علبة الشيكولاتة الحائرة ـ إيمان القدوسي
تغيرت علاقتي بالشيكولاتة هذا العام ، قبل ذلك كنت أراها نوعا من الحلوي بنية اللون حلوة المذاق ملفوفة بورق مفضض ، كانت علاقة حيادية تماما بل أعترف أنها كانت تنطوي علي شئ من اللامبالاة ، نعم أعترف لامبالاة كاملة ، إذا أتيحت لي فرصة ألتهمها دون اهتمام ثم ألقي بورقتها الزاهية .
لابد أولا أن أعرفكم بنفسي ( أحمد علي المصيلحي ـ بكالوريوس تجارة ـ أعمل في السعودية ـ لدي شقة في فيصل علي المحارة ـ 29سنة ـ ابن ناس طيبين و أريد عروسا بنت حلال ومستعدة للسفر وياريت ياريت تكون جميلة )
لعلكم توقعتم كيف بدأت علاقتي بالشيكولاتة ، تماما يا أصدقائي كما توقعتم مع رحلة البحث عن العروس ، أيام الغربة متشابهة جافة وصعبة تمضي بين العمل الشاق المستنزف للطاقة والروح و المشاكل مع زملاء السكن حتي تستطيع أن تظفر في وسطهم بمكان آمن للنوم والطعام و الشوق للوطن والأهل ، وتأتي لحظات جميلة قليلة أهمها لحظة استلام الراتب وتحويل جزء منه للحاجة والدتي وقتها تشعر أنك حصلت ولو نسبيا علي ثمن الغربة ، ثم المكالمات الهاتفية لدقائق معدودة مع الوالدة عن حلم العمر ( العروس الجميلة التي تؤنس وحشتي وتملأ غربتي بهجة و أفراح وصبيان وبنات و أشياء أخري لن أبوح بها )
أخيرا جاء اليوم الموعود ونزلت أجازة ، وبدأت مع الحاجة الرحلة الميمونة ، تبدأ الجولة بترشيح من أحد المعارف لعروس رائعة يسهب في ذكر محاسنها ومزايا أهلها وحسن أدبها و أخلاقها ونحصل علي موعد ، ثم أستعد بالبدلة والكرافتة والوجاهة الكاملة وأصحب الوالدة التي تنظر لي بابتسامتها الطيبة ( لا تنسي علبة الشيكولاتة )
لن أحكي قصصي الكثيرة المتكررة ومحاولاتي المستميتة للزواج والاستقرار ، ولكن سوف أتحدث عن الخلاصة والعبر في رحلتي أولا : أصبحت خبيرا في الشيكولاتة وأنوعها وأسعارها أيضا ، ثانيا :تنازلت عن شرط الجمال وجعلته فقط عادية الشكل ،ثم تماديت في التنازل وأخذ حلمي يصغر ويصغر حتي كاد أن يتلاشي ،ثالثا : عرفت لماذا لا تتزوج الفتيات ، ولماذا صار الزواج صعبا ، وعرفت أن مهمة والد الفتاة تتشابه مع مهام ضباط المباحث وأمن الدولة ، فهو يعتقد أن العريس مدان حتي لو ثبتت براءته ، وعرفت أن الفتاة صارت تريد زوجا يتم تفصيله خصيصا طبقا لمواصفاتها أو يتم تحضيره معمليا .
النتيجة : لم أتزوج وكرهت الشيكولاتة ، واحترت في فهم معادلة صعبة :هل تحصل علي المال بالسفر فترفضك الفتاة لأنها تخاف من السفر ، أم تعمل في بلدك بملاليم فترفضك الفتاة لأنها تخاف من الفقر ؟
ومعادلة أخري لماذا يشعرك والد الفتاة أنك متهم بالنصب والاحتيال وينظر لك تلك النظرة الموحدة بإرخاء جفن العين اليسري وإمالة الرأس للوراء لكي تعلم أنه كشف ألاعيبك ولا يمكنك خداعه ولماذا لا يعتبرك ابنا له وأنك رجل محترم طالب حلال علي سنة الله ورسوله ودخلت بيته من الباب بشكل شرعي مستقيم ؟
ولماذا يكذب الوسطاء بشكل فادح ، ويعطون معلومات مضللة بخصوص الفتاة حتي تظن أنك قد أخطأت العنوان ؟
وإذا فشلت الطريقة التقليدية في التعارف كيف سيتزوج الشباب ؟
ولماذا تبدو الفتاة في البيت متجهمة باهتة وفي الخارج منطلقة متألقة ؟
وماذا يعني التضييق علي الحلال وعدم تيسيره سوي فتح أبواب الحرام علي مصراعيها ؟
وأخيرا : لماذا الشيكولاتة ؟ وأين ذهب جمال وحلاوة وخفة ظل بنات النيل ؟ و........أليس لديكم عروسا حلوة ؟
( بتصرف من رسالة شاب غاضب يتهمني بتبني وجهة نظر البنات والتحيز الدائم لهن )
تغيرت علاقتي بالشيكولاتة هذا العام ، قبل ذلك كنت أراها نوعا من الحلوي بنية اللون حلوة المذاق ملفوفة بورق مفضض ، كانت علاقة حيادية تماما بل أعترف أنها كانت تنطوي علي شئ من اللامبالاة ، نعم أعترف لامبالاة كاملة ، إذا أتيحت لي فرصة ألتهمها دون اهتمام ثم ألقي بورقتها الزاهية .
