المشاكل النفسية لختان الطفلة
د. احمد جمال ماضي ابو العزائم
د. احمد جمال ماضي ابو العزائم
احتفل العالم عام 1993 بالعام العالمى لمنع العنف وقالت السيد سوزان مبارك فى كلمة لها بهذه المناسبة ان من بين التراجيديات التى يواجهها المجتمع المتحضر اليوم هو انتشار ظاهرة العنف فى كافة أنحاء العالم بل وتأخذ عدة أشكال وظواهر ولكن اكثر الأشكال ضراوة للعنف هو ما يوجه ضد المرأة والفتيات الصغيرات ويجب النظر الى العنف ضد المرأة بمنظور اكبر فليس يقصد بالعنف هنا هو البدنى او العقلى التى يتعرض له للمرأة بل الى ما تواجه المرأة من تفرقة وإنكار حقوقها الإنسانية الأساسية من حق فى التعليم والغذاء والرعاية الطبية والعيش فى بيئة آمنة أي شكل من أشكال السلوك العدوانى والذى يقصد منة إلحاق الضرر او الأذى بالآخرين وهذا التعريف يشمل على :
1- النية فى إلحاق الضرر بالغير
2- ان ينبع الضرر او الأذى على الضحية ذاتها
3- لا بعد الفشل فى محاولة إلحاق الضرر بالضحية معيار استبعاد
4- لا يقتصر اللحاق الضرر على الجانب البدنى فقط بل يشمل جانبان آخران وهما توجيه الشتائم والسباب( شفهيا - كتابة )
5- حرمان الضحية مما يحتاج إلية ومن حقوقه
6- على الرغم من ان مشاعر الغضب هى الأكثر الأحاسيس ارتباطا بالعدوان الا ان هناك مشاعر وأحاسيس ودوافع أخرى مصاحبة
7- ان يحاول الضحية ان يتجنب الألم واستبعاد التلذذ بالألم فى السادية
الختان نوع من أنواع العنف
فهو اعتداء جسدي ينطبق علية كل مواصفات العنف حيث تجبر فتاة على الختان وهى عادة ما تترك آثار بالجسم وهذه الآثار ان تكون جروح او تشوهات او تؤدى الى برود جنسى وهى عادة مشكلة صامتة وسرية لا تجرى الفتاة حتى على الاحتجاج عليها او إبلاغها لأحد وهى عادة شعبية فى الكثير من دول العالم باختلاف دياناته . ان لجريمة الختان ضحايا ففى خلال عام 1996 وبالرغم من قرار وزير الصحة بتحريم إجراء عمليات الختان فى المستشفيات التابعة للوزارة كان ضمن الضحايا ( 14 ضحية ) من مضاعفات الختان وردت عنهم معلومات بالصحف خلال ذات العام وكان من بين هذه الحالات خمس حالات وفاة نتيجة جريمة الختان ولا يوجد إحصاء عن عدد الحالات ولكن باستخدام التقييم السريع يمكن القول انه رغم الانخفاض فى هذه الحالات فأننا يكن ان نقول ان لا اقل من 25 % من الفتيات يتم ختانهن فى السر فى المجتمع خاصة فى الريف
الختان كأزمة نفسية
مشكلة تحاط عملية الختان عادة بمظاهر فرح وابتهاج فى جو الأسرة ويتودد الجميع للطفلة المستهدفة بالختان ويلبسونها الملابس الجديدة الزاهية ويقدمون لها ألذ أنواع الحلوى والطعام والهديا وفى غمرة فرحتها تفاجأ بأحبائها يشلون حركتها لتقوم امرأة مجهولة الملامح او رجل
فلا يمكن ان تكون مظاهر التدليل والفرح الذى أحاط بها مقدمة لهذا الكرب العظيم فتشعر الطفلة بخيانة والديها وخداعهم لها ، وتفقد ثقتها فى حبهم لها فهى لا تستوعب كيف يكون اقرب الناس الى قلبها هم أنفسهم من يتسببون فى إيلامها وبدون مبرر او حتى حديث عن أسبابه ولزاما عليها تكبت هذه التجربة الأليمة فى العقل الباطن وتدفنها فى اللاشعور , والألم عند الزواج والتعامل مع أجهزتها التناسلية فى العلاقات الزوجية فترفض لا إراديا
التعامل مع الأعضاء التناسلية وتصاب بالبرود الجنسى ( د . لفتية السبع كتاب وقاية المرأة من العنف )
وقد تدفع الطفلة المسكينة حياتها ثمنا لعملية الختان فى حالات الصدمة العصبية الشديدة الناتجة من الألم المبرح والنزيف الحاد او نتيجة لتسمم الدم بالتلوث الميكروبى ومن تكتب لها الحياة قد تنتقل لها عدوى الأمراض الخطيرة مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي او تلوث جروحها بالميكروبات التى تؤدى لالتهابات الجهازين التناسلي والبولي مما يسبب انسداد قنوات فالوب وما يتبعة من عقم ومن التهابات الجهاز البولى وتكوين الحصوات فيه والفشل الكلوي ومن تشوه وتليف فى منطقة الفرج وفتحة المهبل مما يجعل الدخول فى ليلة الفرح صعبا ومؤلما وقد يكون مستحيلا دون تدخل جراحى . كما ان تشوهات فتحة المهبل والفرج والعجان قد تسبب فى عسر الولادة . وتمزق المهبل وتهتك العجان وما يستدعيه ذلك من جراحات والام
