لا أحد يختلف على الدور العظيم الذى تقوم به الهيئة العامة للتأمين الصحى فى رفع المعاناة عن كاهل المواطن البسيط ومن الطبيعى أن يكون هناك تطور ايجابى مستمر فى هذه الخدمة التى تمس فى المقام الاول محدودى الدخل، ورغم ان الدواء هو اهم جزئية فى هذه المنظومة الا أن هناك علامات استفهام كثيرة حول مسألة فاعلية أدوية التأمين الصحي فعشرات الشكاوى الشفهية تتلقاها صيدليات التامين يوميا من عدم فاعلية بعض الادوية بالمقارنة بمثيلاتها فى الصيدليات الخاصة، وكما هو معروف فان التامين الصحى يحصل على هذه الادوية عن طريق مناقصة عامة تطرح على جميع شركات الادوية وبالطبع يتم اختيار الشركة التى تطرح اقل الاسعار وحتى تحصل الشركة على هامش ربح ولو قليل تقوم بانتاج دواء بمواصفات يكفل لها تقليل تكلفة المنتج ( اقل جودة ) وبالتالى تحقيق ربحية معقولة بدليل أن هناك اصناف دوائية تورد للتامين فاعليتها ضعيفة ونفس الاصناف ومن نفس الشركة وفاعليتها عالية تباع للجمهور فى الصيدليات الخاصة وهناك دليل آخرعلى ضعف فاعلية بعض ادوية التامين وهو ان الهيئة قامت مؤخرا بافتتاح عدة صيدليات تجارية تتيح للمريض ان يختار اى دواء بديل لادوية التامين على ان يدفع الفرق من جيبه الخاص .... عدد من الصيادلة العاملين فى صيدليات الهيئة اكدوا على حقيقة ضعف فاعلية بعض الادوية الخاصة بالسكروالضغط وكذلك بعض المسكنات ويتلقون يوميا عشرات الشكاوى ولكن ليس عندهم آلية لتوصيل هذه النوعية من الشكاوى الى المسؤلين الكبار وطبقا لمتابعتهم وملاحظاتهم اليومية الفردية توصلوا الى ان حوالى 60% من شركات الادوية التى تتعامل مع التامين الصحى ادويتها ذات جودة عالية ولافرق بين منتجها للتأامين أو للجمهور العادى اما 40% من الشركات فان بعض ادويتها " فى الضياع " على حسب وصف الصيادلة وبحكم خبرة هؤلاء الصيادلة ارجعوا عدم فاعلية بعض الادوية الى العامل النفسى عند المريض حيث ان شكل المنتج المورد للتامين غالبا مايكون رديءبعكس المنتج التجارى كما ان المواطن العادى اصبح يتشكك فى اى منتج حكومى خاصة اذا كان للغلابة على اعتبار " انه ببلاش " ، صيادلة آخرون اضافوا ابعاد اخرى تخص الشركات المنتجة على اعتبار ان هذه الشركات لكى تحقق ارباحا بالرغم من توريدها للادوية باقل الاسعار عليها ان تلعب فى المواصفات وليس فى المادة الفعالة لان هناك رقابة على التشغيلة من قبل وزارة الصحة وهذا يعنى ان بعض الشركات تلجأ الى شراء المواد الخام من الاسواق الشرق اسيوية على اعتبار انها الارخص لكن كفاءتها اقل بكثير من الخامات الاوروبية او الامريكية ودللوا على ذلك بان هناك احدى شركات الادوية الاجنبية كانت تورد احد ادوية السكر بمواصفات عالية وخرجت بعد ذلك من المناقصة لانها لم تقدم السعر الارخص واختارت الهيئة الشركة التى طرحت السعر الاقل فكانت النتيجة ان هناك خللا واضح فى كفاءة منتج السكر لهذه الشركة .