حاريحك كنت دافع خمستلاف جنيه يادوب بابا جابلى بيهم الانتريه ، و الشبكه كانت اسوره و خاتم دهب تمنهم الفين جنيه ، و طبعا كان فى حرب مع اهلى عشان يوافقوا على الكلام ده ، و احنا اتفقنا ان مايسه تتعادل معايا فى كل حاجه ، انا سبتك ليها كلك ، يبقى اقل حاجه انها تبدأ نفسى بدايتي ، انت ما كتبتليش شقه يا طارق الا بعد جوازنا بتسع سنين و بعد كمان ما قررت تتجوز عليا ، ليه تكتبلها من دلوقت شقه ، مش لما تقضى الفتره القانونيه و تنوى تتجوز عليها ، تبقى تعمل معاها كده ، و بعدين مش الهانم قالتلك انها ما يهمهاش الفلوس خالص و مش عاوزه حاجه غيرك ، و اديك اهوه معاها ، خليها تشبع بيك يا طارق

طارق : ايه ده يا دينا ، ده ما كانش اتفاقنا ، انا بكره حاروح اسحب الفلوس كلها ، انا حر و دى فلوسي اعمل بيها اللى انا عاوزه

دينا : لا يا حبيبي ، مش معنى انك اشتغلت بيها انها فلوسك ، المال كله مال الله ، و الرزق ده كان بيجيلك و انا فى بيتك و بناتك كمان ، مين عالم الرزق ده كان مبعوت لمين ، بس اكيد ما كانش مبعوت ل ***** اللى حاتتجوزها ، اللى رفضت الشباب اللى كان زيك فى بدايتك و سابتهم لي انا ، ادلع و اهنن و استحمل قرف الغربه و صعوبات البدايه و خنقة انى اقعد بالتلات سنين من غير ما انزل اجازه عشان اوفرلك قرشين ، و ابويا يموت من غير ما اشوفه ، و اخويا يخلف ما اشوفش ولاده الا بعدها بسنين ، كل ده تيجى الهانم كده تاخده على الجاهز ، انا عاوزه اتطلق يا طارق ، النهارده تطلقنى ، انا عمرى ما حاكون لك تانى ابداً ، و لو ما طلقتنيش حاخلعك و اخلى فضيحتك بجلاجل فى بلد زى اللى انت بتشتغل و ليك مركز فيها دى

طارق : ايوه كده اظهرى على حقيقتك ، انا كان قلبى حاسس لما قعدتى تدلعى فيا و توهمينى انك موافقه على جوازى ، انا ما كنتش فاكرك لئيمه كده ، كل ده يطلع منك ، ده انا مربيكى على ايدى يا دينا ، بصى عاوزه تتطلقى انا مش حامسك فيكى ، لكن مش حايوصلك منى ولا مليم يا دينا ، فاهمه

دينا : ما انا و الله كنت عارفه انك **** ، عشان كده عملت حسابى يا طارق ، انا يشرفنى اقولك ان رصيد حضرتك فى البنك سبعتلاف و خمسمية جنيه ، المهر و الشبكه بتوع الغندوره ، عشان لو خلعتك المحكمه حاتحكملك بيهم دول مهرى و شبكتى يا استاذ طارق

طارق : يا نهارك اسود ، انا نازل مصر بكره ، و الله انا حاعرفك مين طارق

دينا : مين طارق يعنى ، انسان انانى و بيجرى وراء غرايزه ، عشان كده ربنا عماك عن التفكير و خلانى الف الحبل حوالين رقبتك ، ورينى حتاخدك ازاى الست مايسه و انت ما فيش حيلتك غير مرتبك ، و حتى ده اكبر بكتير من اللى كان حيلتك ساعة ما اتجوزتك

اغلق طارق السماعه و راسه تكاد تنفجر من الصداع ، لقد وضع كل ما يملك فى هذه الفيلا ، حتى سيارته فى مصر باعها قبل ان يسافر حتى يستطيع اكمال الاقساط ، و بالفعل اكمل معظم ثمنها ، كاد يطير فرحا حين علم ان امواله تضاعفت ثلاثة مرات او يزيد ، كانت كلها فكرة دينا

