النفخ في البالون ـ إيمان القدوسي
سمعت الفتاة فقط عن هذا الشاب الذي كان عريسا محتملا لصديقتها ، ثم رأته مرات معدودة في المعهد الدراسي الذي تدرس به ، وبالرغم من ذلك أخذت تبني حوله خيالات حبها ، الحب هو البالون الفارغ الذي تقتنيه الفتاة كلعبة تتمناها وتنتظر الفرصة السانحة لتجد الشخص الذي تنصبه فارسا لأحلامها ثم تبدأ النفخ في البالون .
وفي حالة فتاتنا فقد رفضته الصديقة وتزوجت بآخر ، وهنا بدأت الفتاة في الانفراد بحلم خيالها ، أخذت تستعيد الصفات الطيبة التي سمعتها من صديقتها وتضيف عليها لمسة سحرية من عالم أحلامها ، حتي شكله وصفاته الجسديه رأتها بعين أخري فهو في عينها المحبة يبدو أكثر طولا وهيبة ووسامة وذلك الضعف في نظره والذي يجعله يضيق عينيه رأته هي نظرات ناعسة جذابة ، أما أسلوبه غير المهذب في الحديث فكان أشد ما يبهرها إذ أنها فسرته بأنه إنسان صادق في زمن عز فيه الصدق وجرئ في وقت التخاذل .... وهكذا سارت الأمور .
ورغم أنه لم يتقدم لخطبتها أو يفاتحها في شئ إلا أنها لا تزال تنفخ في بالون حبها وتضخمه كل يوم بما تنفثه فيه من مشاعر و أحاسيس تأتي من داخلها هي ، وتتجاهل تماما أن انتفاخ البالون هو امتلاء كاذب وأن تعلقها به ربما يرفعها ويجعلها تحلق عاليا وعندما ينفجر سوف تسقط وترتطم بالأرض وتتفتح عينيها علي الواقع الذي تجاهلته متشبثة بوهم لا يساوي مجرد الحلم به .
حلم الحب والزواج من حق كل فتاة ولكن لابد من وجود خيط يربطها بالواقع ، فمن يحبك سوف يطرق بابك بشكل شرعي وعلني ويطلب يدك من أهلك ، ووقتها افتحي صناديق الفرح والبهجة وأطلقي بخور المحبة ليعبق المكان ، وقتها لن تتعلقي ببالون فارغ لايساوي شئ ولا تملؤه سوي الأوهام ولكن سوف يطير بك زوجك علي بساط الريح وسط فرح ومباركة الأهل والأحباب ، وقتها سوف تملأ الفرحة قلوب كل من أحبك وكل من عرفك وسوف يمطرك الجميع بالورد والنرجس والريحان .
الزواج ليس قصة حب خيالية ولكن فيه الكثير من متعة قصص الحب وخيالها ، وليس مجرد مؤسسة اجتماعية فيها تبادل منافع والقيام بأدوار ضرورية لاستمرار الحياة ولكن فيه كل فوائد المؤسسة الاجتماعية ، ليس رحلة فرح ونزهة خلوية وإن كان يشمل بهجة الفرح ونزهة العمر ، ليس رحلة من المتاعب والاختبارات التي تمحص الشخص وتجلو معدنه وإن كان أيضا يشمل كل أشكال الاختبار والتمحيص ، الزواج أخيرا ليس فقط الوسيلة المناسبة لكي نضع أرواحنا في أشخاص آخرين هم الأبناء ونقدم حياتنا لهم وليمة يقتاتون عليها وسلما يصعدون عليه لمستقبلهم ، الزواج هو العلاقة الإنسانية الأكثر تعقيدا وتركيبا في كل العلاقات ولذلك فهو فيه شئ من كل شئ ، وهو معني شامل أكبر من كل أجزاؤه ومفرداته .
كل العلاقات الإنسانية تسير في اتجاه واحد ( الأمومة ) عطاء ، (الأخوة والصداقة ) وفاء ، ( الأبوة ) بذل ، ( الخصومة ) صراع ، ( الزمالة ) تنافس ، ( البطولة ) تضحية ، ( البنوة ) إحسان وبر ، إلا الزواج فإن سبله متعددة متعرجة قد لا يفهمها تماما حتي طرفيها ، فيه كل المعاني والقيم السابقة وقد صهرت جميعها ـ رغم تناقضها ـ في قالب متناسق متناغم وكأنها عنصر واحد .
ثم إنه العلاقة الوحيدة التي يبلغ حد التمازج فيه إنتاج جيل جديد من البشر كثمرة حية لعلاقة معجزة ذكرها المولي عز و جل في كتابه الحكيم كمعجزة وآية وليست مجرد علاقة بشرية عادية قال تعالي ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) أية رقم 20
النفخ في بالون الحب الوهمي لن يحقق لنا الحب الحقيقي وسيضيع أيضا فرص الزواج ، تزوجي يا ابنتي بمن يختارك قبل أن تختارينه ومن يحترم أهلك ويمنحك مساحة الشرعية والعلنية التي يحتاجها الحب لينمو ويكبر في النور وتدريجيا يتحول لمملكة حقيقية فيها الونس والدفء والأبناء والبيت والاستقرار والحب وتتوجين عليها ملكة القلوب .
