محمد خان: لن نحصل علي الأوسكار مادامت أمريكا تسيطر عليها
رغم تاريخنا السينمائي الطويل، ورغم احتفالاتنا المتعددة بمرور 100 سنة علي انطلاق السينما المصرية، وتوالي الأفلام وتزايد عددها عاماً بعد عام، وذلك بعد انتشار شركات الإنتاج، إلا أن الفيلم المصري لايزال بعيداً عن » العالمية«، إلا فيما ندر من خلال مشاركات ببعض المهرجانات، وحتي الآن لم يحظ أي فيلم مصري بالجائزة »الحلم« جائزة الأوسكار، وهو يضعنا أمام أسئلة لا حصر لها: أين السينما المصرية من العالمية؟.. وما موقع الفيلم المصري علي الخريطة العالمية للسينما؟.. هل عندنا سينما مصرية خالصة قادرة علي التنافس في ظل التطور التقني المذهل للفيلم علي المستوي العالمي؟ باختصار هل العيب عندنا في السينما أم في جائزة الأوسكار نفسها، وغيرها من الجوائز التي تخطتنا وذهبت إلي بلدان أقل منا تاريخياً وفنياً وثقافياً، وباختصار أشد أين يكمن الخلل؟ وماذا ينقص الفيلم المصري حتي يدخل في البرواز العالمي؟.. كل تلك الأسئلة الكثيرة والمحرجة وضعناها أمام بعض صناع السينما عندنا علنا نحظي بإجابة نتمني أن تكون شافية. < في البداية تقول الناقدة ماجدة موريس: إن عدم حصول أي فيلم مصري علي جائزة الأوسكار أمر ليس بغريب، ويرجع في اعتقادي إلي سببين: أولهما خاص بالنواحي الفنية التي يفتقدها الفيلم المصري الآن علي مستوي السيناريو والمعالجة والتصوير والإخراج والموسيقي، فضلاً عن عامل »الاقتباس« الذي تميزت به سينما الأربعينيات والخمسينيات، حيث لايزال وصمة عار في تاريخنا السينمائي، وهو نفسه ما ألقي بالفيلم المصري خارج نطاق المنافسة العالمية رغم جودة الكثير من الأفلام وقتذاك، ورغم كون الاقتباس ليس عيباً في حد ذاته، فالسينما الأمريكية التي تعقد المسيطر الأكبر علي »الأوسكار« تقتبس من سينما أخري ألمانية وإيطالية، ولكن العيب عندنا أن الفيلم يعاني من عدم التكاملية بمعني أنك لو وجدت فيلماً جيداً علي مستوي السيناريو ستفاجأ بخلل في الإخراج مثلاً، ولو وجدت الإخراج متميزاً فسيكون التصوير رديئاً.. وهكذا. وأما السبب الثاني فهو يرجع إلي العوامل التنظيمية واضطرابها الذي صار هو السمة الغالبة علي كل مؤسسات السينما المصرية، فلا ننسي أبداً أزمة »الجواب« الخاص بترشيح أحد الأفلام للأوسكار، حيث شغلنا أنفسنا بالسؤال عن الجواب وهل وصل أم لا، ونسينا ما الذي يمكن أن نقدمه من »بضاعة« سينمائية أمام أعين العالم. < ويري المخرج محمد خان أن أمر الجوائز عموماً غير مهم، ولا يشغله بالمرة فوزه أم عدم فوزه بأية جائزة، فيقول: بالنسبة لي فأفلامي والحمد لله تصل أفكارها للناس بيسر وسهولة، والناس تحبها وهذا هو قمة النجاح فلماذا تشغلني الجوائز إذن؟!، ويضيف: عندنا أفلام متميزة تستحق الأوسكار، ولكن هناك عوامل أخري غير فنية دائماً ما تدخل في حسابات القائمين علي مثل تلك الجوائز تأتي علي رأسها النزعة السياسية، وكلنا يعرف أن جوائز الأوسكار تسيطر عليها السياسة الأمريكية. ومن جانبه، أكد الناقد طارق الشناوي علي معلومة قد تكون خافية علي البعض، وهي أن الفيلم العربي في ترشيحات الأوسكار ليس له إلا مجال محدود في المنافسة، وهي الجزئية الخاصة بالفيلم الأجنبي. ويشير: دخلنا بأفلام كثيرة في عدة مهرجانات وحصلنا علي جوائز، ولكن بالنسبة للأوسكار فدوماً كنا بعيدين عنها حتي علي المستوي العربي، والمرة الوحيدة