نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




حياة سيدنا محمد (2)

 

فهل عرفت الدنيا رجلا عظيما كهذا الرجل ومن عظمته إن سيرته حُفظت وأحصيت حتى أخباره وأحواله التي كانت قبل البعثة ولما كانت الأذن تعشق أحيانا قبل العين وكانت نفوسنا تشتاق وتتطلع لرؤيته صلى الله عليه وسلم، وكنت أتمنى لو أن رجلا وصّافاً يصفه لنا كأننا نراه وننظر إليه ،لان الطاقة القلبية الحبية تتطلع إلى ذلك. مع العلم بان الخبر ليس كالمعاينة. فكل من رآه عليه الصلاة والسلام وتوفى مؤمنا به فهو صحابي إذا الرؤية لها تأثير وكون كل واصف يعطى لقطة من صفاته فأنها إذا اجتمعت تخرج لنا صورة طبق الأصل ونحن سوف نورد ما أورده واصفوا حليته عليه الصلاة والسلام ونزيد عليها بعض المرائي لمن رآه في المنام.
وأحسن من وصفه صلى الله عليه وسلم هو الحسن بن على ابن بنته نقلا عن خاله هند بن أبى هاله وهو ابن خديجة بنت خويلد وربيب الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الحسن بن على سألت خالي هند وكان وصفا عن حليته صلى الله عليه وسلم- والتعبير بكلمة حلية لان كل شئ فيه حلو- وتصوير ذاته الشريف تحدث صورة نفسية في النفوس وولع في نفس من احبه وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الانبياء قبله فقال عن موسى عليه السلام انه رجل طويل كأنه من رجال شنؤة فأعطى وصفا مقاربا لموسى ووصفه بالادمه في اللون وهو السمرة وبهذا الطول وحينما تكلم عن عيسى عليه السلام فقال فانه كان كثير خيلان الوجه يعنى أن وجهه دائما رطب كأنما يخرج من ديماس كأنك حين تراه تراه كأنه خارج من حمام يقطر وجهه ماء أشبه أصحابكم به عروة بن مسعود وقال عن سيدنا إبراهيم أشبه الناس به صاحبكم. يعنى نفسه الشريفة. والرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك لأنه يعلم أن النفس المحبة تتشوق وتشتاق على أن تأخذ فكرة ولو إجمالية عمن تحب ولهذا سأل الحسن خاله عن حليته من اجل أن ينقله للمؤمنين لان كل من أحبه يريد أن يعرف كيف كان شكله صلى الله عليه وسلم وكيف كان طوله ولونه وكيف كان شعره بل تجد كل من آمن به ولم يراه يتمنى لو انه رآه في المنام وهذا أمر قد شغل كل من سمع به ولذا قال الحسن بن على كنت اشتهى أن يوصف لي شيء منه أتعلق به .
فصل في صفاته الخَلقية صلى الله عليه وسلم
واليكم ما قال هند بن أبى هالة قال:-( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما) اى أن العين لا تقتحمه ساعة النظر إليه ،لان الناظر إليه يرى من الفخامة والعظة والهيبة. تقول أم معبد (من رآه بديهة هابه أبهى الناس وأجملهم من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب) وهذا أمر يتطلبه موضوع رسالته فان الرسول يدل على المرسِل .ولم يبعث الله رسولا إلا في أحسن صورة خَلقية وخُلقية . والمعنى إن الله أعطاه شيئا من الجلال والمهابة فهو مليح من قريب ومن بعيد. ثم انتقل إلى وجهه لان الوجه السمة الأصلية لتشخيص الأشخاص فقال ( يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر ) وتقول أم معبد انه (ظاهر الوضأة مليح الوجة) وقال على( لم يكن وجهه في غاية التدوير بل فيه سهولة) وفى رواية (في وجهه تدوير ابيض مشربا بالحمرة). وهى أحسن لون فلم يكن أمهق اللون وفى وجهه تدوير وليس بالكامل وهو أحلى الأوصاف عند العرب. ثم أعطانا فكره عن قوامه فقال ( هو أطول من الربوع واقصر من المشذى ) فالمربوع من طوله اقرب الى عرضه. قالت أم معبد( لا تشنؤه عين من طول ولا تقتحمه عين من قصر) وفى بعض الروايات انه اقرب الى الطول قليلا فهو في احسن قامة أما قوله المشذى فهو الطويل البائن وإذا جمعنا الصورتين فهو بين بين . ثم انتقل إلى رأسه ( كان عظيم الهامة ) فرأسه وما يحمله من رقبه- ساعة تراه ترى عظمة. قالت أم معبد (لا ترى به صلعة) وهى صفة رأسه. وأما رقبته فقالت (في عنقه سطع) اى طول وقيل نور قلت والجمع ممكن بل متعين ولهذا قال على( كأن عنقه إبريق فضة) فرأسه عظيم يستدعى الأبصار ويستميل القلوب.
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


