اقلب الصفحة ورتب ـ إيمان القدوسي
جلس الأب ليقرأ ، كان صغيره يلعب بجواره ويشتت تفكيره فأراد أن يشغله ، قطع صفحة من الجريدة مرسوما عليها خريطة العالم ثم مزقها وقال لطفله ( هل يمكنك إعادة ترتيبها ولك جائزة ؟ )
عاد الطفل إليه بأسرع مما تخيل وقد رتب الصفحة ترتيبا سليما ولصقها فعادت كما كانت بالضبط ، ذهل الأب وسأله : من علمك الجغرافيا ؟
قال الصغير : لا أعرف ما تقول ولكن في ظهر الصفحة صورة كبيرة لإنسان وقد رتبتها بسهولة .
احتضن الأب ابنه وهو يقول : أنت محق يا بني ، لو استطعنا ترميم الإنسان وإعادة ترتيبه سوف ينضبط العالم .
ملخص لقصة قليلة الكلمات عظيمة المعني للمبدع ( باولو كويهلو )
البداية دائما هي الإنسان ، وإعادة ترتيب نفسه المبعثرة وأولوياته المتناثرة ، هو أمر سهل يسير علي من يسره الله عليه ، ولكنه قد يكون من المستحيلات بالنسبة لغيره ، الفارق الأساسي هو طبيعة النفس .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع وعين لا تدمع وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها )
( نفس لا تشبع ) ستظل ساخطة ناقمة ولن ترضي أبدا ، وسوف تتحول إلي خلية ضارة في المجتمع تؤذي من حولها بجشعها وسخطها ورغبتها في الاستحواذ علي كل نعم وخيرات الله ، ( نفس لا تشبع ) لن يخشع لها قلب ولن تدمع لها عين تعاطفا وخشية ومهما حصلت من علوم فسوف يكون علما لا ينفع لأنه ظاهري لا يهذب خلقا ولا يغير سلوكا وسوف تصل بصاحبها للنقطة الأخيرة في الخسارة ( دعوة لا يستجاب لها )
كيف نعيش ونتحمل الحياة دون دعاء يتفضل علينا المولي سبحانه وتعالي بإجابته فيرزقنا ويسترنا ويلطف بنا ؟
( نفس لا تشبع ) لأنها لم يتحقق لها الإشباع العاطفي والإحساس بالأمان منذ صغرها فنشأت مذعورة خائفة قلقة شرسة تري أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم بغض النظر عن الأذي الذي يلحق بغيرها ، ليست مستأنسة بل مفترسة ، تنظر للحظتها الآنية وتنسي آخرتها ، كل همها انتهاز الفرص والحصول علي أكبر قدر من المكاسب واستغلال الظروف ، نري كثيرا من أصحاب هذه النفوس من ذوي الوجاهه الاجتماعية والمناصب العالية والنفوذ ، تستر البدلة الشيك والكرافتة قبح وتشوه النفوس ولكن الأفعال تدل عليها وتكشفها .
أما النفس المطمئنة التي تشعر بالإشباع فهي تمتلك رؤية سليمة للحياة ، تراها بحر يموج بأمواجه وكنوزه وأصدافه ولألئه ووحوشه ، وتري أن من كان معه بوصلة هادية هو وحده الذي ستتحقق له النجاة والوصول لبر السلامة ، هذه البوصلة هي الإيمان بالله واليقين والتسليم بقدر الله والرضا بقضائه .
حين يحدث ذلك تصبح الحركة والسلوك واضحة ذات دافع واحد مهما اختلفت الظروف ، فعل الخير والبعد عن الشر والسير علي خطي الحق ، كلنا يحتاج التذكرة دوما وهي هنا إعادة الترميم وجمع الأجزاء لتكون ملامح واضحة لوجهك الجميل كما فطره الله عز و جل ، لا تلتفت كثيرا للناحية الظاهرة التي تشمل تعقيدات الدنيا ومشكلاتها وجغرافيتها وحدودها ولكن اقلب الصفحة ستعثر علي صورتك بالحجم الكبير ، أعد ترتيبها وتنظيمها وترميمها وحاول أن تصل بها لنفس الشكل الحسن القويم الذي أراده الله لها ، إذا نجحت ستكون قد نظمت عالمك كله وأعدت الحدود والأنهار والسدود والقارات والمحيطات لأماكنها الصحيحة ووقتها ستشعر بروعة الإنجاز .