دينا ؟

فعلا ، كانت هى من اشارت عليه بشراء الشقه الاولى بمائة الف ليبيعها من عامين بثلاثمائه ، و هى التى اشارت عليه ببيعها و شراء فيلا التجمع ، و هى التى شدت الحزام على نفسها حتى يستطيع الوفاء بالافساط
لكن ده برضه ما يبررش انها تسرقنى
قال تلك الجمله بصوت عال اندهش هو نفسه من مدى علوه

و فى خلال ساعات كان قد حجز تذكرة عوده لمصر و اخذ اجازه قصيره من عمله ، لابد من معالجة الموقف بحكمه قبل ان يخسر كل شىء ، يا سبحان الله ، امبارح يا طارق كنت فاكر نفسك كسبت كل شىء و النهارده بتحاول بس انك ما تخسرش كل حاجه مره و احده
و اتصلت به مايسه لتعاتبه لعدم حضوره فى الميعاد لمقابلتها بعد الافطار رد عليها مهموماً :

معلش حصل ظروف و انا مسافر بكره مصر يا مايسه

مايسه : اااه ابتدينا بقه الست وحشتك ولا ضحكت عليك و قالت لك البت عيانه و لا ايه .؟

طارق : لا الست سرقتنى يا مايسه ، خدت كل اللى حيلتى و سابتنى على الحديده

مايسه : يا نهار اسود ، و ده حصل ازاى ده

طارق : مش عارفه حصل ازاى ، انت السبب يا هانم ، ما كانتش حاتاخد حق ولا باطل لو اترزعت هنا و قعدت تربى عيالها ، او حتى لو ركبت راسها و رجعت مصر من غير رضايا ما كنتش حاديها ولا مليم و اسيبها متشرده فى بيوت اخواتها لحد ما ترجع زى ال**** ، لكن ضغطكم انتو الاتنين عليا خلانى مش عارف افكر ، و كل اللى عاوزه انى ارضيكم

مايسه : ترضينا؟ لا اصحى و فوق كده عشان انت ما عمرك ما فكرت تراضى حد غير نفسك

اوعى يغرك التايير و التسريحه اللى انا عاملاهم دول ، انا ميضحكش عليا، عارف يعنى ايه ؟ يعنى اوديك انت و الننوسه بتاعتك دى البحر و اجيبكم عطشانين ، اوعى تفتكر انك انت و هى حاتعملوهم عليا ، و تاكلونى الاونطه و تتجوزنى ببلاش و تطلع هى كسبانه ، انا مش حاتجوز الا لما تدينى تمن شقه زى شقتها و فوقها كمان شبكه محترمه ، اوعى تكون فاكرنى هبله

طارق : هبله ؟ و ننوسه ؟ ايه الكلام ده يا مايسه انت عمرك ما كلمتينى كده ، و خطه ايه اللى حانعملها عليكى ، دينا فعلا خدت كل اللى حليلتى و قالتلى انك لازم تبدأى معايا زى ما هى بدات من الصفر ، و بعدين فلوس ايه يا مايسه ، انا و انت بنشتغل و ممكن نعوض موضوع الفلوس ده فى سنه و لا سنتين

مايسه : يبقى ما اعطلكش يا حبيبى ، معادنا كمان سنه و لا سنتين ، و بعدين لو كنت عاوزه ابتدى من الاول و اكافح زى جميله بو حريد بتاعتك دى كان ايه اللى منعنى ، انما انا قلت اخد حد يأمن لى مستقبلى و فى نفس الوقت اشتغل و اكافح يا سيدى زى ما نت عاوز ، لكن ما تاخدنيش بلاش كده

بدات اعصاب طارق فى التوتر و احس انه بالفعل يخسر كل شىء حتى مايسه التى ظنها ستقف الى جواره سيخسرها الان ، كم كان مخطئاً حين فكر فى ان يتزوج تلك المراه السوقيه صاحبة الالف قناع على زوجته التى احبته سنينا و صبرت على ظروفه لكنه ضغط على اعصابه و رد قائلاً

