السم في اللسان ـ إيمان القدوسي
ليست العقارب والحيات فقط التي تلسع بلسانها السام ولكن الناس أيضا ، فئة كبيرة من الناس عافاهم الله من الابتلاء الحقيقي ووهبهم الكثير من النعم الظاهرة والباطنة ولكنهم بدلا من شكر النعمة والاستمتاع بها ، فإنهم يفسدون حياتهم بلسانهم .
وعندما يقول أحدهم أنه يفعل الخير دائما ويصلي ويصوم ولا يعرف من أي باب جاءته المشاكل لاتصدقه ، فهو من فتح الباب علي مصراعيه للمتاعب بما أفرزه لسانه من سموم ، كل المشاجرات والخلافات الكبيرة بدأت بكلمات نارية طائشة أشعلت الغضب وكان من الصعب إطفاؤه .
نعرف كيف نكسب المال وكيف نطالب بحقوقنا وكيف وكيف ، ولكن لا نعرف ولم نتعلم كيف نحب وكيف نتعايش وكيف يحترم بعضنا الآخر ، وكما يقولون راقب أفكارك قبل أن تصبح أفعالا ، فإذا كان السائد فيها هو احتقار الآخرين وتصيد الأخطاء لهم وعدم الاعتراف بحقهم في الحياة والاختلاف فإن كلامنا سوف يعبر يوما عن أفكارنا المتحيزة المتسلطة وسوف يطلق شرارة النار .
التقوي الحقيقية تبدأ من اللسان ( أمسك عليك لسانك ) و( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) اللسان العف واللسان الحلو الذي يقطر شهدا من حلو الثناء والشكر والتشجيع ، سوف يؤلف القلوب من حولك ، ويشكل بيئة صحية للتعايش والتعاون ويعود الآخرين علي تبادل نفس الكلام مما يزرع المحبة والاحترام في القلوب ويزيد من أعمال الجوارح الطيبة .
اللسان الذي يلهج بذكر الله وتسبيحه والدعاء له وشكره علي نعمائه سوف ينتزع منه السم ويبقي فيه ما ينفع الناس ، اللسان الذي يعتاد الصدق وتلقائية التعبير عما في النفس دون تقليد أو تزييف ، سوف يسهم في التميز وتشجيع الإبداع والقدرة علي مواجهة المشاكل وحلها .
من آفات اللسان أيضا الغيبة والنميمة التي تفسد بركة حياة من اعتادها ، ومن أخطر آفاته السخرية من الناس وقد نهي الله سبحانه وتعالي عنها في محكم آياته وبشكل تفصيلي واضح ( يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
الآية من سورة الحجرات ، والسورة كلها فيها منهاج المسلم في تجنب آفات اللسان وشروره وهي كما جاءت في السورة : رفع الصوت وهو من أقبح العادات التي يتباري الناس فيها وكأنهم يستخدمون أصواتهم كسلاح لإرهاب الآخرين و إخافتهم ، والجهر بالسئ من القول وهو أمر صار منتشرا في كل الطبقات للأسف ، ثم النميمة والتهييج وترويج الشائعات ( إن جاءكم فاسق بنبأ ) وترشد الآية للتصدي له بالتبين والتأكد حتي لا تأخذنا الجهالة ثم نندم بعد فوات الأوان ، ثم الوقوف دائما بجانب الحق ، واجتناب الظن الذي هو حديث النفس بالسوء عن الآخرين ، والغيبة التي صورها القرآن بصورتها المنفرة ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )
ثم تأتي الآية التي هي دستور للتعامل بين الناس علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم في أرقي صورة ممكنة وبعد التخلص من الآفات السابقة وتهذيب النفس بأدب الإسلام يقول تعالي ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
اللسان المهذب يدل علي تربية راقية ويقين صادق ويجعل صاحبه محبوبا موفقا ويجتذب له القلوب والأنظار ، مثل النحلة التي تبني بيتها وتملأه بالعسل من الشهد الذي تقطره ورحيق الزهور الذي تجمعه وتختزنه في جوفها ، واللسان الحلو بغير نفاق ولا تزلف والذي لا يعرف العيبة كما يقولون هو مفتاح السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة .
لا أدري لماذا صار هذا النموذج قليلا نادرا ؟ وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ( وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟ )
إذا لم يعرف المرء كيف يتحكم في لسانه فكيف سوف يتحكم في حياته كلها ؟
ليست العقارب والحيات فقط التي تلسع بلسانها السام ولكن الناس أيضا ، فئة كبيرة من الناس عافاهم الله من الابتلاء الحقيقي ووهبهم الكثير من النعم الظاهرة والباطنة ولكنهم بدلا من شكر النعمة والاستمتاع بها ، فإنهم يفسدون حياتهم بلسانهم .
وعندما يقول أحدهم أنه يفعل الخير دائما ويصلي ويصوم ولا يعرف من أي باب جاءته المشاكل لاتصدقه ، فهو من فتح الباب علي مصراعيه للمتاعب بما أفرزه لسانه من سموم ، كل المشاجرات والخلافات الكبيرة بدأت بكلمات نارية طائشة أشعلت الغضب وكان من الصعب إطفاؤه .
نعرف كيف نكسب المال وكيف نطالب بحقوقنا وكيف وكيف ، ولكن لا نعرف ولم نتعلم كيف نحب وكيف نتعايش وكيف يحترم بعضنا الآخر ، وكما يقولون راقب أفكارك قبل أن تصبح أفعالا ، فإذا كان السائد فيها هو احتقار الآخرين وتصيد الأخطاء لهم وعدم الاعتراف بحقهم في الحياة والاختلاف فإن كلامنا سوف يعبر يوما عن أفكارنا المتحيزة المتسلطة وسوف يطلق شرارة النار .
التقوي الحقيقية تبدأ من اللسان ( أمسك عليك لسانك ) و( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) اللسان العف واللسان الحلو الذي يقطر شهدا من حلو الثناء والشكر والتشجيع ، سوف يؤلف القلوب من حولك ، ويشكل بيئة صحية للتعايش والتعاون ويعود الآخرين علي تبادل نفس الكلام مما يزرع المحبة والاحترام في القلوب ويزيد من أعمال الجوارح الطيبة .
اللسان الذي يلهج بذكر الله وتسبيحه والدعاء له وشكره علي نعمائه سوف ينتزع منه السم ويبقي فيه ما ينفع الناس ، اللسان الذي يعتاد الصدق وتلقائية التعبير عما في النفس دون تقليد أو تزييف ، سوف يسهم في التميز وتشجيع الإبداع والقدرة علي مواجهة المشاكل وحلها .
من آفات اللسان أيضا الغيبة والنميمة التي تفسد بركة حياة من اعتادها ، ومن أخطر آفاته السخرية من الناس وقد نهي الله سبحانه وتعالي عنها في محكم آياته وبشكل تفصيلي واضح ( يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
الآية من سورة الحجرات ، والسورة كلها فيها منهاج المسلم في تجنب آفات اللسان وشروره وهي كما جاءت في السورة : رفع الصوت وهو من أقبح العادات التي يتباري الناس فيها وكأنهم يستخدمون أصواتهم كسلاح لإرهاب الآخرين و إخافتهم ، والجهر بالسئ من القول وهو أمر صار منتشرا في كل الطبقات للأسف ، ثم النميمة والتهييج وترويج الشائعات ( إن جاءكم فاسق بنبأ ) وترشد الآية للتصدي له بالتبين والتأكد حتي لا تأخذنا الجهالة ثم نندم بعد فوات الأوان ، ثم الوقوف دائما بجانب الحق ، واجتناب الظن الذي هو حديث النفس بالسوء عن الآخرين ، والغيبة التي صورها القرآن بصورتها المنفرة ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )
ثم تأتي الآية التي هي دستور للتعامل بين الناس علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم في أرقي صورة ممكنة وبعد التخلص من الآفات السابقة وتهذيب النفس بأدب الإسلام يقول تعالي ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
اللسان المهذب يدل علي تربية راقية ويقين صادق ويجعل صاحبه محبوبا موفقا ويجتذب له القلوب والأنظار ، مثل النحلة التي تبني بيتها وتملأه بالعسل من الشهد الذي تقطره ورحيق الزهور الذي تجمعه وتختزنه في جوفها ، واللسان الحلو بغير نفاق ولا تزلف والذي لا يعرف العيبة كما يقولون هو مفتاح السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة .
لا أدري لماذا صار هذا النموذج قليلا نادرا ؟ وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ( وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟ )
إذا لم يعرف المرء كيف يتحكم في لسانه فكيف سوف يتحكم في حياته كلها ؟