استراتيجيات الارتكاز في سوق العملات
استخدم الكثير من المتداولين وصناع السوق استراتيجيات الارتكاز لسنوات طويلة من أجل تحديد مناطق الدعم والمقاومة القوية التي قد ترتد منها أسعار التداول، سواء في سوق الأسهم أو سوق العملات أو غيرهما من الأسواق المالية. ومن الجدير بالذكر أنه يتم استخدام نقاط الارتكاز بكثرة في سوق العملات. ومن الممكن أن تكون من الأدوات المفيدة في تحديد مناطق الارتداد والانعكاس الخاصة بأسعار التداول، ومن الممكن أن يستخدمها المتداول في تحديد مناطق الدخول والخروج المناسبة له. وفي هذا المقال سوف نتعرف على كيفية حساب تلك النقاط وكيفية الاستفادة منها وطريقة التداول بها في الأسواق المالية، سواء في سوق الأسهم أو سوق العملات أو غيرهما من الأسواق المالية. بالإضافة إلى استخدام بعض المؤشرات الفنية الجانبية معها لتأكيد الإشارات.
طريقة حساب نقاط الارتكاز
بصورة علمية فإن نقاط الارتكاز هي النقطة التي تدور حولها أسعار التداول لفترة طويلة. ومن أجل حساب نقطة ارتكاز التداولات اليوم فإنه يتم استخدام بيانات اليوم السابق في الحساب، حيث يتم استخدام أعلى سعر وأدنى سعر وسعر الإغلاق لليوم السابق لحساب النقطة. ومن الممكن الحصول على تلك المعلومات من الرسم البياني اليومي وذلك في حالة حساب النقطة الخاصة بتداولات اليوم بالكامل، علما بأنه من الممكن حساب تلك النقطة على أي إطار زمني وحينها يتم الحصول على البيانات من نفس الإطار الزمني الذي يتم حساب تلك النقاط فيه. وهناك بعض المتداولين الذين يقومون بحساب نقاط الارتكاز بصورة يومية ولكن يقومون بتطبيق تلك النقاط على الرسوم البيانية اللحظية مثل الرسم البياني للساعة والثلاثين دقيقة و15 دقيقة، والجدير بالذكر فإنه كلما تم حساب نقاط الارتكاز على إطارات زمنية صغيرة كلما كانت غير دقيقة بشكل كبير. وينطبق ذلك على سوق الأسهم أو سوق العملات أو غيرهما من الأسواق المالية.
نقطة الارتكاز = (أعلى سعر + أدنى سعر + الإغلاق ) \ 3.
ومن ثم يتم استخدام تلك النقطة من أجل حساب مستويات الدعم والمقاومة من خلال معادلات أخرى كما هو موضح بالجزء :
الدعم الأول والمقاومة الأولى:
المقاومة الأولى ( م 1) = (2* نقطة الارتكاز) – أدنى سعر.
الدعم الأول ( د 1) = (2 * نقطة الارتكاز ) – أعلى سعر.
ومن الممكن أيضا حساب المقاومة الثانية والدعم الثاني من خلال المعادلات :
المقاومة الثانية ( م 2) = نقطة الارتكاز + ( م 1 – د 1) .
الدعم الثاني ( د 2 ) = نقطة الارتكاز – ( م 1 – د 1).
ومن المعروف في ذلك النظام أنه يتم حساب مقاومتين ودعمين ولكن من غير الشائع بين المتداولين حساب مستويات أكثر من تلك في ذلك النظام، ولكن هذا لا يمنع أنه من الممكن حساب مقاومة أو دعم ثالث ولكن يعتمد الأمر في النهاية على مدى استفادة المتداول منهم في السوق، وهناك بعض المتداولين يقومون باستخدام بعض المعادلات الإضافية مثل الاهتمام بالنقطة الوسطية بين المقاومتين أو الدعمين ومتابعة حركة السعر عليها.
