رؤية في الصحراء
عندما كنت طفلا كنت أسمع كثيرا عن الصحراء , و عندما كبرت شاهدت الكثير من الأفلام عنها , و قرأت الكثير من الكتب التي تتحدث عن الصحراء , و جاءتني الرغبة في أن أذهب إلى الصحراء و استكشف هذا العالم المبهم المشوق بالنسبة لي
و سألت الكثير من الأصدقاء ماذا افعل عندما أكون بالصحراء , و سمعت الكثير من الأقاويل منها ما زاد من رغبتي في الذهاب و منها ما أرعبني , و لكنني قررت الذهاب رغم كل هذا
و بدأت أفكر و اعد الاعدات لهذه الرحلة و تجهيز ما سوف احتاج إليه لأقضى يوما في الصحراء من خيمة صغيرة و سرير سهل التركيب و مأكولات و مشروبات ووسائل حماية فأنا لا اعرف ما سوف يقابلني في رحلتي بالصحراء
و بدأت الرحلة !!!
عندما وصلت إلى الصحراء و وجدت مكان مناسب لقضاء الليل به كانت الساعة الثانية ظهرا كما رأيتها بساعتي , و لكن في الصحراء لا يوجد وقت و لا زمان , انك ترى فقط الشمس و السماء و القمر و الصحراء الممتدة عشرات الكيلومترات على مد البصر
و بدأ الغروب يحل و رأيت شيء عجيب لم أراه من قبل في حياتي شيء أثار جميع تسأ ولاتي و جعلني في حيرة من أمري , فعندما يحل الظلام يكون الكون كله لون واحد , لون الصحراء هو نفس لون السماء , حتى هو نفس لون الرمال و كان كل شيء غطى بلون احمر فائق الجمال و هو لون السماء
يا للعجب من ما يوجد بالكون من إعجاز و لكن لم يراه و يدركه الإنسان
و بداء الليل يدخل و لكن هنا لم يتغير الحال عن الغروب فقد كانت السماء و الفضاء أيضا لون واحد و لكن هذه المرة كان لون السواد و لكن المفأجاه هنا إنني وجدت أن السماء يوجد بها حياة نعم حياة و جلست و أنا في حال غريب عقلي مسحور من هذا المشهد المهيب للسماء و النجوم و المدارات تنير السماء و تبعث لي بأنوارها و كأنها تريد أن تقول لي , انظر إنني انبض و أشع بالحياة و انك لست وحيد انك هنا معي بالصحراء فلا تخف
و عند منتصف الليل بداء الحال يتغير و بدأ نوع أخر من الإعجاز و أنا عقلي لا يزال مسحور من قدرة الخالق الفنان مبدع السماء و الصحراء , هذا العالم الساحر الذي يخطف الألباب , بدأ النور في السماء يظهر أكثر و لكنه هنا كان رمادي غامق و يوجد بين لون السماء و لون الصحراء فرق كبير
و بدأت أتمالك نفسي و يفيق عقلي من سحر السماء و الصحراء و بدأت انظر و أتأمل في السماء و لكنى فوجئت بشيء لم أراه من قبل
وجدت ثلاث نجوم متوازية بالسماء بجانب بعضهم و فوقهم نجمتان و تحتهم نجمتان و بدأت أتعجب سبحان الخالق و سألت ما معنى هذا ؟ ماذا أراد بهذا الرحمن ؟
و لكنى لم أجد بذهني وقتها إلا صورة الأهرامات الثلاثة بمصر و كأن النجمتان فوق هما حدود مصر مع البحر و النجمتان السفليتان هما حدود مصر مع أفريقيا
و بدأت أتعجب من هذا المشهد و شغل كل تفكيري و ذهبت في نوم عميق و حلمت و كأنني أسبح في هذا الفضاء الفسيح الذي كان أخر ما رأته عيني قبل أن أنام
و استيقظت على أول ضوء للشمس يداعب وجهي و نظرت حولي و كانت السماء غير السماء في المساء و لكن ذهني كان مشغولا بمشهد الأمس و كأنه حفر في عقلي الثلاثة نجوم المتوازيات و فوقهما نجمتان و تحتهما نجمتان , و لكن حرارة الشمس التي أخذت تشتد لحظة بعد أخر كانت بمثابة المنبه الذي انطلق ليعلن انتهاء الرحلة إلى الصحراء وجمعت أشيائي و رجعت و ذهني لم يفارقه مشهد النجوم الثلاثة و منذ لحظة وصولي و بدأت ابحث و ابحث عن هؤلاء النجوم بالمكتبات و قرأت مئات الكتب القديمة و الحديثة و بحثت على مر الحضارات و العصور و الأزمان إلى أن تعبت من البحث , و لكن النتيجة كانت رائعة و تستحق كل هذا العناء
