السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
يقول الله تعالى : {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (105) سورة البقرة {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (106) سورة البقرة.
الىيتين الكريمتين , في غاية الوضوح . لا تتطلبان دكتورا في اللغة العربية لفهمها .
كان اليهود و النصارى يكرهون أن ينزل الله تعالى على الاميين كتابا سماويا .و كذلك كره المشركون هذا الخير و هذا الفضل على المؤمنين .
فأخبرهم الله تعالى أنه يستطيع نسخ الكتب السماوية بكتاب سماوي أعظم منهما .
و ليس في الامر نقصان من القرآن أو ضياع كما توهم البعض , أو تعارض لا يحل إلا بإلغاء كلام الله السابق .
لا مبدل لكلمات الله .
لو فرضنا أن في القرآن نسخ , بكل الاشكال التي وضعها القائلون بالنسخ .
و منها نسخ التلاوة : حيث يرى القائلون بالنسخ أن سورة بحجم براءة -التوبة - قد نسخت و زالت من كتاب الله المجيد.
و يرون أيضا أن سورة الأحزاب عندما نزلت على رسول الله أول مرة كانت تعدل سورة البقرة طولا .لكن معضم آياتها نسخت و زالت.
يرون أن من القرآن الذي نزل على رسول الله أيضا : ( الشيخ و الشيخة إذا زنيا....)).
(( لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى واديا ثالثا...)).
ألا يكون معنى كلامهم هذا, أن القرآن الذي بين يدينا اليوم ليس هو نفسه الذي نزل أول مرة على رسول الله ؟.
أما النسخ في صنفه الثالث , نسخ الحكم مع بقاء التلاوة , ألا يعني أن الله تعالى شرع حكما ثم بدا له أنه لم يعد صالحا فعدل عنه؟.
أما النسخ بصنفه الثالث و نسخ التلاوة و بقاء الحكم, فكارثة عظيمة . كما يتوهم البعض حد الرجم ..
هذا معناه ضرورة إلصاق ملحق بالقرآن , يكون فيه القرآن المنسوخ .لأن أحكامه لا تزال نافذة , لكن الدليل لا يوجد.
يا عباد الله اتقوا الله في القرآن.
أليس القرآن المنسوخ كلام الله ؟.
لماذا لم يجمعه الله ؟.
ايعقل أن يبدل الله كلماته, و هو القائل
( {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (115) سورة الأنعام
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.