سمعت الفتاة فقط عن هذا الشاب الذي كان عريسا محتملا لصديقتها ، ثم رأته مرات معدودة في المعهد الدراسي الذي تدرس به ، وبالرغم من ذلك أخذت تبني حوله خيالات حبها ، الحب هو البالون الفارغ الذي تقتنيه الفتاة كلعبة تتمناها وتنتظر الفرصة السانحة لتجد الشخص الذي تنصبه فارسا لأحلامها ثم تبدأ النفخ في البالون .
وفي حالة فتاتنا فقد رفضته الصديقة وتزوجت بآخر ، وهنا بدأت الفتاة في الانفراد بحلم خيالها ، أخذت تستعيد الصفات الطيبة التي سمعتها من صديقتها وتضيف عليها لمسة سحرية من عالم أحلامها ، حتي شكله وصفاته الجسديه رأتها بعين أخري فهو في عينها المحبة يبدو أكثر طولا وهيبة ووسامة وذلك الضعف في نظره والذي يجعله يضيق عينيه رأته هي نظرات ناعسة جذابة ، أما أسلوبه غير المهذب في الحديث فكان أشد ما يبهرها إذ أنها فسرته بأنه إنسان صادق في زمن عز فيه الصدق وجرئ في وقت التخاذل .... وهكذا سارت الأمور .
ورغم أنه لم يتقدم لخطبتها أو يفاتحها في شئ إلا أنها لا تزال تنفخ في بالون حبها وتضخمه كل يوم بما تنفثه فيه من مشاعر و أحاسيس تأتي من داخلها هي ، وتتجاهل تماما أن انتفاخ البالون هو امتلاء كاذب وأن تعلقها به ربما يرفعها ويجعلها تحلق عاليا وعندما ينفجر سوف تسقط وترتطم بالأرض وتتفتح عينيها علي الواقع الذي تجاهلته متشبثة بوهم لا يساوي مجرد الحلم به .
حلم الحب والزواج من حق كل فتاة ولكن لابد من وجود خيط يربطها بالواقع ، فمن يحبك سوف يطرق بابك بشكل شرعي وعلني ويطلب يدك من أهلك ، ووقتها افتحي صناديق الفرح والبهجة وأطلقي بخور المحبة ليعبق المكان ، وقتها لن تتعلقي ببالون فارغ لايساوي شئ ولا تملؤه سوي الأوهام ولكن سوف يطير بك زوجك علي بساط الريح وسط فرح ومباركة الأهل والأحباب ، وقتها سوف تملأ الفرحة قلوب كل من أحبك وكل من عرفك وسوف يمطرك الجميع بالورد والنرجس والريحان .
الزواج ليس قصة حب خيالية ولكن فيه الكثير من متعة قصص الحب وخيالها ، وليس مجرد مؤسسة اجتماعية فيها تبادل منافع والقيام بأدوار ضرورية لاستمرار الحياة ولكن فيه كل فوائد المؤسسة الاجتماعية ، ليس رحلة فرح ونزهة خلوية وإن كان يشمل بهجة الفرح ونزهة العمر ، ليس رحلة من المتاعب والاختبارات التي تمحص الشخص وتجلو معدنه وإن كان أيضا يشمل كل أشكال الاختبار والتمحيص ، الزواج أخيرا ليس فقط الوسيلة المناسبة لكي نضع أرواحنا في أشخاص آخرين هم الأبناء ونقدم حياتنا لهم وليمة يقتاتون عليها وسلما يصعدون عليه لمستقبلهم ، الزواج هو العلاقة الإنسانية الأكثر تعقيدا وتركيبا في كل العلاقات ولذلك فهو فيه شئ من كل شئ ، وهو معني شامل أكبر من كل أجزاؤه ومفرداته .
كل العلاقات الإنسانية تسير في اتجاه واحد ( الأمومة ) عطاء ، (الأخوة والصداقة ) وفاء ، ( الأبوة ) بذل ، ( الخصومة ) صراع ، ( الزمالة ) تنافس ، ( البطولة ) تضحية ، ( البنوة ) إحسان وبر ، إلا الزواج فإن سبله متعددة متعرجة قد لا يفهمها تماما حتي طرفيها ، فيه كل المعاني والقيم السابقة وقد صهرت جميعها ـ رغم تناقضها ـ في قالب متناسق متناغم وكأنها عنصر واحد .
ثم إنه العلاقة الوحيدة التي يبلغ حد التمازج فيه إنتاج جيل جديد من البشر كثمرة حية لعلاقة معجزة ذكرها المولي عز و جل في كتابه الحكيم كمعجزة وآية وليست مجرد علاقة بشرية عادية قال تعالي ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) أية رقم 20
النفخ في بالون الحب الوهمي لن يحقق لنا الحب الحقيقي وسيضيع أيضا فرص الزواج ، تزوجي يا ابنتي بمن يختارك قبل أن تختارينه ومن يحترم أهلك ويمنحك مساحة الشرعية والعلنية التي يحتاجها الحب لينمو ويكبر في النور وتدريجيا يتحول لمملكة حقيقية فيها الونس والدفء والأبناء والبيت والاستقرار والحب وتتوجين عليها ملكة القلوب .