فقد علمت أن الثلاثة نجوم المتوازية و النجمتان العليتان و النجمتان السفليتان يسميان ( أوريون ) من الذي أطلق عليهم هذا الاسم لا أعلم و لكنى علمت أن أوريون تعنى ( الاتجاه ) و ذلك على مر العصور و كان المسافرون على مر العصور يعرفون الاتجاهات الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب من الاوريون
و لكن كان من أغرب ما علمت أن المصريون القدماء قاموا ببناء الأهرامات على هذه السماوية فعلا و كانوا يسمونهم في زمانهم ( ايزيس و ازو ريس )
الإغريق " اله القوة" أطلق عليهم
و لكن كل هذه المعلومات كانت تدفعني أكثر و أكثر إلى البحث و التعرف عليهم أكثر و أكثر
و علمت أن ( اوريون ) يبعد عن الأرض 1300 سنه ضوئية و لكن مع ذلك له تأثير على الشمس و الكواكب الشمسية فعندما يحدث أي تغير في اوريون يِؤثر على كوكبنا و على شمسناو هنا خطر على ذهني سؤال هام
ما دخل اوريون في حياتنا ؟
اكتشفت أن علماء الفلك و الكون يقولون أن اوريون هو المرصد الوحيد الذي يوجد به أسرار عميقة و كثيرة لم يعلم عنها أحد شيء أخر هذه الأسرار هي صوره لبشر بعينين و شعر طويل منطلق يمتد لسنوات ضوئية كثيرة و يسموه
( السحاب الساخن )
و هنا سألت !!!
لماذا هذا كله في هذا المكان ؟
هل هو لنفهم ما هو الفضاء و ما نحن ؟
و لماذا صورة الإنسان بعينين و شعر طويل ممتد لسنوات ضوئية كثيرة مزروعة بالنجوم و الطاقات الغازية التي يولد بها النجوم و عرضها أكثر من 50 سنه ضوئية و طولها أكثر من 200 سنه ضوئية ؟
يا للأعجاز.
كل ذلك ليراه الإنسان و هو اقرب شيء لنا و هو موجود في مجرتنا هل الاوريون فعلا له تأثير على الإنسان و انه معجزة لنا لكي نحترم و نقدر الخالق , و سألت كثيرا و لكنى للأسف الشديد لم أجد الإجابة
إن الأرض تبعد عن المجرة 7 سنوات لكن لا يوجد تأثير من جو المجرة على كوكبنا و على الشمس
و سألت نفسي كثيرا و بدأت احتار في هذا اللغز و لماذا 3 نجوم جانب بعضهم البعض و 2 فوق و 2 تحت
و جاءتني فكره !!!
لماذا يبعد 1300 سنه ضوئية و يوجد به جميع الألغاز التي يحتاج الإنسان إلى إجابتها
هل هو كتاب جديد لنبدأ أن نقرأ من هذه ؟
لماذا الإغريقيون أطلقوا عليه( اله القوه ) ؟
لماذا المصريون القدماء احترموه احتراما كبيرا وقاموا ببناء الأهرامات على هداه ؟
نحن جميعا نعيش في الفضاء سواء كانت الأرض أو الشمس أو اوريون فإذا نظرت إلى السماء سوف تعلم الكثير و يعود لك الهدوء لأنك سوف تتعجب من هذه القدرة
أيها الإنسان أعطى لنفسك هذه الفرصة للتأمل و التفكر و الراحة لتدرك بعقلك ما قد لا تدركه عيناك
"سبحانك يا ربى انك الخالق العظيم وأنك علي كل شيء قدير ولك حكمتك في ذلك , ارحمنا يا ربى من أخطائنا وأدخلنا و افتح لنا الجنة لأننا لا نعلم و لا نفهم مهما وصلنا من العلم و الفهم أن ندرك إعجازك الكبير , ربى اشرح لنا صدورنا و أعطنا الإدراك و العقل السليم لفهم معجزاتك , و لك كل حبي إنني عبدك"
مع تحياتي
الدكتور / سمير المليجى