لابد أولا أن أعرفكم بنفسي ( أحمد علي المصيلحي ـ بكالوريوس تجارة ـ أعمل في السعودية ـ لدي شقة في فيصل علي المحارة ـ 29سنة ـ ابن ناس طيبين و أريد عروسا بنت حلال ومستعدة للسفر وياريت ياريت تكون جميلة )
لعلكم توقعتم كيف بدأت علاقتي بالشيكولاتة ، تماما يا أصدقائي كما توقعتم مع رحلة البحث عن العروس ، أيام الغربة متشابهة جافة وصعبة تمضي بين العمل الشاق المستنزف للطاقة والروح و المشاكل مع زملاء السكن حتي تستطيع أن تظفر في وسطهم بمكان آمن للنوم والطعام و الشوق للوطن والأهل ، وتأتي لحظات جميلة قليلة أهمها لحظة استلام الراتب وتحويل جزء منه للحاجة والدتي وقتها تشعر أنك حصلت ولو نسبيا علي ثمن الغربة ، ثم المكالمات الهاتفية لدقائق معدودة مع الوالدة عن حلم العمر ( العروس الجميلة التي تؤنس وحشتي وتملأ غربتي بهجة و أفراح وصبيان وبنات و أشياء أخري لن أبوح بها )
أخيرا جاء اليوم الموعود ونزلت أجازة ، وبدأت مع الحاجة الرحلة الميمونة ، تبدأ الجولة بترشيح من أحد المعارف لعروس رائعة يسهب في ذكر محاسنها ومزايا أهلها وحسن أدبها و أخلاقها ونحصل علي موعد ، ثم أستعد بالبدلة والكرافتة والوجاهة الكاملة وأصحب الوالدة التي تنظر لي بابتسامتها الطيبة ( لا تنسي علبة الشيكولاتة )
لن أحكي قصصي الكثيرة المتكررة ومحاولاتي المستميتة للزواج والاستقرار ، ولكن سوف أتحدث عن الخلاصة والعبر في رحلتي أولا : أصبحت خبيرا في الشيكولاتة وأنوعها وأسعارها أيضا ، ثانيا :تنازلت عن شرط الجمال وجعلته فقط عادية الشكل ،ثم تماديت في التنازل وأخذ حلمي يصغر ويصغر حتي كاد أن يتلاشي ،ثالثا : عرفت لماذا لا تتزوج الفتيات ، ولماذا صار الزواج صعبا ، وعرفت أن مهمة والد الفتاة تتشابه مع مهام ضباط المباحث وأمن الدولة ، فهو يعتقد أن العريس مدان حتي لو ثبتت براءته ، وعرفت أن الفتاة صارت تريد زوجا يتم تفصيله خصيصا طبقا لمواصفاتها أو يتم تحضيره معمليا .
النتيجة : لم أتزوج وكرهت الشيكولاتة ، واحترت في فهم معادلة صعبة :هل تحصل علي المال بالسفر فترفضك الفتاة لأنها تخاف من السفر ، أم تعمل في بلدك بملاليم فترفضك الفتاة لأنها تخاف من الفقر ؟
ومعادلة أخري لماذا يشعرك والد الفتاة أنك متهم بالنصب والاحتيال وينظر لك تلك النظرة الموحدة بإرخاء جفن العين اليسري وإمالة الرأس للوراء لكي تعلم أنه كشف ألاعيبك ولا يمكنك خداعه ولماذا لا يعتبرك ابنا له وأنك رجل محترم طالب حلال علي سنة الله ورسوله ودخلت بيته من الباب بشكل شرعي مستقيم ؟
ولماذا يكذب الوسطاء بشكل فادح ، ويعطون معلومات مضللة بخصوص الفتاة حتي تظن أنك قد أخطأت العنوان ؟
وإذا فشلت الطريقة التقليدية في التعارف كيف سيتزوج الشباب ؟
ولماذا تبدو الفتاة في البيت متجهمة باهتة وفي الخارج منطلقة متألقة ؟
وماذا يعني التضييق علي الحلال وعدم تيسيره سوي فتح أبواب الحرام علي مصراعيها ؟
وأخيرا : لماذا الشيكولاتة ؟ وأين ذهب جمال وحلاوة وخفة ظل بنات النيل ؟ و........أليس لديكم عروسا حلوة ؟
( بتصرف من رسالة شاب غاضب يتهمني بتبني وجهة نظر البنات والتحيز الدائم لهن )