طارق : كده يا مايسه ، و انا اللى كنت متوقع انك تقفى جنبى مهما كانت الظروف

مايسه : اقف جنبك ..,؟ انت فاكر انى كان ممكن اامن لك يا طارق ، انت بعت مراتك عشرة عمرك اللى عرفت منها انكم بتحبوا بعض من ايام الجامعه ، و سهل اوى انك تبيعنى ، انا حاستنى لما ترجع من مصر ، و تصفى امورك مع الهانم و ساعتها نتكلم

كان احمد يجلس على سلالم مبنى كليته ، و ذلك لاغلاق كل الكافتريات فى رمضان و معه عدد من زملاءه و زميلاته ، و بعد قليل مرت مروه و الفت السلام على الجميع و مضت الى المدرج
منذ بداية رمضان لم يقف معها و لم يكلمها ، صحيح انها قابلها فى الدرس بعد الظهر ، و اخذ منها كشكول لا يحتاجه ، لكنه اليوم رأى فى عينيها نظرة احس منها انها تريد الحديث معه ، فترك اصدقاءه و صعد الى المبنى وراءها ، و امام المدرج

مروه : ازيك يا احمد ، انت .......... اوى

احمد : انت .......... اكتر

كانت تلك طريقتهما فى قول باحبك او وحشتنى او اى من هذا الكلام ، كانا يفهمان بعضهما دون كلام ، لكن فى بعض الاحيان كانا يحتاجان بشده للتعبير عن مشاعرهما فابتكرا تلك الطريقه مجرد سكته بين الكلمات ليفهم كل منهما ما يريد الاخر قوله

مروه : الخميس اللى فات جالى عريس ، جابهولى جوز اختى الكبيره

احمد : ايه ده بقه ع الصبح ، و بعدين جه بيتكم و شافك و كده

مروه : لا طبعاً ، ياما حصل قبل كده و ما كنتش باقولك ، و انا كنت بارفض حتى مجرد ان حد ييجى البيت لكن دلوقت انا فى بكالوريوس و ما ليش حجه فى الرفض

احمد : طيب و بعدين يا مروه ، ما تصارحى مامتك و هى حاتفهم

مروه : نفسى اصارحها يا احمد ، بس كل ما اجى اكلم الكلام يقف على طرف لسانى و اتراجع

احمد : طيب حانعمل ايه ؟

مروه : طبعا ماما و اختى ضاغطين عليا عشان اشوفه ، و لو حتى فى النادى او بره البيت و قلت لهم طيب بعد رمضان عشان اسكتهم

احمد : طيب يا مروه ممكن تعرفى اختك بينك و بينها اننا مرتبطين

مروه : اختى اصعب من ماما و بابا ، و لو عرفت حاتعمل لى فضيحه ، عشان بابا كان مزنق عليها طول عمره و اتجوزت جوزها ده بعد قعدتين من غير ما تعرفه كويس ، و شايفه ان ده اكبر صح

احمد : ده اللى انا عامل حسابه ، طيب يا مروه انا عارف انك تحت ضغط ، بس انا هاحاول مع بابا انى اجى اخطبك على العيد

مروه : بجد يا احمد ؟ ينفع ؟

احمد : ما انتى شايفه طول النهار زمايلنا بيتخطبو ، ان شاء الله ينفع ، ادعي بس ان باباكى يوافق و ما يقولش انت عيل و لسه ما اتخرجتش و الحوار ده

مروه : لا ما هو ساعتها لما تكون خلاص حاتتقدم ، انا ممكن اقول لماما تقف جنبنا ، وهى اصلاً معجبه بيك اوى و بمامتك كمان من ساعة ما شافتكم فى مارينا

احمد : انا هاحاول يا مروه ، ما اقدرش استحمل انك تضيعى منى ، انت مش عارفه انت ايه بالنسبه لى

