وقال فى مقالته
ما حدث للأهلي أمس في اليابان يستحق أن أخصص له مقال اليوم.
من الضروري أن يلقي الخروج الدراماتيكي المخزي للأهلي من مونديال الأندية نفس الاهتمام والتحليل إذا كان الأهلي قد فاز بالكأس أو حصل علي أحد المراكز المتقدمة.
نحن أمام صدمة حقيقية للجماهير العربية عامة والمصرية والأهلاوية خاصة.. لذا.. يجب ألا تمر الفضيحة مرور الكرام.
***
بداية.. يجب أن نعترف بأن الهزيمة واردة في مجال الرياضة.. بل لابد فيها من فائز وخاسر غالباً.
منتخب البرازيل العظيم ملوك الكرة في العالم خسر كثيرًا.. ونفس الشيء منتخبات الأرجنتين وهولندا وانجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها.
وفرق كبيرة وعريقة وعظيمة مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول والأرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد واليوفينتوس وميلان والإنتر وبريمين وهامبورج وبايرن موينخ وأياكس وغيرها نالت الهزيمة تلو الأخري.. ولا شيء في ذلك.
لكن.. هناك فرقًا كبيرًا بين أن يلعب فريق ويخسر. وأن يظهر فريق وكأنه مركز شباب كفر البطيخ ويكون لأدائه هذا أسباب وأخطاء وخطايا.
***
ونحن هنا.. لا نلقي تبعات الفضيحة علي أحد بعينه.. بل علي المنظومة الكروية بكاملها.. وإن تحمل النصيب الأكبر فيها الجهاز الفني للأهلي.. وهناك عشرة أسباب وراء هذه الفضيحة.
نبدأ بما هو خارج عن نطاق الأهلي أو الأندية عامة ونؤكد أن النتيجة تعتبر طبيعية ومنطقية إذا ما قارنا بين الكرة المصرية والمكسيكية.
* أولاً.. مصر لم تدخل كأس العالم سوي مرتين الأولي عام 1934 والثانية عام 1990 في حين أن المكسيك تعتبر ضيفاً شبه ثابت علي المونديال حيث وصل منتخبها إلي النهائيات 13 مرة من 02 مرة ابتداء من عام 1930 وحتي 2006 وبالطبع فإن الفرق واضح جداً ولا يحتاج إلي كلام كثير.
انعكس ذلك بشكل تلقائي علي الأندية.. أندية المكسيك تلتقي كثيرًا مع نظيرتها في قارتي أمريكا خاصة أمريكا الجنوبية أصحاب المهارات العالية جداً واللياقة البدنية المرتفعة جدًا جدًا.. في حين أننا اعتمدنا أساسًا علي المسابقات المحلية وأحيانا القارية فقط.
* ثانيًا.. منتخب المكسيك يجدد نفسه وشبابه بصفة دائمة.. ونفس الشيء أنديتهم.. لا توجد لديهم "أصنام" لا يجوز المساس بها.. البقاء دائمًا للأصلح والأجهز والأكثر فائدة.. أما نحن - سواء في المنتخب أو الأندية - انما نغش أنفسنا بحكاية تثبيت الفريق ولو علي حساب الفريق حتي أصبحت التشكيلات والتغييرات محفوظة عن ظهر قلب للعامة قبل الخبراء.. فما بالك بالخصوم؟
* ثالثاً.. المكسيك - مثلها مثل كل القوي الكروية الكبيرة - تتبع الأساليب العلمية في الكرة.. تؤمن بأن الكرة صناعة واحتراف ومدرسة لها مقومات وأصول وقواعد وليست ترفًا أو هواية أو سد خانة أو حضانة عشوائية.
أين نحن من هذا؟
يكفي.. يكفي جدًا.. نظام الاحتراف الأعرج المعمول به عندنا.. والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون لدينا في ظله منتخب قوي يضمن الوصول إلي نهائيات المونديال.. أو أندية تنافس عالمياً أو حتي تبلي بلاًء حسناً.
***
أما عن الأهلي.. فحدث ولا حرج..
الخط البياني عامة بدأ منذ فترة ينزل بسرعة وقوة.. ولهذا بالطبع أسبابه غير الأسباب العامة التي ذكرناها وهي في الأول والآخر جعلت مانويل جوزيه المدير الفني يدفع ثمن كل أخطائه وخطاياه في مباراة واحدة:
* أولاً: لا يجوز أبداً أن نحمل حارس المرمي أمير عبدالحميد كل الوزر.. صحيح انه يتحمل النصيب الأكبر من تسجيل الهدف الثاني لأن تمركزه كان خطأ.. إلا أنه أنقذ مرماه من أهداف كثيرة.. ناهيك عن أن الأهداف الثلاثة الأخري هي من أخطاء دفاعية بحتة.
يجب أن نصبر علي "أمير" ولا نقارنه بعصام الحضري.. فعصام لم يصل إلي ما وصل إليه من فورمة عالمية إلا منذ 4 سنوات فقط.
* ثانيًا: جوزيه تأخر في التغييرات.. وحتي تغييراته لم تكن في محلها.. في الوقت الذي قلبت فيه تغييرات المدير الفني المكسيكي المباراة رأسًا علي عقب.. لعباً ونتيجة.
