أربعة أشهر على تصوير برنامج "الرابح الأكبر" الذي فاز بلقبه، إلا أن المصري كريم عبد الله قاوم إغواء الوجبات الدسمة، رافضا العودة لوزنه القديم البالغ 173 كيلوجراما، بعدما استطاع أن يتخلص من 75 كيلوجراما تقريبا خلال البرنامج، فضلا عن تراجع نسبة الدهون من 54% إلى 22%.
كريم الذي فقد وظيفته في أثناء اشتراكه في البرنامج، استطاع تعويضها بوظيفة أفضل في شركة كبرى وجدت في مثابرته وجلده نموذجا للموظف الذي يجب أن ينضم إليها.
ويحصي كريم -في تصريحات خاصة لـmbc.net- مزايا عديدة حصدها من فوزه باللقب الرابع من "الرابح الأكبر"، بخلاف خسارة وزنه؛ إذ تحسنت علاقته بزوجته التي أكدت أنها على رغم حبها له بسبب أخلاقه وخفة روحه، إلا أن شيئا واحدا أسعدها بعد خسارته دهونه، وهو أنه لم يعد يشخر.. الأمر الذي جعل نومها عميقا دون منغصات.
وزاد كريم أربعة كيلوجرامات عن الوزن الذي خرج به من البرنامج؛ ليصبح 102 كيلوين و500 جرام (98 كيلوجراما و500 جرام، في آخر حلقة للبرنامج)، إلا أنه يؤكد أن هذه الكيلوات الزائدة ليست دهونا، بل عضلات، بفضل اتباعه نظاما رياضيا معينا، كما أنه استطاع أن يجعل نسبة الدهون 14% فقط.
وبرر لجوءه لهذا النظام الرياضي بأن ترهلات بقيت بعد خسارته كميات الدهون الهائلة، فما كان إلا أن سعى ليحصل على جسم متناسق وجميل، ليحقق حلم عمره الذي لم يتوقع يوما أن يتحقق.
وخسر كريم وظيفته بسبب تغيبه عن عمله لثلاثة أشهر هي فترة تصوير "الرابح الأكبر"، إلى أن عمل بعد ذلك في شركة كبرى، ويقول: "قبل البرنامج كنت أعمل في إحدى الشركات الكبرى، لكن بعد عودتي من البرنامج اكتشفت أنهم أقالوني لطول غيابي، بسبب التصوير، لكن هذا كان عاملا محفزا لي لأكون الرابح الأكبر وأعوض خسارتي المادية والمعنوية".
ويضيف "بعد انتهاء الموسم اتصلت بي إحدى الشركات الكبرى، وطلب القائمون عليها أن أجري مقابلة معهم، مؤكدين أن التحدي الكبير الذي خضته وانتصرت في نهايته، جعلهم يتمسكون بي؛ لكوني شخصا مثابرا يسعى لتحقيق طموحه مهما كانت الصعوبات؛ لذا رشحوني لوظيفة أكبر، فيها مسؤوليات أكثر"، وهو ما كان سببه توفيق الله ودعاء أهله، وبرنامج الرابح الأكبر.
أما عن نفسيته بعد فقدان الكمية الهائلة من الدهون؛ فيقول كريم: "نفسيتي ممتازة جدا، فحياتي أصبحت أفضل، وصحتي أحسن بكثير، حتى نظرتي للأمور تبدلت، وأصبحت نشيطا بشكل ملحوظ".
طريقة تعامل الناس -بحسب كريم- اختلفت عما قبل، فبعد خسارته وزنه صارحه كثير من الناس بأنهم كانوا يتعاملون معه بتعاطف، لشعورهم أنه في حالة مرضية، أما الآن فهم فخورون به، ويعتبرونه في بعض الأحيان قدوة لهم، خاصة وأنه حقق ما كانوا يعتقدون أنه مستحيل.
وتعرض كريم لطرائف كثيرة بعد فوزه باللقب، فبعض الأشخاص في الشركة التي يعمل بها حدثوه عن شخص يشبهه، وزنه 173 كيلوجراما، متسائلين إن كان أحد أقربائه، إلا أنه كان ينفي في البداية هذه الفكرة تماما. ويقول: إن كثيرين من زملائه مصدومين لما وصل إليه، لدرجة أنهم يستبعدون أحيانا أن يكون هو ذاته الشخص الذي يشاهدونه في التلفزيون.
واختلفت حياة كريم بعد خسارته وزنه، فصار يتناول الطعام الصحي ويبتعد عن الوجبات الدسمة ويواظب على ممارسة الرياضة لساعتين يوميا، التي اكتشف أنها تجعله سعيدا، ويقول: "الرياضة تزيد هرمونات السعادة لدي".
ويروي كريم أن وزنه الجديد جعله يمارس الهوايات التي حرم منعها؛ كركوب الخيل، فضلا عن ارتياد بعض الأماكن، التي كان الناس فيها يتمتعون بأجسام جميلة، في محاولة لتلافي الشعور بأنه منبوذ.
ويسرد الفائز بالرابح الأكبر قصة طريفة أثرت فيه، عندما كان ثقيل الوزن، قائلا: "في أثناء سفري في شهر العسل مع زوجتي إلى شرم الشيخ، أحبت أن تركب الجمل في رحلة قصيرة، فركبت هي، بينما لم أتمكن أنا منذ ذلك حيث عجز الجمل عن الوقوف أصلا".
ويضيف "كان الموقف محرجا جدا، خاصة وأن الناس باتوا يراقبونني، ويراقبون الجمل"، وبروح الدعابة يقول: "ربما أشفق الناس على الجمل". إلا أنه يشير إلى سفره إلى شرم الشيخ بعد خسارة وزنه ليركب نفس الجمل.
ويشير إلى أنه كان متابعا جيدا للنسخة الأجنبية للبرنامج، مضيفا أنه في الموسم الأول على قناة MBC1 حاول الاشتراك، كذلك في الموسمين الثاني والثالث، إلا أنه لم يحظ بفرصة خوض المغامرة، إلى أن تمكن منها في الموسم الرابع، وهو ما جعله مصمما على عدم تضييع الفرصة.
وجد كريم الحياة صعبة في الأيام الأولى لتصوير البرنامج، خاصة وأنه اضطر لحرمان نفسه من كثير من الوجبات، بالإضافة إلى أنه لم يعتد على القيام بالتمارين الرياضية، وهو ما كان مجبرا عليه، إلا أن سعيه للتخلص من جبل الشحوم الذي دفن نفسه فيه، ليستعيد حياته من جديد، كان محفزا للمقاومة.
ولا يتوق الفائز بالرابح الأكبر لوزنه ولا لملابسه، ولا حتى لأطباق "المحمر والمشمر" التي طالما "غاص فيها"، ومن المؤكد أن خسارته لكل ما سبق هو ما حوله إلى "الرابح الأكبر".