ابتسمت مروه بخجل و ارخت عينيها و قالت : انا ايه

احمد : اللهم انى صايم ، حاكلمك بعد الفطار اقولك انت ايه

عاد احمد من الجامعه الى منزل اخته مباشرة و دخل عليها المطبخ و قال بسرعه : ساره انا عاوز اخطب مروه ع العيد ، حاتقولى لى طالب و مش طالب ، ماليش دعوه ، انا حاسس انى ممكن اقعد اتلكع كده لحد ما تضيع منى

ساره : ايه يا بنى ، الحب وصل للشجر خلاص ؟

احمد ضاحكاً : شجر ؟ الله يسامحك ، على اساس بتكلمى شمبانزى انت ، بجد يا ساره انا محتاج احس انها خطيبتى عشان الناس تسكت و تبعد عنها و ........... عنى انا كمان

ساره : عنك ؟ طيب هى و ممكن افهم ان فى عرسان او حد بيتقدم لها خاصة انها بنت ممتازه الحقيقه ، لكن ايه حكايتك انت بقه ؟؟

احمد : هى بيتقدملها عرسان و لو خطبتها الموضوع ده حايريحها و يحميها من ضغط اهلها عليها ، اما انا ياستى فى واحده بقالها شهرين بتجرى ورايا ، و خدت تليفونى من واحد صاحبى ، و كل املها بس انى اقابلها و اتكلم معاها

ساره : بنت بتجرى ورا ولد ؟ ايه يا بنى بتهزر انت ؟

احمد : لا مش باهزر و الله ، و مش حاقدر اقولك بتقول ايه ، و بتكلمنى ازاى ، طبعا كل ده ما بيحصلش مع مروه ، انا باحترمها و هى بتحترمنى جدا ، و تقريبا ما فيش بيننا كلام حب لكوننا مش مخطوبين ، لما نتخطب ممكن ساعتها البنت دى تبعد عنى ، و قربى من مروه حايحمينى يا ساره ، لكن دلوقت هى مش عاتقانى ، ادخل النادى الاقيها قدامى ، اخرج الاقيها قاعده على عربيتى ، و خليت تلاته اربعه صحابى يردوا على موبايلى و يقولوها انى مش عاوز اكلمها تانى لكن هى برضه ما بتزهقش ، ولما قلت لها انا مرتبط ، قالتلى مرتبط بمين و طول ما انت مش خاطب ولا متجوز يبقى ما عندهاش مانع انها تتكلم و تخرج معايا كمان ، و انا بنى ادم برضه



يتبع...................
الرد باقتباس
l0vely girl
ههههههههههههههه
حلو اوى الحوار بتاعت بتجرى ورايا دى
جامدة يا رنيم .. تسلم الايادى
كاندي
جامدة اوى يا رنيم تسلم ايدك بجد
رنيم
ههههههههههههههه
حلو اوى الحوار بتاعت بتجرى ورايا دى
جامدة يا رنيم .. تسلم الايادى

