بطالة المرأة ـ إيمان القدوسي
كثيرا ما تصاغ القضايا التي يراد تمريرها عبر العقول علي شكل سؤال منطقي يحمل إجابته بين ثناياه مثل : هل نقر بطالة المرأة ؟ وهل من المعقول أن يظل نصف المجتمع عاطلا مختبئا داخل البيت ؟ وهل تتعلم المرأة لكي تغسل الصحون ونحن في عصر العلم والتكنولوجيا ؟
لكي نجيب علينا أولا تحديد مفهوم العمل ، فالمفهوم الرائج هو ( العمل لدي الغير مقابل أجر ) وهو ما اصطلح الناس علي تسميته (الوظيفة ) وهو تعريف غير شامل لأنه في هذه الحالة فإن الفلاح الذي يزرع أرضه والصياد والبائع المتجول وربة البيت لا يعملون .
التعريف الصحيح للعمل هو ( العمل لصالح المجتمع وبما يعود بالنفع علي الآخرين داخل البيت أو خارجه ومقابل أجر أو بلا مقابل ) ووفقا لهذا التعريف تصبح ( ربة البيت ) امرأة عاملة من الطراز الأول ، لأنها تقوم بأعمال متعددة فهي مدبرة منزل وطاهية ومربية ومعلمة ومرشدة نفسية وأخصائية اجتماعية لكل أفراد الأسرة ، وهي تقدم للمجتمع أفضل منتج علي الإطلاق ، الإنسان السوي والمواطن الصالح .
ولا يقلل من قيمة جهدها أنها تمارسه داخل البيت فهو المجال الملائم لأنشطتها ،وإلا أين سنربي ونرعي الجيل الجديد ؟ ومن سيقوم بذلك ؟
أما بالنسبة للتعليم فقد صار ضرورة معاصرة لأنه الوسيلة المتاحة للمعرفة ، وهو الطريقة المناسبة لإعداد الفتاة لدورها كأم وزوجة وربة بيت ، فهي في أداءها لوظائفها داخل البيت تحتاج العديد من المهارات والمعارف وتحتاج أيضا أن تكون علي نفس المستوي الثقافي للزوج والأبناء ليمكنها التفاهم معهم وتحتاج فوق ذلك استخدام ذكاءها وإبداعها في إدارة تلك المؤسسة الهامة والأساسية ( مؤسسة الأسرة )
ومن الادعاءات التي تقال للتقليل من شأن صاحبتها ( هل تعلمت لتقشري البصل ؟ هل حصلت علي شهادة لتكوني جارية ؟ هل هذا هو آخر طموحك خدمة العيال ؟ )
في رأيي أن تقشير البصل وإعداد طعام ليأكل منه أولادي هو عمل أرقي وأفيد وأكثر إبداعا من الجلوس إلي مكتب لأداء عمل مكتبي روتيني لا أحتاجه ولا يحتاجني ولا يشعر بقيمته أحد، وأن تكون الزوجة جارية لزوجها خير من أن تكون جارية للمدير والوكيل ورئيس القسم يأمرونها وينهونها ويوبخونها لأقل هفوة ، علي الأقل زوجها يعاملها بمودة ورحمة وإذا كانت الخدمة تضعها في مصاف الجواري فإن خدمته لبيته هو أيضا تجعله كأنه عبد كما قالت قديما الأعرابية لابنتها ( كوني له أمة يكن لك عبدا )
أما الطموح فإن أرقاه ما فيه إيثار فتجد الأم ترغب في تحقيق طموحا من خلال أبناءها ، كما أنني أؤكد عن خبرة أن أداء المرأة لعملها المنزلي الذي ينظر له البعض باحتقار ، يعلمها الحكمة ويعلمها مهارات أعلي كثيرا مما تتعلمه الموظفة التقليدية ، ويمكن لربة البيت أن تقول لا يوجد شئ لم أعرفه خلال ممارستي لعملي فعملها يشمل سبع وظائف وربما أكثر .
ولكن لكل قاعدة استثناءات فإذا كانت (وظيفة ربة البيت) هي أساس عمل المرأة وخاصة أنها من الناحية الاقتصادية ستوفر لأسرتها أضعاف راتب الوظيفة وإذا قلنا أن 70 % من النساء ستكون هذه هي وظيفتهن ستبقي نسبة 30 % خارجها .
هناك من لم تتزوج قط ، ومن لم تنجب ، ومن كبر أولادها واستقلوا وهي في كامل حيويتها وصحتها وهؤلاء يحتجن عملا نافعا يشغل وقتهن ، وهناك من مات عائلها أو طلقت أو مرض زوجها وأصبحت مسئولة عن أسرة وأطفال وهؤلاء يحتجن عملا للإعالة .
