المتزوجون حديثا
ذات ليلة من ليالى الشتاء الساحرة وبينما كنت جالسا فى الشرفة اراقب المساحات الخضراء المنبسطة امامى
وأتنسم الهواء النقى المحمل بروائح الأزهار بعيدا عن جو الشقة الداخلى الذى جعلنى اهرب الى الشرفة
وبينما انا كذلك سمعت زوجتى تنادى على من الداخل
عرفت انها جهزت العشاء
فدلفت الى الداخل وأغلقت باب الشرفة خلفى
وجدت زوجتى تجلس على مائدة العشاء تنتظرنى
فتناولنا العشاء ولكنها انتهت قبلى من الطعام وقامت الى المطبخ لتعد الشاى
انتهيت انا ايضا من الطعام وجلست انتظرها
حتى وجدتها تحمل كوبين ناولتنى واحدا منهم وهى تنظر الى عيناى
ابتسمت فى سعادة وانا انظر الى عيناها وانخفضت بنظرى الى ثغرها وهو يرتشف رشيفات صغيرة من الشاى
شرعت اقلدها وعينى لا تنخفض عن وجهها الذى بدا لى كقرص القمر ذو الاشعة الفضية المنتشرة فى سواد الليل الحالك
فخفضت كوبى ببطء ثم امتدت يداى الى يديها التى تخلت عن كوب الشاى
وانساب شريط الذكريات
نصف ساعة ولم تبتعد يدانا ولو للحظة ولم تفترق عينانا ولو لثانية
حتى اننى شعرت ان طول نظر عينى كل منا الى الاخر قد اكسبها مقدرة لا توصف على التفاهم والتواصل
حيث وجدتها تقول لى :
( يبدو اننا متعبان ونحتاج الى الراحة )
فقد كنت انوى ان اقول تلك الجملة فى نفس الوقت الذى قالتها هى فيه
قلنا فى صوت واحد :
نعم نحن فى حاجة الى الراحة
وهممت بالقيام ... قلم استطع لذلك سبيلا
بينما كنت اشعر بصوت طرقات قوية على الباب . جاهدت نفسى لأقوم ولكن بدون جدوى
حاولت وحاولت ... لوكن باءت كل محاولاتى بالفشل
لذلك فقد ذهبت الى الباب حبوا على ركبتى
نعم . حبوت حتى وصلت الى الباب وبذلت اخر مالدى من طالقة حتى استطيع ان ارتفع قليلا لتتمكن يدى من الوصول الى لسان الباب
وجذبته ....
و......
الى اللقاء فى الحلقة القادمة