رنيم
جامدة اوى يا رنيم تسلم ايدك بجد
رنيم
الحلقة السابعة


دخلت مروه غرفتها ، و هى تطير فوق سحابه بيضاء منذ قابلت احمد اليوم
كم مضى عليها من الوقت و هى تحبه ، سنوات ، منذ كانت فى الصف الرابع الابتدائى ، جرحت فى رحلة المدرسه ، كل الاولاد و البنات ذهبوا لمنازلهم ، الا احمد ، ظل الى جوارها فى المستشفى الا بعد ان جاء والداها ، و تحمل يومها تانيب اسرته لتاخره فى الرحله ، لقد نسى هو هذه القصه ، لكنها ابداً لم تنسها ، على عمره الصغير وقتها كان رجلاً ، و لازال ، اكثر من قابلتهم فى حياتها شهامه و رجوله وفى نفس الوقت حياء
مزيج غريب قلما يجتمع فى انسان واحد ، يوم قابل امها فى مارينا، ظنت امها ان صوته مبحوح ، لم يكد يرفع صوته فى حضرة امها ، و امه
كان احمد ملكاً متوجاً على قلوب عائلته كلها ، و على قلبها هى الاخرى ، تحبه ، منذ حملها الى المستشفى ، تحبه ، و كل ما تتمناه من الله ان يجمع بينهما فى حلاله ، و ان يحملها الى بيته ، كانت مستعده ان تسكن معه فى منزل اسرته ، فقط لتكون معه
لم تفصح له يوماً عن تلك المشاعر ، بل انها انتظرت سنوات حتى رات منه اشاره ، لان كرامتها ابداً لم تسمح لها ان تبدا بالكلام معه
رغم ان عدداً من صديقاتها ظللن يرسمن خططاً لها لكى تشعره بوجودها ، لكنها لم تكن لتضغط عليه كى يحس بحبها
و قد وصلتها رسالته ، يوم بعث لها اغنية ، قالت كل ما فى قلبه ، كل ما يقلقها هو غيرتها و غيرته الجنونيتان ، انها تعترف انها تغار عليه اكثر مما يغار عليها ، البنات حوله فى الكليه يتحدثن عنه و عن امثاله من الشباب اصحاب السيارات المرتاحين مادياً كانهم صيد ثمين لابد من الخروج بواحد منهم من الكليه
لكنها لم تكن تبغ عريساً ، كذلك منصب والدها و مركزه يضمن لها زيجه مرموقه باذن الله
بس انا مش عايزه غير احمد
قالت تلك الجمله بصوت عالى حمل كل حبها له ، حتى تلفتت حولها خشية ان تكون امها قد سمعتها ، ثم غيرت ملابسها و توضات لصلاة العصر و بعد صلاتها دعت ربها ان يقسم لها الخير حيث كان و يرضها به
و بعد الافطار ، ذهبت مع والدتها لصلاة التراويح كعادتهم ، و اثناء خروجهم قابلت ...............ساره

مروه : ازيك يا ساره ، انا مروه زميلة احمد

احتضنتها ساره و ردت : و انا ممكن انساكى يا مروه ، ما شاء الله عليكى ، تصدقى شكلك بالاسدال كده و من غير ماكياج زى القمر
فى تلك اللحظه حضرت ام مروه و سلمت على ساره بحفاوه شديده : لا انا زعلانه يا ساره ، مش اتفقنا اننا نشوف بعض تانى ، من ساعة المصيف ما شفناكوش

ساره : و الله انشغلت فى التقديم ليحيى فى المدرسه و كمان اشتغلت ، لكن احنا فيها ، ايه راى حضرتك نتقابل بكره على السحور فى اى مكان بره ، حاسال كده عن مكان مناسب و اتصل بحضرتك يا طنط

ام مروه : خلاص اتفقنا ، اكلم بابا مروه بس و ارد عليكى انامعايا نمرتك يا ساره من ايام مارينا ، امال فين الباشمهندس عمر ؟ ولا انت بتصلى هنا لوحدك

كانت السيدات قد وصلن الى مركن السيارات ، و كان احمد منتظراً ساره بجانب سيارته .

ساره : لا انا معايا احمد بس ، عمر النهارده للاسف عنده شغل متاخر و قالى حايصلى فى مسجد جنب شغله

سلمت ام مروه على احمد و هى ترقب عينا ابنتها تلمعان من السعاده ، و كذلك عيناه لكنه لم يمد يده للسلام على مروه ، فقط والدتها التى مدت يداها اولاً فسلم عليها
و بعد دقائق فى السياره

احمد : عملتى ايه ؟ ما لحقتيش تقولى حاجه طبعاً ، انا غبى ، كان المفروض اتاخر شويه ، بس معـ.....

