25 غراماً من الألياف علينا إدخالها يومياً إلى نظامنا الغذائي كجزء أساسي من جهودنا الرامية إلى تخفيف الوزن، أو إلى الحفاظ على الوزن الحالي.
"الألياف الغذائية تساعد على
تخفيف الوزن، لأنّها تعزز الإحساس بالشبع، وتؤثر في الهرمونات التي تتحكم في كمية الطعام التي نتناولها", هكذا يلخص الدكتور إدوارد سالتزمان، مدير مركز مكافحة السمنة في المركز الطبي التابع لجامعة تافتس الأميركية في بوسطن، الدور الذي تلعبه الألياف في تسهيل عملية التخلص من الوزن الزائد.
والواقع أن الكثيرين من الأشخاص الذين يعانون السمنة، يُفرطون في الأكل، لكنهم نادراً ما يشعرون بالشبع, فالنظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنّعة المكررة، وبالمحاصيل الزراعية التي تنمو في تربة تفتقر إلى العديد من العناصر المغذية التي يحتاج إليها السكان الذين يعانون زيادات كبيرة في الوزن، ومع ذلك يشعرون دوماً بالجوع, فضلاً عن ذلك، فإن انخفاض نسبة الألياف الغذائية في النظام الغذائي الرائج، يعني أننا لا نتخلص بشكل ملائم، من كل ما نتناوله، ما يسهم في زيادة غير مرغوبة في الوزن، ويؤدّي إلى انتشار حالات الإمساك المزمن لدى نسبة عالية من السكان.
كيف تسهم الألياف الغذائية في تسهيل عملية تخفيف الوزن؟
أظهرت الأبحاث التي أجريت في جامعة تافتس، أن الأشخاص الذين يتناولون 14 غراماً إضافية من الألياف الغذائية يومياً، ينجحون في خفض مُجمَل الوحدات الحرارية التي يتناولونها بنسبة 10%, وقد نجح الأشخاص الذين أضافوا 10 غرامات من الألياف الغذائية إلى أطباقهم اليومية، في التخلص من نصف كيلوغرام من وزنهم الزائد في الشهر، من دون قيامهم بأي تغييرات أخرى في نمط حياتهم, ويُفسّر البحّاثة ذلك بقولهم إنه عندما تمرُّ الألياف الغذائية داخل الأمعاء، تحمل بعض الدهون والوحدات الحرارية خارج الجسم، ما يحول دون هضم وامتصاص نسبة من الدهون والكولسترول التي كنا قد تناولناها.
والألياف تلعب دور عامل التضخيم الذي يعزز من سرعة حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي, كذلك فإن الألياف تتطلّب مضغاً أكثر من بقية أنواع الطعام، ما يزيد من الإحساس بالشبع، وعملية المضغ هذه تكتسب أهمية كبيرة، ما يعني تفادي الإفراط في الأكل، وذلك لأن الدماغ يتأخر بمعدل عشر دقائق عن المعدة في التأكد من الإحساس بالشبع, وإذا كنا نتناول الطعام بسرعة من دون مضغ كافٍ، فالأرجح أن نكون قد أفرطنا في الأكل قبل أن تصل إلينا رسالة الشبع من الدماغ.
وهناك نوعان من الألياف الغذائية:
- الألياف غير القابلة للذوبان: وهي تعبر الأمعاء تماماً كما هي، أي من دون أن تتأثر بأي عملية هضمية، وهي مسؤولة عن مكافحة الإمساك، وإزالة المواد السامة من القولون، وتعديل الحموضة داخل الأمعاء، وتنشيط عملية التخلص السريع من الفضلات والمواد السامة وإخراجها من الجسم.
- الألياف القابلة للذوبان: تلتصق هذه الألياف بالأحماض الدهنية، وتعمل على خفض مستويات الكولسترول في الجسم. كذلك فإنّها تُبطئ من سرعة امتصاص الغلوكوز، ما يسهل عملية حرق الخلايا للسكر وتحويله إلى طاقة عوضاً عن تخزينه على شكل دهون. إنّ تفادي الامتصاص السريع للسكر في الجسم يعني التحكم في مستويات الأنسولين، والسيطرة على الجوع، ب التخفيف من كمية الطعام التي نتناولها.