تطبيق نظام نقاط الارتكاز في سوق العملات
شكل عام فإن نظام نقاط الارتكاز يتم استخدامه من أجل الحصول على مستويات دعم ومقاومة كما تم الشرح في الجزء السابق. وفي الجزء سوف نستخدم رسم بياني لثلاثين دقيقة لمتابعة مثالا عن كيفية استخدام ذلك النظام وذلك على الزوج الباوند/دولار أمريكي في سوق العملات، علما بأنه تم حساب تلك المستويات بناءا على البيانات اليومية للزوج على الرسم البياني اليومي، والبيانات على الرسم البياني هي كالاتي:
∞ الخط الأخضر هو نقطة الارتكاز.
∞ الخط الأحمر هو مستويات المقاومة.
∞ الخط الأزرق هو مستويات الدعم.
∞ الخط الأصفر هي نقاط المنتصف بين المستويات المختلفة.
وفي الشكل (1) نرى كيفية استخدام نقاط الارتكاز ومستويات الدعم والمقاومة المحسوبة منها على الزوج الباوند/دولار أمريكي في سوق العملات أثناء التداولات الأوروبية وكيف أن أسعار التداول كانت تحترم تلك المستويات بصورة كبيرة أثناء تلك الفترة. ولكن بمجرد أن فتحت الأسواق الأمريكية أبوابها في سوق العملات، بدأت أسعار التداول في اختراق تلك المستويات لأعلى بشكل واضح. ولكن كان من الملاحظ أنه بعد كل اختراق كانت أسعار التداول تعاود اختبار المستوى المكسور مرة أخرى. ومن الممكن أيضا معرفة معلومة هامة عن ذلك النظام من خلال ذلك الرسم البياني وهو أنه من الممكن أن يكون الكسر مع فتح السوق تقريبا. لذلك يجب متابعة مواعيد فتح الأسواق المختلفة في سوق العملات، حيث يفتح السوق الأمريكي الساعة 8 صباحا بالتوقيت الشرقي، ويبدأ السوق الأوروبي الساعة 2 صباحا بالتوقيت الشرقي والسوق الآسيوي يقوم بالفتح الساعة 7 مساءا بالتوقيت الشرقي أيضا.
مدى أهمية فتح الجلسة في سوق العملات
من العوامل الهامة التي يجب على المتداول أن يفهمها عند التداول بنظام نقاط الارتكاز أن أسعار التداول غالبا ما تقوم بكسر مستويات هامة من الدعم أو المقاومة غالبا عند بداية فتح سوق من الأسواق. والسبب في ذلك هو أنه عند فتح سوق جديد أو جلسة جديدة في سوق العملات، فإن ذلك يؤدي إلى اندفاع المستثمرين بصورة كبيرة في البداية إلى تداولات معينة ومن ثم بمرور بعض الوقت تبدأ الأمور في الهدوء مرة أخرى. ولكن يجب أن نعلم أيضا أنه في الأوقات التي تتسم بالهدوء الكبير مثل التعاملات الآسيوية في سوق العملات على سبيل المثال، من الممكن أن نرى أسعار التداول تظل تسير بصورة عرضية لساعات طويلة دون أن تتحرك حتى يبدأ سوق جديد في الفتح فتبدأ أسعار التداول بالخروج من ذلك الإطار العرضي بشكل كبير.
استراتيجيات التعامل بنقاط الارتكاز في سوق العملات
في الحقيقة فإنه هناك الكثير من استراتيجيات التداول التي تم تطويرها للتعامل مع السوق من خلال نقاط الارتكاز. ولكن من الممكن أن نقول أن مدى دقة الإشارات التي من الممكن الحصول عليها من خلال ذلك النظام عندما يتم استخدامه مع الشموع اليابانية والنماذج التي تتكون عند تلك المستويات. فعلى سبيل المثال في حالة وجود أسعار التداول تحت مستويات نقطة الارتكاز لمعظم ساعات جلسة التداول، ومن ثم وبصورة مفاجئة صعدت أسعار التداول إلى ما فوق تلك النقطة بصورة سريعة الأمر الذي أدى إلى تكوين نموذج انعكاسي على الشموع اليابانية وليكن مثلا دوجي أو الرجل المشنوق، فإن تلك الإشارة سوف تعتبر بالنسبة للمتداول إشارة بيع وأنه من الممكن أن يقوم بفتح مراكز بيع متوقعا تراجع أسعار التداول للوراء مرة أخرى في سوق العملات.