ساره : ا ييه اسكت شويه يا اخى ، لوك لوك لوك ايه ده ؟

احمد : يبقى قلتيلهم حاجه ، وحيات ابوكى يا شيخه قلتى حاجه

ساره : هاهاهاهاها، احسن بكتير ، اتفقت معاهم بكره نتسحر سوا فى مطعم و طبعاً انت حاتكون موجود و كمان عمر ، بس مش عارفه ماما حاترضى تيجى ولا مش حاترضى

احمد : حاترضى يا ساره ، انا عمرى ما طلبت منها حاجه من وانا صغير اصلا ، حاقولها ده اول و اخر طلب

ساره : يا بكاش ، ده انت لسه طالب منها طلب و انت نازل دلوقت هاهاهاهاها، ربنا يخليهالنا يا احمد ، ما حدش يقدر يحبك اكتر منها ابدا

احمد : لا فيه ، انت يا ساره ، مامتى الصغيره ، ده اسمك الجديد ايه رايك و اديكى بتخطبى لى اهوه

ساره : لا يا خويا ، انا ابنى فى كى جى وان ، مالى انا و مال اللى طولى مره و نص ده ، لسه بدرى عليا اوى هاهاها
تضاحك الاثنان طوال طريق العوده و احمد يشكر لساره مجهوداتها معه ، التى كانت فى بداياتها ، اذ كان لازالت هناك معركه مع ابيه الذى يرفض خطوبته او زواجه وهو لازال طالباً بشده
و صلت ساره لتجد طارق قد وصل ، و طلب الكلام مع دينا على انفراد ، بعد السلام على الاهل و كان شيئاً لم يكن
دعته دينا للدخول الى الشقه الجديده اذ كان الانتريه قد وصل بالفعل و دخلت هى و هو الى بيتهما الجديد