التي ذكر فيها اسم دولة عربية في ترشيحات الأوسكار كانت لفلسطين من خلال فيلمها »الجنة الآن« للمخرج هاني أبوسعد. وقد ذكر لي مرة المخرج عاطف سالم والعهدة عليه - أن فيلم »أم العروسة« رشح عام 1963 للأوسكار وكان قريباً جداً من الفوز بها، ولكن الموسيقي التصويرية هي التي خذلته، حيث رأت اللجنة أنها مجرد منتخبات فقامت باستبعاده. ويضيف الشناوي: هناك معوقات كثيرة أضعفت الفيلم المصري وأبعدته عن العالمية أهمها »السيناريو« الذي صار »يفصل« علي مقاس البطل أو البطلة ولم يراع المنهج العلمي في كتابته. وعن ابتعاد سينما اليوم عن الأدب يقول: التقدم السينمائي لا يعتمد علي الرواية الأدبية والتاريخ يشهد بذلك، فمثلاً الفيلم المتمكن »بين السماء والأرض« كتبه نجيب محفوظ للسينما مباشرة، ولم يكن من ضمن أعماله الأدبية، أيضاً نذكر الفيلم المتميز »شباب امرأة« قدمه أمين يوسف غراب كقصة سينمائية، ولم يدرج ضمن رواياته الأدبية، فضلاً عن مقومات أخري أهمها المقومات المادية والتقنية. < من ناحيته، يقول المنتج محمد عشوب: هناك أفلام قديمة كانت تستحق جائزة الأوسكار بجدارة مثل »الناصر صلاح الدين« وهو ما يجرنا إلي قضية تمصير السينما بمعني الابتعاد عن »الأمركة« في أعمالنا السينمائية، فالمحلية والاهتمام بالواقع المصري ومعالجته بشكل موضوعي هو طريقنا إلي العالمية، وهو ما تفعله السينما في العالم. ويضيف: السينما عندنا تعاني مشكلات كثيرة وعلي جميع المستويات في السيناريو والإخراج والتصوير والتنظيم، وأري أنها لن تخرج من كبوتها إلا بظهور ابن بار يكون عاشقاً للسينما يخلص لها ويضحي من أجلها، وهو ما يجب أن نعول عليه في المرحلة القادمة لأن الكبار انتهي دورهم بالفعل.
رغم تاريخنا السينمائي الطويل، ورغم احتفالاتنا المتعددة بمرور 100 سنة علي انطلاق السينما المصرية، وتوالي الأفلام وتزايد عددها عاماً بعد عام، وذلك بعد انتشار شركات الإنتاج، إلا أن الفيلم المصري لايزال بعيداً عن » العالمية«، إلا فيما ندر من خلال مشاركات ببعض المهرجانات، وحتي الآن لم يحظ أي فيلم مصري بالجائزة »الحلم« جائزة الأوسكار، وهو يضعنا أمام أسئلة لا حصر لها: أين السينما المصرية من العالمية؟.. وما موقع الفيلم المصري علي الخريطة العالمية للسينما؟.. هل عندنا سينما مصرية خالصة قادرة علي التنافس في ظل التطور التقني المذهل للفيلم علي المستوي العالمي؟ باختصار هل العيب عندنا في السينما أم في جائزة الأوسكار نفسها، وغيرها من الجوائز التي تخطتنا وذهبت إلي بلدان أقل منا تاريخياً وفنياً وثقافياً، وباختصار أشد أين يكمن الخلل؟ وماذا ينقص الفيلم المصري حتي يدخل في البرواز العالمي؟.. كل تلك الأسئلة الكثيرة والمحرجة وضعناها أمام بعض صناع السينما عندنا علنا نحظي بإجابة نتمني أن تكون شافية. < في البداية تقول الناقدة ماجدة موريس: إن عدم حصول أي فيلم مصري علي جائزة الأوسكار أمر ليس بغريب، ويرجع في اعتقادي إلي سببين: أولهما خاص بالنواحي الفنية التي يفتقدها الفيلم المصري الآن علي مستوي السيناريو والمعالجة والتصوير والإخراج والموسيقي، فضلاً عن عامل »الاقتباس« الذي تميزت به سينما الأربعينيات والخمسينيات، حيث لايزال وصمة عار في تاريخنا السينمائي، وهو نفسه ما ألقي بالفيلم المصري خارج نطاق المنافسة العالمية رغم جودة الكثير من الأفلام وقتذاك، ورغم كون الاقتباس ليس عيباً