وبعد ذلك يقول ( وكان رجْل الشعر ) و يقول على وهو( رجل الشعر أسوده ليس بالجعد القطط ولا بسبط ) فهو بين الجعوده والسبوطة يعنى أن شعرة متموج وبعد ذلك يقول ( إذا انفرقت عقيقته فره والا فلا يتجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره ) والمعنى أن شعره تارة يطول وتارة يقصر منه وقد حلقه في حجة الوداع ومات بعد ذلك بإحدى وثمانين يوما فكان يوفره مرة ولا يوفره أخرى وورد في الصحيحين أن شعره يضرب إلى منكبيه وفى رواية إلى أنصاف أذنيه وقالت عائشة ( كان شعره فوق الوفرة ودون الجمة) والجمة تصل إلى الكتف . قالت أم هانئ (قدم مكة وله أربع غدائر ) تعنى ضفائر. أما لون شعره فكان شديد سواد الشعر ثم بعد ذلك انتقل إلى لحيته فقال ( كان كث اللحية ) قال يزيد الفارس لما ذكر لابن عباس انه رآه في المنام فقال ابن عباس:- صفه لي؟ فقال:- قد ملئت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملئ نحره. فصدقه ابن عباس. وقال على كان حسن اللحية وقال سعد(كان شديد سواد شعر اللحية) وقالت أم معبد في لحيته كثافة. وهذا يعطى أن من رآه في المنام بغير هذه فليس هو. ويعطينا أيضا انه ينبغي للمسلم أن يتأسى برسوله صلى الله عليه وسلم في هيئته الظاهرة وهى إعفاء الحية، وقد ترك كثير من الناس هذه السنة الجميلة، وإذا كنا نحب هذه الذات الشريفة الكاملة فعلينا التأسي بها ما أمكننا من صفاته الظاهرة كاللحية فانه كان يعفيها اللهم امنن علينا بالعمل بكتابك وسنة رسولك .
ثم بعد ذلك يقول( كان ادعج العينين ) والادعج هو من كان سواد عينيه شديد مع سعتها قال على (كان عظيم العينين اهدب الاشفار) والشفر هو اصل منبت الشعر في طرف الجفن وفى رواية ابن يعلى (مشرب العينين بحمره )وهذه الحمره لا تفارق عينيه وهذا يدل على القوة والشجاعة.
ثم قال ( كان ضليع الفم ) اى متسع وهذا أمر تحمده العرب وخصوصا فيمن كانت رسالته البيان وهذا ادعى إلى أن يأخذ الصوت كل الأنغام قالت أم معبد كان منطقة خرزات نظم يعنى في حسنه وبلاغته وفصاحته وحلاوة لسانه. ثم قال ( وكان معتدل البدن متماسكا ) اى معتدل الخلق في سمنته سواء في البطن والصدر ثم قال (كان اشنب مفلج الأسنان )اى لون أسنانه مثل البرد تعطى بريق وفى رواية ويفتل عن مثل حب الغمام وصف جمال أسنانه أنها مثل البرد أما قوله مفلج الأسنان اى مفرق وهذا ادعى إلى طيب الفم لان بقايا الطعام لا تتخلل الفضاء بين الأسنان. ثم قال ( وكان دقيق المسربة) اى الشعر الممدود من نحره إلى سرته كالخيط وهو عاري الثديين والبطن من الشعر ثم قال ( كأن عنقه جيد دمنة في صفاء ) الجيد وهو العنق ودمنة هي والمراد أن عنقه كأنه إبريق فضة في صفاء.
ثم قال( ضخم الكراديس ) اى رؤوس العظام والمراد انه منبسط فليس احدب ولا متجمع بل مفرد القوام ثم قال( كان اشعر العينين ) اى ذراعه ذو شعر ثم قال ( خمصان الأخمصين ) اى في قدميه تجافى عن الأرض والمراد أن قدمه بالداخل لا يلتصق بالأرض ثم قال ( كان مسيح القدمين ) اى ملساء وفيه مزية فلا ثبات للماء عليها ثم قال ( كان شمس الكفين والقدمين






المقال "حياة سيدنا محمد (2)" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
معلومات عن حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
حياة سيدنا محمد (5)
حياة سيدنا محمد (3)

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية