لم يتملكني كبير استغراب وأنا أرى المصريين يفرحون فرحا عارما بنصر كروي لم يحققوه وهم أول من يعلم انه نصر مزيف وجاءهم بأساليب لا يتقنها سواهم في المحاباة ودفع الرشاوى للحكام تماما كما يرد في أفلامهم التافهة تفاهة أحلامهم وسلوكاتهم التي لم تعد خافية على احد.. فانا أتحدى أيا كان أن يشير إلى دولة في العالم مهما كان مستواها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي تلجا إلى شن حملات شعواء بالسب والشتم في حق شعب شقيق أو غير ذلك.. بأقذع العبارات التي يأنف حتى الأطفال في الأوساط المتحضرة على التفوه بها ناهيك عن الكبار.. ولعل ما أقدمت عليه مصر في حق الشعب الجزائري البطل الجسور منذ أشهر عبر قنواتها الرسمية وغير الرسمية بدافع من نظامها المتردي مستخدمة صفوة مجتمعها أن كانت لها أساسا صفوة في نعت الجزائريين بنعوت مقززة لمجرد أنهم تفوقوا عليها في مباراة لكرة القدم وأسمعونا ومازالوا يسمعوننا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت..وان كنت في المقابل اعلم علما يقينا أن كل من يملك بعض ضمير أو تفكير في هذه المعمورة يزداد لهم احتقارا ويتأكد من دناءة مستواهم والانهيار السياسي الكبير الذي وصلوا إليه من خلال ما يفعلون و إلا كيف تفسر هذه الهجمة الشرسة المسعورة غير المبررة إلا أنها تعكس مرضا نفسيا رهيبا فتك بهؤلاء.
فبقدر ما تفجأت بادئ الأمر بهذا الذي تقدم علية ام الدنيا عفوا هم الدنيا.. بقدر ما آلمني كوني جزائريا يضرب في تاريخه المشرف لكل أحرار الدنيا.. وفي رموزه وأبطاله الذين يزهو بهم التاريخ قديما وحديثا.. بقدر كل هذا فانا رجعت بذاكرتي قليلا الى الوراء والى ما سجله التاريخ باحثا عن سر الانتكاسة المصرية والتدني الفظيع وسرعان ما جاءني الرد سريعا من التاريخ القريب فمصر التي أبرمت سنة 1977 معاهدة للاستسلام والخنوع مع اليهود حتى تضمن عودة بعض من أراضيها المسلوبة والتي لم تتمكن من استعادتها عسكريا رغم انها لم تشارك في حرب أساسا كون الاخوة العرب وعلى راسهم الجزائر التي تسبها الآن هم من يدفع ليقتل في هذه الحروب ليبقى الجيش المصري يستمتع بروائع ام كلثوم ورقصات -العوالم- وما أكثرهن في بلد لا يتقن شيئا غير الرقص والطرب والأوهام.. ومع ذلك فقد اعتبروا تلك الاتفاقيات المهينة والتي مازالت تبعاتها تصب لعنات على رأس مصر وكل الشعوب العربية الاخرى اعتبروها نصرا مبينا وافتخروا بذلك أيما افتخار.. وب قلت لنفسي ان الذي يفرح باتفاقيات مهينة لم يجن منها غير العار لاسيما ان إسرائيل وجدتها فرصة للفتك بين الحين والآخر بالجنود المصريين المرابطين على الشريط الحدودي وقتل ما شاء لها ان تقتل منهم دون رادع وحتى احتجاج.. فضلا عن اتخاذها شرم الشيخ مبولة لحكامها يأتونها كلما أرادوا ان يملوا أمرا جديدا على النظام المصري الذي يظل من ابرز بنود الاتفاقية اعني العمالة.. هذه العمالة التي يلتزم بها النظام المصري شريطة بقائه في السلطة وتلقيه مبالغ حق العمالة.. وقد كان لمصر دور فعال في تجسيد الدور واحترام ما أوكل إليها وحسبنا في هذا خلخلة النظام في العراق وقتل رئيسه وتقتيل شعبه وتقسيم دولته فيما يأتي.. ومما يجسد بحق صدق ما نقول هو عدم تواني النظام المصري في إبداء الولاء والطاعة لأسياده الصهاينة والأمريكان فهو لم يكتف فقط بقتل وتدمير العراق في هذه الحرب بل أرفق الجند الأمريكان بازيد من خمسة آلاف امرأة للنظر في طلبات الجيش الأمريكي واحتياجاته وما أسخفها من احتياجات بل وما أسخفه من نظام...................
قلت لما عدت إلى نفسي والى التاريخ الذي لا يرحم ورأيت كيف ان مصر تعتبر السادات ذكيا واستطاع ان يعيد الأرض المزعومة دون حروب لم يخلقوا لها.. فعلا أدركت بل عذرت المصريين في فرحتهم بانتصارات كوفي كوجيا وقلت لماذا لا يفرحون وهم من فرح باتفاقيات مذلة مثل كامب دايفيد وبزيارة الاستسلام التي لم يجرؤ أي عربي على القيام بها إلا المصري محمد انور السادات.. وان يخطب في الكنيست الإسرائيلي ليثبت تبعة مصر المطلقة بل خنوعها المطلق لاسرائيل.. فكما يقول العرب قديما إذا عرف السبب بطل العجب.. وهنا عذرت المصريين الذين ألفوا أنصاف أو بعض النصر ان وجد بل ألفوا الهزائم المغلقة في صورة انتصارات المهم أنها تظهر مصر مظهر المنتصر والله يشهد أنها آية من الخنوع ونصرها يبعث على التقيؤ.. فقلت إذن لماذا لا يفرحون ولا يرقصون فهي على حد تعبير امامهم -متعودة- *دائما*
فقط ما يثير الانتباه في امر هذا السب واللغظ على الجزائر الشامخة وشعبها الذي لا يقبل الانكسار ولا يفرح بأنصاف النصر.. خاصة على مستوى قنوات اعلامية رسمية وغير ذلك هو ان مصر مغتاظة من الجزائر التي *تفرسها* كما يقولون... وتغير حسابات المصريين فالجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد وحريتها اشترتها بالغالي والنفيس الذي لا يقوى عليه المصريون فنحن شعب نفعل اذا هممنا ولا نكثر الحديث لاننا لم نرتضع من كلاب ولم نأكل لحم الكلاب ولن نطبع برغبة مصرية او غير مصرية حقيقة فوتنا على النظام المصري فرصة تقاضي اجر تهويد بلد عظيم كالجزائر وجره للتطبيع كما هو الحال مع بعض الدول.. لأننا احرار وليس من شيمنا الغدر بالاحرار فما بالك اذا كانوا من ابناء عمومتنا وكانوا الفلسطينيين ولهذا اقول لهؤلاء الداعرين اخلاقيا ما انتم فساد الخلق وتفاهة الرؤية يزيدنا إشفاقا عليكم لأنكم بلغتم حالة مستعصية من الكلب والمرض النفسي الذي يعكس انهيارا سياسيا ونفسيا واقتصاديا والكل يعرف
ملاحظة هذا المقال والمقال السابق لا يمثلان وجهة نظري الشخصية وارتايت نقلهما للمنتدى للاطلاع عليهما وقراءة الموضوع من عدة اتجاهات وشكرا