* ثالثًا: جوزيه وجهازه الفني لم يكونوا موجودين أصلاً.. فأين الخطط البديلة للحفاظ علي التقدم بالهدفين؟ وأين خطته عندما دخل مرماه هدف ثم هدف التعادل؟ أين خطته في الوقت الاضافي أو بعد دخول الهدف الثالث في مرماه؟..
إن كل حالة كانت تستدعي خطة مغايرة.. هل حدث ذلك؟.. أبداً.. ففي الوقت الذي غير فيه المدير الفني المكسيكي خطته تماماً ولعب بثلاثة رءوس حربة.. فرغ مستر جوزيه خط الوسط ولعب برأس حربة واحد هو فلافيو "التائه".. عبقرية فعلاً.
* رابعًا: جوزيه وجهازه الفني قبعوا في أماكنهم طوال المباراة ولم يتحركوا.. بل تثاءبوا وكأنهم يتفرجون مثلنا.. في الوقت الذي كان نظيره المكسيكي شعلة نشاط علي "التراك".
* خامسًا: جوزيه الذي يغضب بعصبية مفرطة لأتفه الأسباب ويخرج عن شعوره في ملاعبنا لخطأ تحكيمي بسيط.. لم يحرك ساكناً وهو يري مساعد الحكم يرفع رايته لتسلل محمد بركات وهو غير متسلل.. وكان الهدف كفيلاً بإنهاء المباراة.
انه للأسف.. أسد علينا وفي الحروب نعامة.. لأنه يعلم جيدًا "ديتها" هنا.. مجرد ايقاف مباراة أو اثنتين أو حتي أكثر وينتهي كل شئ ويعود بطلاً وسيجد من يدافع عنه.. أما في المونديال فرئيس الفيفا موجود في المقصورة "ومفيش رحمة" أمام أي خروج قد يكلفه الكثير من رصيده وسعره إذا أراد الانتقال إلي أي منتخب أو ناد في الخارج.
* سادسًا: جوزيه لايثق إلا في 11 لاعبًا فقط تعدي متوسط أعمارهم 30 سنة وأصبحت تغييراته محفوظة عن ظهر قلب.
أين كتيبة اللاعبين الجدد التي اشتراها الأهلي بطلب من جوزيه ثم "ركنهم" علي دكة الاحتياطي رغم صغر سنهم ومستواهم العالي؟.. هل وصل الأمر إلي اهدار الأموال بهذا الشكل لحرمان الأندية الأخري وفي مقدمتها الزمالك من التعاقد مع أي لاعب من هؤلاء؟
* سابعًا: طلب جوزيه أن يكون ضمن جهازه الفني مدرب أحمال برتغالي.. وبالفعل جاء "هيدالجو" ليتقاضي 15 ألف دولار شهريًا.. فهل الشكل الذي ظهر به الأهلي أمس أمام باتشوكا يوحي بأن هناك مدرب أحمال؟
للأسف.. اللاعبون كانوا في أسوأ حالة بدنية.. أرجلهم وكأن بها أكياس رمل. تحركاتهم بطيئة. مقاومتهم ضعيفة.. مما أثر علي إمكانياتهم المهارية.. وصدقت المقولة المعروفة بأن الأهلي نادي الشوط الواحد.
ومادام الأمر كذلك.. فلماذا مدرب أحمال بهذا المبلغ.. كان يكفي جدًا أستاذ أحمال من كلية التربية الرياضية.. علي الأقل كان سيتقاضي مبلغًا معقولاً ويعطي نتائج أفضل.
***
ان إدارة الأهلي وفرت لجوزيه "لبن العصفور".. كل طلباته كانت أوامر مجابة.. ولم يكن أمامه سوي أن يترجم ذلك إلي نتائج..
قد يقول.. عدوا البطولات التي حصلت عليها.
وأرد عليه أن النتائج في رأيي يا مستر جوزيه ليست محلية أو قارية فقط.. فأنت تدرب الأهلي نادي القرن الذي يماثل ريال مدريد في أوروبا.
يامستر جوزيه.. الشطارة لاتكون علي الزمالك المنهار أو علي فرق تكافح من أجل البقاء في الأضواء.. أو علي القطن الكاميروني حديث العهد بالكرة.
الشطارة أن تثبت وجودك عالميًا أمام مدرسة قوية مثل المكسيك.. ولكن للأسف.. لافزت ولا حتي أديت كرة جميلة.. فماذا تبقي لك؟..
حتي الهزيمة التي تتحمل النصيب الأكبر فيها حملتها للاعبين فقط وكأنهم بلا مدير فني بحجة أنك حذرتهم من بطل المكسيك!!.. وأين دورك أنت؟
لذلك.. المفروض علي إدارة الأهلي أن تقف مع جوزيه وقفة متأنية وطويلة.. بحيث يشكل فريقًا قويًا.. مهاريًا وبدنيًا.. وفريقًا آخر احتياطيًا لايقل عن نظيره.. وأن يستفيد من كل العناصر المتوفرة لديه.. والاستغناء بالبيع أو الإعارة عن أي لاعب لايستثمر جهده.. فالمسألة ليست علي الكيف أو المزاج.
أيضًا.. لابد من تغيير منظومة الكرة عامة لخدمة المنتخب إذا أردنا أن نحجز مكانًا شبه دائم في نهائيات المونديال.. وأقربها بجنوب أفريقيا.
وإلا.. انسوا "الحدوتة" كلها... وكفاية بهدلة.
هل تعتقد ان الاسباب تلك هى سبب الهزيمة فعلا ام ان هناك سبب اخر؟