والإنسان هو صنعة الخالق جل وعلا وقد خلقة فى احسن صورة وخلق لكل عضو فى جسمه بل لكل خلية وظيفة محددة حتى يستطيع الانسان ان يعيش حياته فى صحة وسعادة ولذا فمن البديهي ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق عضوا فى جسم الانسان عبثا دون ان تكون له وظيفة أساسية ولا يستطيع مخلوق كائنا كان ان يزيد على خالقة او ان يعدل على صنعته ويشوهها باستئصال أجزاء منها تعاقب نتيجة لأبلاغك عنها
المضاعفات النفسية للختان
مثل هذه المواقف تحدث عادة أزمة حادة فى ثقة الفتاة فى نفسها وقد تجعلها تسال نفسها : هل أنا جبانة ؟ وتجد الفتاة غير قادرة على تكوين الصداقات او إنشاء علاقات حب مع الأخريين إذا وجد هذه الصداقات فأنها تستمر هذه العلاقات مع من ؟ العدوان ويحاولون مراضاتها ان الشك والغضب والانفجار المفاجئ يصبح عادة ... وقد تستطيع التعبير إذا انفجر فيها الأخريين وقد ينتاب الفتاة الإحساس بالشك فى صدق كل ما يقال لها ، ان ذلك يؤدى الى الانطواء فى المنزل والعزلة والبعد عن مواجهة الأخريين خاصة أولئك خذلوها او شاهدوا العنف ضدها ولم يتحركوا للدفاع عنها وضحكوا سخرية منهاومن اكثر الأحاسيس التى تصاحب مثل هذه الحوادث شك الفتاة فى قدرتها على الأداء عندما تنضج ولن تقوى فى مواجه مواقف العنف فتخضع للقهر مستسلمة يائسة عاجزة ويتوغل بداخلها إحساس بأنها لا تصلح لشي يتأخر رد فعل الانسان فى رفض العدوان وإيقافه فى توقيت مناسب ويفقدها مهارات التعامل مع الأزمات
المشاكل الجسدية المصاحبة للختان وتأثيرها السلبى على نفسية الفتاة
وتنوعت النتائج فى الحالات الأخرى .. ما بين النزيف الحاد .. والاكتئاب والصدمة العصية .. والعاهة المستديمة وقد كان اصغر سن الفتيات المختتنات ( 9 سنوات ) وكانت أكبرهن ( 15 ) ان التعرض للعنف هو كارثة كبرى بالنسبة لأي شخص وهذا العنف يسلبها الأمان النابع من اعتقادها بان موتها مؤجل . ان تعرض الفتاة لهذا الموقف العنيف المباغت للعنف يغير مفهومها الى ان الموت حقيقة وسأموت الان حتما . ان هذه المواجهة مع الموت من خلال تعرضها للعنف تؤدى الى حدوث تغيرات
خوفه من الموت من خلال البحث عن سبب منطقى ليبرر خوفه من هذا الموت فيلجا الى الخوف من المرض وقد يصل للوسواس القهرى او يعيش الخوف بظهور القلق والعصاب . ان هذا العنف يؤدى الى إهمال العالم الخارجي ويركز فكرة على عالمة الداخلي - يتحول للشلل الاجتماعى العام يؤدى الى اضطرابات جسدية مثل قرحة المعدة واضطرابات الأمعاء والذبحات القلبية وارتفاع وغيرها من الأمراض
ان عملية الختان تؤثر سلبا على العملية الفسيولوجية للعلاقة الجنسية التى منحها الله للإنسان المتزوج لكى تعمق العلاقة الإنسانية بين الزوجين وعملية الختان تجعلها علاقة غير ممتعة مما يهدد الحياة الزوجية والاستقرار الأسرى ويؤدى الى هجر الزوج لزوجته وتعدد الزوجات وهى تداعيات اجتماعية خطيرة يجب وضع حد لها حماية تلك الفتيات عملا بالقاعة الشرعية لا ضرر ولا ضرار
توصيات
لذلك يجب ان تستحدث وزارة الشئون الاجتماعية مراكز للإرشاد النفسى لتقديم الرعاية النفسية والتثقيف النفسى والمشورة النفسية لرعاية المرأة ضحية العنف ولتقديم خدمة المشورة النفسية العاجلة بالتليفون وان تتعاون مع الجمعية المصرية لحل الصراعات الأسرية والاجتماعية فى إجراء مسح للمشاكل النفسية لختان فى تكوين رسالة إعلامية من منطلق المفاهيم النفسية تكون قادرة على أحداث التغيير المطلوب وسوف تستعرض هذه الورقة برنامجا متخصصا فى هذا المجال .