طارق : ما كنتش اتصور تسرقينى يا دينا
دينا : اسرقك ؟ سرقت ايه يا طارق
طارق : شقايا ، سنين الغربه كل شقاها راح
دينا : ليه يا طارق انت مرتبك كام من وظيفتك هناك ، عشرة الاف ، عشرين الف جنيه ، يعنى لو حوشتهم كلهم على بعض عمرهم ما حايكملوا ربع الثروه دى ، مين اللى كانت بتربط الحزام على نفسها و على عيالها و تحرم نفسها من رؤية اهلها عشان خاطر تستثمر انت الفلوس دى فى عقارات تكسبك المبالغ دى فى وقت قياسى
طارق : ايوه يا ستى ، دى كانت شورتك ، انت اللى قلتى نشترى شقه و فيلا و كده عشان الحاجات دى بتغلى ، لكن ده مش معناه انك تاخديهم
دينا : سبق و قلتلك انا ما اخدتش حاجه ليا خالص ، انا عملت شهادات لكل بنت بنص مليون جنيه و انت اللى طلبت منى اجيب الشقه باسمى و ده اقل حق ليا يا طارق ، ولا انت ايه رايك ؟
طارق : طيب خلاص ، انا موافق ، دول بناتى و ملزمين منى ، لكن ممكن اخد بقية الفلوس يا دينا
دينا : يعنى انت موافق على شهادات البنات ، و على انى اخد ريعهم كل شهر و اصرف عليهم منه
طارق : ايوه يا دينا ، انا عارف انى غلطت فى حقك ، لكن ارجوكى ما تضيعيش كل تعبى هدر كده ، ممكن ترجعى لى بقية الفلوس يا دينا ، انا عرفت من البنك ان الحساب فعلا ما فيهوش غير سبعتلاف و خمسمية جنيه
دينا : فعلا ، بس ممكن اسالك سؤال شخصى ، مايسه عرفت انك بقيت على الحديده ؟
طارق : و لازمتها ايه السيره دى يا دينا ، انسى مايسه دى خالص ، كانها ما ظهرتش فى حياتنا
دينا : ياه يا طارق ، قول للزمان ارجع يا زمان ، فى جروح كده ما لهاش دوا ، جرحى فيك ده ما لوش دواء يا طارق ، ولا كل فلوس الدنيا تعوضنى عن اللى انت عملته
طارق : انا ما عملتش حاجه حرام ، جواز على سنة الله و رسوله
دينا : تانى يا طارق انت ما فيش فايده فيك ، و الخيانه لمدة سنه و مقابلاتكو فى السر و كذبك عليا ، كل ده مش عيب و لا حرام ؟
طارق : طيب ليه ما اتكلمتيش ، ليه ما حاولتيش تخلينى ارجع فى راييى و ارجع لك ، ليه قفلتى عليكى باب اوضتك و ما اتكلمتيش و لا حتى طلبتى منى اسيبها ، طلبتى من اسيبك انت
دينا : عشان لو انت مش عاوزنى يا طارق يبقى انا كمان للاسف مش عاوزاك ، عشان كده ما احاولتش ارجعك ليا ، لكن اعتقد انى حاولت اخليك ترجع فى رايك ، بدليل انك رجعت اهوه ، كسفتك مايسه صح ؟ كانت عامله نفسها مش هاممها فلوسك و عايزاك لشخصك بس لما قلتلها ان فلوسك مراتك خدتها سابتك صح ؟ مش بعيد كمان تكون افتكرتنا انا و انت متفقين مع بعض عليها
ذهل طارق و قال : انت عرفت منين ؟
دينا : يا طارق ، انت مربينى و انا كمان معاشراك عمرى كله ، بس للاسف لا انت صنت العشره ولا عملت حساب عمرى اللى راح معاك هدر
طارق : لاول مره يا دينا فى حياتى باقولك انا اسف و صدقينى يا دينا مش عشان الفلوس انا حقيقى اسف ، انت اغلى عندى من كل فلوس الدنيا ، بس ما كنتش فاكرك حاتتألمى الألم ده كله
تنهدت دينا براحه ثم فتحت حقيبتها و اخرجت عددا من الاوراق و قالت : اتفضل ، ده شيك بمليون و نص حطيتهم فى حساب جارى النهارده و كتبت الشيك ده لصالحك قبل ما اخرج من البنك ، و دى الشهادات اللى انا عاملاها للبنات ، انا اللى وصيه عليها ، لكن ممكن تخليها معاك عشان تتاكد انى مش حافكها ، كل اللى اقدر اخده هو عوايدها كل شهر لم يصدق طارق اذنيه ، ها هى امواله ترد اليه ، دون حتى ان يضغط على زوجته ، لقد اعدت الشيك من قبل ان تراه ، و فى لحظات قصيره عقد مقارنه بين تلك الزوجه التى كان بيدها ان تدمره مادياً و قاومت رغبتها فى ذلك ، و بين مايسه التى اهانته و رفضته فور ان علمت بفقده لثروته
لذلك لم ينطق بكلمه و احده و لم يمد يده لياخذ منها تلك الاوراق ، بل قبض على كفها الممسكه بالاوراق و قبلها و هو يبكى قائلا : انا مش عارف يا دينا ازاى كنت حاضيعك من ايدى ، انا مش عاوز حاجه غيرك ، و الله ساعة ما كلمتينى كانت مشكلتى انك عاوزه تسيبينى مش الفلوس ، انا بحبك يا دينا و لسه فيه امل ، انسى يا دينا اى حاجه مضايقاكى منى ، و ارجعى معايا دلوقت
ثم مزق الشيك و اردف : خلى كل الحسابات و الفلوس باسمك زى ما هى ، بس ارجوكى اوعى تسيبينى ، انا قلت لك قبل كده انت امى مش مراتى ، و ما قدرش اعيش من غيرك لحظه واحده


يتبع..............
l0vely girl
جاااااااامدة جدا
تسلم الايادى
spring rose
ان كيدهن عظيم بجد جاااااااااااااامده فى انتظار الباقى



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
من هى سارة التى أشعلت الفيسبوك ومكالمة سارة لأسامة منير +أجمل الكوميكسات المنتشرة على سارة
يوميات عمر وسارة الجزء الرابع
مفاجأة وبعد طول انتظار .... عمرو وسارة في يوميات ماما سارة وبابا عمرو
مهدى يوسف ينتهى من الجزء السابع لـ«يوميات ونيس»

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية