تقول تفاصيل الخبر:
في تأكيد جديد على أن علاقات العروبة والإسلام بين البلدين الشقيقين أكبر من مباراة في كرة القدم ، كشفت تقارير صحفية أنه ما أن أعلن عن مقتل عامل مصري في ايطاليا على أيدي مهاجرين من أمريكا اللاتينية ، إلا وسارع إخوانه الجزائريين لتنظيم احتجاجات واسعة للتنديد بتلك الجريمة .
وكان المصري حامد محمود الفايد " 19 عاما " لقي مصرعه في 13 فبراير متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها نتيجة شجار شارك به مواطن مصري وآخر من ساحل العاج مع مهاجرين من أمريكا اللاتينية وتحديداً من بيرو بحافلة نقل عام في ميلانو.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" أن مجموعة من المصريين ومهاجرين جزائريين ومغاربة يقدر عددهم بنحو 100 شخص قاموا بأعمال شغب بضاحية بادوفا بميلانو حيث قاموا بتحطيم بعض السيارات وواجهات المحال الزجاجية إثر مقتل الشاب المصري .
ونقلت "آكي" عن مصادر أمنية ايطالية قولها إن أعمال شغب ثارت في أحد شوارع ميلانو شمالي ايطاليا إثر اعتداء خمسة مهاجرين من بيرو على ثلاثة مواطنين اثنين من مصر وثالث من ساحل العاج ، مما أسفر عن مقتل أحد المصريين.
وأضافت أن السلطات الإيطالية تكثف جهودها وتحرياتها من أجل إلقاء القبض على الجناة ومراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في الشارع الذي شهد مقتل المواطن المصري.
ومن جانبها ، علقت شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية على الحادث قائلة إن مهاجرين جزائريين ومغاربة كانوا على مقربة من مكان الحادث قاموا على الفور بتحطيم 17 سيارة وهدم خمسة متاجر تعود ملكية غالبيتها إلى مهاجرين من أمريكا الجنوبية ، احتجاجا على مقتل المصري حامد محمود الفايد.
وأضافت أن مجموعة من الجزائريين الغاضبين على مقتل المهاجر المصري أبدوا مقاومة شديدة في مواجهة عصابات منظمة للمهاجرين القادمين من أمريكا الجنوبية بعد الحادث الذي اهتزت له أوساط الجاليات القادمة من شمال إفريقيا.
وفي السياق ذاته ، وصف رئيس بلدية ميلانو ريكاردو دي كوراتو المنطقة التي وقع بها الحادث بأنها تشبه صراعات الغرب الأمريكي بين عصابات مهاجري شمال إفريقيا وعصابات مهاجري أمريكا اللاتينية .
ورغم أن الشرطة الايطالية وصفت رد الفعل الغاضب من جانب الجزائريين تجاه مقتل شقيقهم المصري بأنه أعمال شغب ، إلا أن الحقيقة عكس ذلك وتؤكد لمثيري الفتنة الكروية بين مصر والجزائر أن علاقات البلدين أكبر وأعمق من أي شيء آخر ، وأن الكلمة الفصل دائما لروابط الدم والعروبة ، وهذا ما ظهر في كثير من المواقف حتى إبان الأزمة الكروية المفتعلة.
ففي تقرير لها في 17 ديسمبر / كانون الأول الماضي وتحت عنوان "جسارة مصرية وأصالة جزائرية.. بين البحر والبر!" ، قالت صحيفة "الأهرام" المصرية :" صفحتان متقابلتان للجسارة المصرية والأصالة الجزائرية العربية كتب سطور إحداهما المواطن المصري عصمت علي عبده موسى، 25 سنة ، من محافظة دمياط الذي غرقت سفينته في 15 ديسمبر أمام ساحل ميناء تنس الجزائري وسبح في البحر حتى وصل إلى البر ناجيا وحيدا من طاقم سفينة الشحن التوجولية كريم جنيور" .
وأضافت "والسطور الأخرى كتبها وزير النقل الجزائري عمار تو عندما زار مستشفى تنس للاطمئنان على عصمت والتوجيه بتوفير كل الوسائل العلاجية له".
والمثير للانتباه أن القصة السابقة لم تكن الأولى من نوعها التي ظهرت في ذروة الأحداث المؤسفة في مباراتي 14 و18 نوفمبر ، فأفراد من الشرطة الجزائرية قاموا بخلع زيهم الرسمي وطالبوا عددا من المصريين في أحد المطاعم بالجزائر بارتدائه لحمايتهم من بعض المشاغبين الكرويين ، وفي القاهرة ، قام العديد من المصريين باستضافة إخوانهم الجزائريين في منازلهم خلال مباراة 14 نوفمبر ، بل وجرح العشرات من رجال الشرطة المصرية وهم يتصدون لمظاهرة غاضبة كانت تحاول الوصول للسفارة الجزائرية .
ما سبق يؤكد بوضوح جسارة وأصالة الشعبين الشقيقين بل ويوجه صفعة قوية لمثيري الفتنة الذين استغلوا مباراة في كرة القدم للإساءة للنضال والكفاح المشترك للبلدين.
اللهم اجمع شمل المسلمين فى كل بقاع الارض و وحد كلمتهم و انصرهم على اعدائهم.
مصدر