ستتراوح الأعمال المناسبة بين ، (عمل داخل المنزل) وهو ما مارسته المرأة طويلا لتحسين دخلها ، الخياطة والماشطة و القابلة وما تطورت إليه هذه المهن حاليا وما ابتدعته المرأة حديثا مثل إعداد الطعام في المنزل وصناعة المنظفات ، وهناك كثير من الوظائف المرتبطة بالإنترنت والتي تمارس حاليا من داخل البيت(from home )مثل أعمال الترجمة والبحث والكتابة والتسويق ، بل إن هناك اتجاها في العالم كله لممارسة العمل من داخل البيت مالم تستدعي الضرورة غير ذلك توفيرا للوقت والجهد المبذول في المواصلات وتخفيفا لزحام الطرق والشوارع .
ثم ( عمل خارج المنزل ) ويشمل ( عمل خارج المنزل بغير أجر ) وهو العمل الخيري والأهلي والذي تقوم به سيدات فضليات يبذلن الوقت والجهد والمال لوجه الله تعالي في رعاية الأيتام والمسنين واحتواء الضعفاء بما يحفظ توازن وتماسك المجتمع .
و( عمل خارج المنزل مقابل أجر ) وخاصة في حالة الطبيبة والمعلمة وفي هذه الحالة لا بد من موافقة الزوج أو ولي الأمر والالتزام بالزي الشرعي وتجنب الاختلاط واختيار وسيلة آمنة للانتقال .
المرأة المسلمة ليست عاطلة وليست في حالة بطالة ، بل هي في وضعها لأسرتها علي رأس قائمة أولوياتها تطبق أحدث مبدأ اقتصادي وهو ( التخصص وتقسيم العمل ) وكل فرد في المجتمع المسلم عليه دائما ( السعي ) ، والمرأة أيضا عليها السعي ولكن ليس عليها الشقاء .
كثيرا ما تصاغ القضايا التي يراد تمريرها عبر العقول علي شكل سؤال منطقي يحمل إجابته بين ثناياه مثل : هل نقر بطالة المرأة ؟ وهل من المعقول أن يظل نصف المجتمع عاطلا مختبئا داخل البيت ؟ وهل تتعلم المرأة لكي تغسل الصحون ونحن في عصر العلم والتكنولوجيا ؟
لكي نجيب علينا أولا تحديد مفهوم العمل ، فالمفهوم الرائج هو ( العمل لدي الغير مقابل أجر ) وهو ما اصطلح الناس علي تسميته (الوظيفة ) وهو تعريف غير شامل لأنه في هذه الحالة فإن الفلاح الذي يزرع أرضه والصياد والبائع المتجول وربة البيت لا يعملون .
التعريف الصحيح للعمل هو ( العمل لصالح المجتمع وبما يعود بالنفع علي الآخرين داخل البيت أو خارجه ومقابل أجر أو بلا مقابل ) ووفقا لهذا التعريف تصبح ( ربة البيت ) امرأة عاملة من الطراز الأول ، لأنها تقوم بأعمال متعددة فهي مدبرة منزل وطاهية ومربية ومعلمة ومرشدة نفسية وأخصائية اجتماعية لكل أفراد الأسرة ، وهي تقدم للمجتمع أفضل منتج علي الإطلاق ، الإنسان السوي والمواطن الصالح .
ولا يقلل من قيمة جهدها أنها تمارسه داخل البيت فهو المجال الملائم لأنشطتها ،وإلا أين سنربي ونرعي الجيل الجديد ؟ ومن سيقوم بذلك ؟
أما بالنسبة للتعليم فقد صار ضرورة معاصرة لأنه الوسيلة المتاحة للمعرفة ، وهو الطريقة المناسبة لإعداد الفتاة لدورها كأم وزوجة وربة بيت ، فهي في أداءها لوظائفها داخل البيت تحتاج العديد من المهارات والمعارف وتحتاج أيضا أن تكون علي نفس المستوي الثقافي للزوج والأبناء ليمكنها التفاهم معهم وتحتاج فوق ذلك استخدام ذكاءها وإبداعها في إدارة تلك المؤسسة الهامة والأساسية ( مؤسسة الأسرة )
ومن الادعاءات التي تقال للتقليل من شأن صاحبتها ( هل تعلمت لتقشري البصل ؟ هل حصلت علي شهادة لتكوني جارية ؟ هل هذا هو آخر طموحك خدمة العيال ؟ )
في رأيي أن تقشير البصل وإعداد طعام ليأكل منه أولادي هو عمل أرقي وأفيد وأكثر إبداعا من الجلوس إلي مكتب لأداء عمل مكتبي روتيني لا أحتاجه ولا يحتاجني ولا يشعر بقيمته أحد، وأن تكون الزوجة جارية لزوجها خير من أن تكون جارية للمدير والوكيل ورئيس القسم يأمرونها وينهونها ويوبخونها لأقل هفوة ، علي الأقل زوجها يعاملها بمودة ورحمة وإذا كانت الخدمة تضعها في مصاف الجواري فإن خدمته لبيته هو أيضا تجعله كأنه عبد كما قالت قديما الأعرابية لابنتها ( كوني له أمة يكن لك عبدا )
أما الطموح فإن أرقاه ما فيه إيثار فتجد الأم ترغب في تحقيق طموحا من خلال أبناءها ، كما أنني أؤكد عن خبرة أن أداء المرأة لعملها المنزلي الذي ينظر له البعض باحتقار ، يعلمها الحكمة ويعلمها مهارات أعلي كثيرا مما تتعلمه الموظفة التقليدية ، ويمكن لربة البيت أن تقول لا يوجد شئ لم أعرفه خلال ممارستي لعملي فعملها يشمل سبع وظائف وربما أكثر .