قال تعالي ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
جلس الأب ليقرأ ، كان صغيره يلعب بجواره ويشتت تفكيره فأراد أن يشغله ، قطع صفحة من الجريدة مرسوما عليها خريطة العالم ثم مزقها وقال لطفله ( هل يمكنك إعادة ترتيبها ولك جائزة ؟ )
عاد الطفل إليه بأسرع مما تخيل وقد رتب الصفحة ترتيبا سليما ولصقها فعادت كما كانت بالضبط ، ذهل الأب وسأله : من علمك الجغرافيا ؟
قال الصغير : لا أعرف ما تقول ولكن في ظهر الصفحة صورة كبيرة لإنسان وقد رتبتها بسهولة .
احتضن الأب ابنه وهو يقول : أنت محق يا بني ، لو استطعنا ترميم الإنسان وإعادة ترتيبه سوف ينضبط العالم .
ملخص لقصة قليلة الكلمات عظيمة المعني للمبدع ( باولو كويهلو )
البداية دائما هي الإنسان ، وإعادة ترتيب نفسه المبعثرة وأولوياته المتناثرة ، هو أمر سهل يسير علي من يسره الله عليه ، ولكنه قد يكون من المستحيلات بالنسبة لغيره ، الفارق الأساسي هو طبيعة النفس .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع وعين لا تدمع وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها )
( نفس لا تشبع ) ستظل ساخطة ناقمة ولن ترضي أبدا ، وسوف تتحول إلي خلية ضارة في المجتمع تؤذي من حولها بجشعها وسخطها ورغبتها في الاستحواذ علي كل نعم وخيرات الله ، ( نفس لا تشبع ) لن يخشع لها قلب ولن تدمع لها عين تعاطفا وخشية ومهما حصلت من علوم فسوف يكون علما لا ينفع لأنه ظاهري لا يهذب خلقا ولا يغير سلوكا وسوف تصل بصاحبها للنقطة الأخيرة في الخسارة ( دعوة لا يستجاب لها )
كيف نعيش ونتحمل الحياة دون دعاء يتفضل علينا المولي سبحانه وتعالي بإجابته فيرزقنا ويسترنا ويلطف بنا ؟
( نفس لا تشبع ) لأنها لم يتحقق لها الإشباع العاطفي والإحساس بالأمان منذ صغرها فنشأت مذعورة خائفة قلقة شرسة تري أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم بغض النظر عن الأذي الذي يلحق بغيرها ، ليست مستأنسة بل مفترسة ، تنظر للحظتها الآنية وتنسي آخرتها ، كل همها انتهاز الفرص والحصول علي أكبر قدر من المكاسب واستغلال الظروف ، نري كثيرا من أصحاب هذه النفوس من ذوي الوجاهه الاجتماعية والمناصب العالية والنفوذ ، تستر البدلة الشيك والكرافتة قبح وتشوه النفوس ولكن الأفعال تدل عليها وتكشفها .
أما النفس المطمئنة التي تشعر بالإشباع فهي تمتلك رؤية سليمة للحياة ، تراها بحر يموج بأمواجه وكنوزه وأصدافه ولألئه ووحوشه ، وتري أن من كان معه بوصلة هادية هو وحده الذي ستتحقق له النجاة والوصول لبر السلامة ، هذه البوصلة هي الإيمان بالله واليقين والتسليم بقدر الله والرضا بقضائه .
حين يحدث ذلك تصبح الحركة والسلوك واضحة ذات دافع واحد مهما اختلفت الظروف ، فعل الخير والبعد عن الشر والسير علي خطي الحق ، كلنا يحتاج التذكرة دوما وهي هنا إعادة الترميم وجمع الأجزاء لتكون ملامح واضحة لوجهك الجميل كما فطره الله عز و جل ، لا تلتفت كثيرا للناحية الظاهرة التي تشمل تعقيدات الدنيا ومشكلاتها وجغرافيتها وحدودها ولكن اقلب الصفحة ستعثر علي صورتك بالحجم الكبير ، أعد ترتيبها وتنظيمها وترميمها وحاول أن تصل بها لنفس الشكل الحسن القويم الذي أراده الله لها ، إذا نجحت ستكون قد نظمت عالمك كله وأعدت الحدود والأنهار والسدود والقارات والمحيطات لأماكنها الصحيحة ووقتها ستشعر بروعة الإنجاز .
قال تعالي ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )