رصدت «المصرى اليوم» سبب ارتفاع الأسعار فى عدد من الأسواق والمحال التجارية وأرجع الجزارون وأصحاب المحال الزيادة إلى قلة المعروض من المواشى فى الأسواق، وأثارت تلك الزيادة استياء عدد من المواطنين أكدوا أن ارتفاع الأسعار مبالغ فيه وعشوائى، ونتيجة لعدم وجود رقابة على الأسواق ولفتوا إلى أن الأسعار لا تتناسب على الإطلاق مع قدرات محدودى الدخل.
قال محمد سعودى، جزار، فى منطقة السيدة زينب، إن ارتفاع أسعار اللحوم ليس وليد اليوم، وبدأ منذ عيد الأضحى الماضى، بشكل ملحوظ للتجار والمواطنين، مما أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء خلال موسم العيد، مقارنة بباقى المواسم السابقة وقال: «توقعنا الزيادة الحالية منذ أشهر عديدة، نظراً للتراجع المستمر فى أعداد المواشى على مستوى المحافظات»، وأضاف: «لاحظنا توجه الزبائن إلى شراء (المستورد)، الذى زادت الكميات المعروضة منه مما أدى إلى تراجع حركة البيع بنسبة تتجاوز الـ40?»، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت زيادات أسبوعية خاصة خلال أيام الجمع من كل أسبوع، مما دفع التجار إلى شراء كميات صغيرة بعد أن كانوا يتباهون بعرض أكبر كمية أمام المحال.
بعد إنهاء يومها الوظيفى توجهت «سناء محمود» إلى أحد محال الجزارة المجاورة لمنزلها، فوق هضبة المقطم، كى تفاجأ بزيادة جديدة فى الأسعار، التى وصلت فى بعض المحال إلى 55 جنيهاً لكيلو اللحم الصغير ـ حسب ما روت ـ وقالت: «المشكلة الحقيقية فى زيادة الأسعار أن كل حاجة بتزيد بعدها، زى الفراخ والسمك خصوصاً عند الناس اللى فى المناطق النائية ومنها هضبة المقطم».
سناء لديها ثلاثة أطفال، وتحرص على شراء وجبة لحوم أسبوعياً «لأن العيال محتاجين غذاء خصوصاً وقت الدراسة» ـ على حد قولها ـ مضيفة: «إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم سيجعلنى أعيد النظر فى الكمية التى تستهلكها الأسرة» وقالت: «لما سألت الجزار عن سبب زيادة الأسعار بالشكل غير المسبوق ده رد عليا فى غضب: (هو احنا لاقيين سولار علشان ننقل ليكم المواشى فى العربيات)».
وأرجع خالد العربى، تاجر لحوم فى منطقة باب الشعرية، زيادة الأسعار إلى الممارسات الخاطئة لبعض الجزارين، ومنها ذبح الإناث فى القرى والنجوع بشكل مكثف وخارج المذابح مما أدى إلى استنزاف الثروة الحيوانية، لافتاً إلى أن بعض الجزارين يصرون على ذبح العجول، وهى فى مرحلة الرضاعة، «اللحم البتلو»، وحصيلة اللحوم للعجل فى هذه المرحلة 75 كيلو فقط، فى حين إذا منحه الجزارون الفرصة للنمو، فإن وزنه سيصل إلى 250 كيلو، وقال: من المفترض أن نترك الحيوان حتى مرحلة التكاثر، حتى تنمو الثروة الحيوانية، ولا تتأثر الكميات المعروضة فى الأسواق.
ووصف زيادة الأسعار بـ«وقف حال للكل»، سواء للجزار أو الزبون، لأن كل محل جزارة يعمل فيه ما لا يقل عن 4 عمال، وأغلبنا فاتحين بيوت، موضحاً: «كنا نذبح العجل ونبيعه فى نفس اليوم، أما الآن يظل العجل فى الثلاجة لأكثر من يومين».
وفى منطقة «العمرانية» أبدت «سيدة فتحى» ربة منزل استياءها من زيادة الأسعار بصورة جنونية، وقالت: «جوزى عامل أرزقى، يتقاضى 20 جنيهاً يومياً، ولدينا 4 أطفال، ونعيش فى حجرة فى دور أرضى بـ200 جنيه، ولو جبنا اللحمة بنجبها مرة كل شهر والعيال كلهم فى المدارس، وعايشين بستر ربنا، واليوم اللى بنجيب فيه كيلو لحمة للعيال بيبقى عيد، لكن بالطريقة دى مش هندوق اللحمة ولا حتى فى الأعياد».
وفى منطقة «الدقى» وصل سعر الكيلو الكندوز والموزة فى أحد محال السوبر ماركت إلى 62 جنيهاً والضانى إلى 55 جنيهاً والبتلو الموزة بـ83 جنيهاً. قال أحد العمال، رفض ذكر اسمه،: «شهدت أسعار اللحوم فى المحال زيادة كبيرة خلال الفترة الأخيرة وكذا فى المحال التجارية بالمناطق الشعبية»، ولفت إلى أن سكان المناطق الراقية لم يتأثروا كما هو الحال بالنسبة لمحدودى الدخل والفقراء.
وفى الوقت ذاته، تقاربت أسعار اللحوم فى منطقتى «شبرا الخيمة» و«إمبابة» وتراوح سعر الكيلو بين 35 و48 جنيهاً، مقارنة بسعرها قبل أسبوع والذى تراوح بين 30 و42 جنيها وقال أحمد رمضان عامل: «المحير فى أمر زيادة الأسعار أنها عشوائية، بلا معايير أو رقابة، فكل جزار يعلق قائمة بالأسعار التى قد تختلف عن آخر لا يبعد عنه كثيراً، وتابع: فى جميع الأحوال لن تجد تفسيراً لتلك الزيادة، ولا يحق لك أن تسأل عن سببها.
وفى منطقة «مدينة نصر» اعتبرت «فوزية حسين» ربة منزل أن الزيادة الطارئة كبيرة جداً، واتهمت الجزارين برفع الأسعار حسب المستوى الاقتصادى لكل منطقة، وأضافت: رغم ارتفاع المستوى المعيشى لبعض سكان مدينة نصر، إلا أن
هناك آخرين يدبرون قوت يومهم بالكاد، خاصة فى المناطق حديثة الإنشاء مثل «عزبة الهجانة» وغيرها، ورغم ذلك نفاجأ بمبالغة الجزارين فى الأسعار دون مراعاة للفقراء من سكان المنطقة.
المصدر: المصري اليوم