ولكن لكل قاعدة استثناءات فإذا كانت (وظيفة ربة البيت) هي أساس عمل المرأة وخاصة أنها من الناحية الاقتصادية ستوفر لأسرتها أضعاف راتب الوظيفة وإذا قلنا أن 70 % من النساء ستكون هذه هي وظيفتهن ستبقي نسبة 30 % خارجها .
هناك من لم تتزوج قط ، ومن لم تنجب ، ومن كبر أولادها واستقلوا وهي في كامل حيويتها وصحتها وهؤلاء يحتجن عملا نافعا يشغل وقتهن ، وهناك من مات عائلها أو طلقت أو مرض زوجها وأصبحت مسئولة عن أسرة وأطفال وهؤلاء يحتجن عملا للإعالة .
ستتراوح الأعمال المناسبة بين ، (عمل داخل المنزل) وهو ما مارسته المرأة طويلا لتحسين دخلها ، الخياطة والماشطة و القابلة وما تطورت إليه هذه المهن حاليا وما ابتدعته المرأة حديثا مثل إعداد الطعام في المنزل وصناعة المنظفات ، وهناك كثير من الوظائف المرتبطة بالإنترنت والتي تمارس حاليا من داخل البيت(from home )مثل أعمال الترجمة والبحث والكتابة والتسويق ، بل إن هناك اتجاها في العالم كله لممارسة العمل من داخل البيت مالم تستدعي الضرورة غير ذلك توفيرا للوقت والجهد المبذول في المواصلات وتخفيفا لزحام الطرق والشوارع .
ثم ( عمل خارج المنزل ) ويشمل ( عمل خارج المنزل بغير أجر ) وهو العمل الخيري والأهلي والذي تقوم به سيدات فضليات يبذلن الوقت والجهد والمال لوجه الله تعالي في رعاية الأيتام والمسنين واحتواء الضعفاء بما يحفظ توازن وتماسك المجتمع .
و( عمل خارج المنزل مقابل أجر ) وخاصة في حالة الطبيبة والمعلمة وفي هذه الحالة لا بد من موافقة الزوج أو ولي الأمر والالتزام بالزي الشرعي وتجنب الاختلاط واختيار وسيلة آمنة للانتقال .
المرأة المسلمة ليست عاطلة وليست في حالة بطالة ، بل هي في وضعها لأسرتها علي رأس قائمة أولوياتها تطبق أحدث مبدأ اقتصادي وهو ( التخصص وتقسيم العمل ) وكل فرد في المجتمع المسلم عليه دائما ( السعي ) ، والمرأة أيضا عليها السعي ولكن ليس عليها الشقاء .
إقرأ ايضا
مقال اعجبني - الزواج يأتي أولا
مقال اعجبني - الجانب النفسي للحجاب
مقال اعجبني - البحث عن عريس
مقال اعجبني ـــــ ينقصني ... شئ
مقال أعجبني - صناعة الجمال
مقال أعجبني - حب من طرف واحد
مقال أعجبني - ليس بالدِّين والخُلُق وحدهما
مقال أعجبني - ست البيت
مقال أعجبني - مشروع صداقة
مقال أعجبني - بكرٌ.. أم ثيِّب؟
مقال أعجبني - الهروب إلي الحب
مقال أعجبني - الباب المفتوح
مقال أعجبني - جاك ما تمنّى.. تهنّى
مقال أعجبني - الشاطر وعروسه الحلوة
مقال أعجبني - ولدت امرأة
مقال اعجبني - الزواج يأتي أولا
مقال اعجبني - الجانب النفسي للحجاب
مقال اعجبني - البحث عن عريس
مقال اعجبني ـــــ ينقصني ... شئ
مقال أعجبني - صناعة الجمال
مقال أعجبني - حب من طرف واحد
مقال أعجبني - ليس بالدِّين والخُلُق وحدهما
مقال أعجبني - ست البيت
مقال أعجبني - مشروع صداقة
مقال أعجبني - بكرٌ.. أم ثيِّب؟
مقال أعجبني - الهروب إلي الحب
مقال أعجبني - الباب المفتوح
مقال أعجبني - جاك ما تمنّى.. تهنّى
مقال أعجبني - الشاطر وعروسه الحلوة
مقال أعجبني - ولدت امرأة