ولعل هناك مثالا جيدا من الممكن أن نراه في الرسم (3) ، وهو عبارة عن الرسم البياني 30 دقيقة للدولار الأمريكي/فرنك سويسري في سوق العملات، والذي سار بصورة عرضية ما بين منطقة الدعم الأول ونقطة الارتكاز لمعظم ساعات تدول الجلسة الآسيوية. ولكن عند بدء التداولات الأوروبية استطاع الزوج الارتفاع فوق نقطة الارتكاز مرة أخرى، ولكن ما لبثت أسعار التداول الارتفاع إلا أن فقد المشتري قوته وعاودت أسعار التداول الانخفاض مرة أخرى مكونة نموذج “دوجي” على الشموع اليابانية، فعاودت أسعار التداول الانخفاض مرة أخرى لتقضي ما يقرب من ستة ساعات أخرى ما بين نقطة الارتكاز ومستوى الدعم الأول. ولكن من قام بمتابعة ذلك النموذج على هذا الزوج في سوق العملات، كان من الممكن له أن يقوم بالبيع بعد تكوين الدوجي تماما على الزوج مما كان سينتج عنه تحقيق ربح حوالي 80 نقطة حتى تصل أسعار التداول لمستويات الدعم الأول مرة أخرى.
إستراتيجية أخرى من الممكن للمتداول استخدامها مع ذلك النظام وهي معرفة مستويات الدعم والمقاومة الأقوى والتداول عليها. ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال متابعة عملية اختراق مستويات نقطة الارتكاز. فعلى سبيل المثال في حالة ارتفاع أسعار التداول فوق نقطة الارتكاز ولكنها عاودت الانخفاض تحتها مرة أخرى بسهولة، فإن ذلك سوف يعني أن أسعار التداول لا تحترم تلك النقطة وب سوف نعتبر تلك النقطة ضعيفة وغير مفيدة في التداول بصورة كبيرة. ولكن في حالة احترام أسعار التداول لتلك النقطة وترددها كثيرا حتى تخترقها لأعلى أو تكسرها لأسفل، فإن ذلك يعني أن تلك النقطة تتمتع بقوة مرتفعة بصورة كبيرة.
في الشكل (4) نرى الباوند/فرنك سويسري في سوق العملات على الرسم البياني 15 دقيقة، وكيف أن أسعار التداول كانت تحترم مستويات نقطة الارتكاز بصورة كبيرة. فبعد أن اخترقتها لأعلى في البداية إلا أنها لم تستطع الانخفاض تحتها بعد ذلك بصورة كبيرة، علما بأن اختراق نقطة الارتكاز في البداية كان مع افتتاح السوق الأوروبي تقريبا في حدود الساعة 2 صباحا بالتوقيت الشرقي. وبعد اختراق نقطة الارتكاز لأعلى تم اختبار تلك المستويات أكثر من مرة بعد ذلك حتى بداية فتح السوق الأمريكي في سوق العملات الساعة 7 صباحا بالتوقيت الشرقي. وفي تلك النقطة تم وضع أمر شراء على الزوج مع التأكد تماما من احترام الزوج لتلك المستويات. وبعد اختبار نقطة الارتكاز وتنفيذ أمر الشراء، عاودت أسعار التداول الارتفاع بصورة كبيرة بعد ذلك.
الخلاصة
يستخدم الكثير من المتداولين والعاملين في الأسواق المالية نظام نقاط الارتكاز منذ فترة طويلة وسنوات طويلة، وذلك من أجل تحديد مستويات الدعم والمقاومة التي قد تحترمها أسعار التداول بصورة كبيرة. وكما نرى في الرسوم البيانية السابقة فإنه من الممكن فعلا الاستفادة من ذلك النظام بصورة كبيرة خاصة في سوق العملات. وأيضا خاصة في حالة متابعة بعض الأمور الجانبية التي قد تستخدم لتأكيد الإشارات مثل النماذج الخاصة بالشموع اليابانية أو المبادئ الخاصة بتحديد مستوى ضعف وقوة مستويات الدعم والمقاومة.
وبالتدريب والدراسة المستمرة من الممكن الاستفادة من ذلك النظام بصورة كبيرة في تحسين الأداء الخاص بالمتداول ومساعدته في توقع حركة أسعار التداول واتخاذ القرارات الصحيحة في التوقيت المناسب.