من يفهم مشاعره جيداً يستطيع التحكم بها، ومن يملك مهارات الذكاء العاطفى ومارسها على أرض الواقع ينجح عملياً وحياتيًا بصوره كبيرة، هذا ما يؤكده الدكتور خالد الحداد خبير العلاقات الإنسانية ومدرّب الحياة، ويؤكد على أن 80% من قرارات المصريين فى الحياة تعتمد على القلب دون العقل.
ويضيف الحداد، أن 82% من البشر الذين يشكون سوء علاقاتهم بمن حولهم نتيجة انفلات عواطفهم سلباً أو إيجاباً، أما القادة فالأفذاذ منهم من استطاع وضع قلبه تحت سيطرة عقله، مشيراً إلى أن مركز جالوب للدراسات فى أمريكا قام بإجراء بحث سنة 1999 على 500 قائد من كافة المجالات ووجدوا أن العامل الأكبر الذى ميّز نجاح القائد فى الوصول بأتباعه إلى رؤيته الحميدة كان قدرته على ضبط المشاعر سلبها وإيجابها، ومنذ ذلك الحين وموضوع الذكاء العاطفى عند القادة أصبح محور الاهتمام فى التدريبات العملية والبحوث لأنه أصبح ميزة تنافسية حتى فى الشركات الكبرى من الانتقاء وحتى الترقية للقيادات والمديرين.
والحاكم الذى يتمتع بقدر أقل من المطلوب فى ذكاء انفعالاته يضيع شعبه معه ولا يصلان معا إلى تحقيق الرؤية المنشودة.. فلا يصح أن يكبح الانفعالات ولا يصح أن يتركها للرعونة.
وينصح الحداد بالجلوس مع النفس فى لحظة صدق وكتابة الانفعالات والعواطف التى تعود الشخص على احداث اضرار بها سواء لنفسه أو للآخرين حتى يتعلم التحكم بها، لأن الأمر يحتاج لممارسه وتدريب ويكون التغيير صعباً فى بداية الأمر، لكن العادة تتكون بالتكرار، على حد قوله.
وفيما يخص الذكاء العاطفى عند الأطفال فينصح الأهل بتوخى الحذر فى سن (6_ 12) سنة، لأن هذه فترة التكوين العاطفى للطفل ولو شاهد أى انفلات عاطفى من قبل الآباء أو الأمهات فسيكون من الصعب عليه أن يتمتع بالذكاء العاطفى، ومن هنا فلابد للأهل من تنظيم انفعالاتهم الجيد منها والسىء، وعليهم تعليم أطفالهم كل عاطفة على حدة حتى يحققوا النجاح فى تربيتهم.