في حد ذاته، فالسينما الأمريكية التي تعقد المسيطر الأكبر علي »الأوسكار« تقتبس من سينما أخري ألمانية وإيطالية، ولكن العيب عندنا أن الفيلم يعاني من عدم التكاملية بمعني أنك لو وجدت فيلماً جيداً علي مستوي السيناريو ستفاجأ بخلل في الإخراج مثلاً، ولو وجدت الإخراج متميزاً فسيكون التصوير رديئاً.. وهكذا. وأما السبب الثاني فهو يرجع إلي العوامل التنظيمية واضطرابها الذي صار هو السمة الغالبة علي كل مؤسسات السينما المصرية، فلا ننسي أبداً أزمة »الجواب« الخاص بترشيح أحد الأفلام للأوسكار، حيث شغلنا أنفسنا بالسؤال عن الجواب وهل وصل أم لا، ونسينا ما الذي يمكن أن نقدمه من »بضاعة« سينمائية أمام أعين العالم. < ويري المخرج محمد خان أن أمر الجوائز عموماً غير مهم، ولا يشغله بالمرة فوزه أم عدم فوزه بأية جائزة، فيقول: بالنسبة لي فأفلامي والحمد لله تصل أفكارها للناس بيسر وسهولة، والناس تحبها وهذا هو قمة النجاح فلماذا تشغلني الجوائز إذن؟!، ويضيف: عندنا أفلام متميزة تستحق الأوسكار، ولكن هناك عوامل أخري غير فنية دائماً ما تدخل في حسابات القائمين علي مثل تلك الجوائز تأتي علي رأسها النزعة السياسية، وكلنا يعرف أن جوائز الأوسكار تسيطر عليها السياسة الأمريكية. ومن جانبه، أكد الناقد طارق الشناوي علي معلومة قد تكون خافية علي البعض، وهي أن الفيلم العربي في ترشيحات الأوسكار ليس له إلا مجال محدود في المنافسة، وهي الجزئية الخاصة بالفيلم الأجنبي. ويشير: دخلنا بأفلام كثيرة في عدة مهرجانات وحصلنا علي جوائز، ولكن بالنسبة للأوسكار فدوماً كنا بعيدين عنها حتي علي المستوي العربي، والمرة الوحيدة التي ذكر فيها اسم دولة عربية في ترشيحات الأوسكار كانت لفلسطين من خلال فيلمها »الجنة الآن« للمخرج هاني أبوسعد. وقد ذكر لي مرة المخرج عاطف سالم والعهدة عليه - أن فيلم »أم العروسة« رشح عام 1963 للأوسكار وكان قريباً جداً من الفوز بها، ولكن الموسيقي التصويرية هي التي خذلته، حيث رأت اللجنة أنها مجرد منتخبات فقامت باستبعاده. ويضيف الشناوي: هناك معوقات كثيرة أضعفت الفيلم المصري وأبعدته عن العالمية أهمها »السيناريو« الذي صار »يفصل« علي مقاس البطل أو البطلة ولم يراع المنهج العلمي في كتابته. وعن ابتعاد سينما اليوم عن الأدب يقول: التقدم السينمائي لا يعتمد علي الرواية الأدبية والتاريخ يشهد بذلك، فمثلاً الفيلم المتمكن »بين السماء والأرض« كتبه نجيب محفوظ للسينما مباشرة، ولم يكن من ضمن أعماله الأدبية، أيضاً نذكر الفيلم المتميز »شباب امرأة« قدمه أمين يوسف غراب كقصة سينمائية، ولم يدرج ضمن رواياته الأدبية، فضلاً عن مقومات أخري أهمها المقومات المادية والتقنية. < من ناحيته، يقول المنتج محمد عشوب: هناك أفلام قديمة كانت تستحق جائزة الأوسكار بجدارة مثل »الناصر صلاح الدين« وهو ما يجرنا إلي قضية تمصير السينما بمعني الابتعاد عن »الأمركة« في أعمالنا السينمائية، فالمحلية والاهتمام بالواقع المصري ومعالجته بشكل موضوعي هو طريقنا إلي العالمية، وهو ما تفعله السينما في العالم. ويضيف: السينما عندنا تعاني مشكلات كثيرة وعلي جميع المستويات في السيناريو والإخراج والتصوير والتنظيم، وأري أنها لن تخرج من كبوتها إلا بظهور ابن بار يكون عاشقاً للسينما يخلص لها ويضحي من أجلها، وهو ما يجب أن نعول عليه في المرحلة القادمة لأن الكبار انتهي دورهم بالفعل.