بسم الله الرحمان الرحيم :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب الأطفال ويُداعبهم وامتد عطفه ورحمته إلى الطفل المسلم وغير المسلم.
فكان يحمل حفيده الحسن بن علي بن أبي طالب ويضعه على كتفيه الشريفين ويداعبهُ ثم يضمّه ويُقبلهُ ويدعو الله قائلاً
- ( اللهم أَحِبَّهُ فإنِي أُحِبُّهُ )
وكان يرفع ابنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها وهى صغيرة عاليا ثم ينزلها إلى يده, وكان يفعل ذلك عدة مرات ثم يقول " ريحانة أشمُها و رِزقُها على ربها"
وعن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول : " نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما"
وكان النبى عليه الصلاة والسلام يركب أحفاده الحسن والحسين على ظهره ويقول " نعم الفارسان ولدىَّ هذان"
وكان كلما دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه.
النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن التفرقة بين الأبناء
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " (اتقوا الله وأعدلوا في أولادكم )
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاًٍ كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه، وجاءت بنت له فأجسلها بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا سويت بينهم ؟ " . وجاء النعمان بن بشير إلى رسول الله فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية،فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله ، قال : " أعطيت سائر ولدك مثل هذا ؟ " قال : لا ، قال : " فاتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم " فرجع في عطيته
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أم أحدكم الناس فليخفف فإن منهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، فإذا صلى وحده فليصل كيف يشاء"
عن أنس رضي الله عنه قال : ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف عنه مخافة أن تفتن أمه . ويؤكد صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه فيقول : " إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه"
عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي . فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحى إليه، قال : " كل ذلك لم يكن ... ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته "
كان النبى عليه الصلاة والسلام يصلى بالناس يوماً فأتت حفيدته أمامة ابنة زينب وزحفت حتى وصلت إلى مكان صلاة النبى فحملها بين يديه وهو في الصلاة إذا ركع وضعها وإذا سجد وضعها وإذا قام حملها بين يديه صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما وضعهما بين يديه، ثم قال : " صدق الله ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ، فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".
عن أبي هريرة قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنه وعنده الأقرع بن حابس جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : "من لا يرحم لا يرحم "
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الآباء على رحمة الأبناء فعن أنس رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى عائشة رضي الله عنها فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما، فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة رضي الله عنها فقال:" وما يعجبك من ذلك، لقد رحمها الله برحمتها صبييها"
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا عليه أنا وغلمة معي فوجدناه يأكل تمراً في قناع ومعه ناس من أصحاب فقبض لنا من ذلك التمر قبضة قبضة ومسح على رؤوسنا.
وعن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، قال: فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضاً فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة.
عن رافع بن عمرو الغفاري رضي الله عنه قال: كنت وأنا غلام أرمي نخلاً للأنصار ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: إن هاهنا غلاماً يرمي نخلنا، فأتي بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام ، لم ترمي النخل ؟ " قلت : آكل ! قال : " فلا ترم النخل، وكل ما يسقط في أسافلها " ثم مسح رأسي وقال : "اللهم أشبع بطنه "
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأطفال الأعداء
قبيل غزوة بدر أرسل النبي صلى الله عليه وسلم استخباراته من أصحابه ليستكشفوا أخبار العدو، فقبضوا على غلامين كانا يستقيان لجيش مكة، فسألوهما: لمن أنتما؟ قالا : نحن سقاة قريش، فظن الصحابة أنهما يكذبان وأنهما لأبي سفيان، فضربوهما ضرباً موجعاً حتى قالا: نحن لأبي سفيان فتركوهما، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي حينها فلما فرغ من صلاته استنكر ما فعله أصحابه وقال لهم وهو الخبير : " إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما؟ صدقا والله، إنهما لقريش " ، بدأ صلى الله عليه وسلم باستجوابهما دون تخويف فسألهما: " كم القوم ؟ " قالا : كثير، قال : " ما عدتهم ؟ " قالا : لا ندري، فقال : " كم ينحرون من الإبل كل يوم؟ " قالا : يوماً تسعاً ويوماً عشراً . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " القوم ما بين التسعمائة إلى الألف" لأن البعير يكفي من تسعين إلى مائة فرد .
تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصحب الأطفال ويعلمهم دينهم وكان ممن صحبهم: أنس بن مالك، وابني جعفر بن أبي طالب، والفضل ابن عمه وعبد الله بن عباس وقد اصطحبه يوما وقال له :" يا غلام، إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"
وكان صلى الله عليه وسلم يصف الأطفال في الصف الأخير ويأمرهم بتسوية الصفوف. قال ابن مسعود رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: " استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم" ..
وكان يحذرهم صلى الله عليه وسلم من الالتفات في الصلاة فيقول: " هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" وكان صلى الله عليه وسلم يصحبهم للصلاة ويمسح خدودهم رحمة وإعجاباً بهم
وكان يعلمهم سنة السلام كما ورد في الحديث الشريف : " فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم على الصبيان وهم يلعبون
قال أنس : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهلك
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إلى حديثاً لا أحدث به أحداً من الناس." ولم يخبر عبد الله أحدا من الناس بالسر.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مع الأطفال، كى يعلمهم آداب الأكل.
يقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" يا غلام، سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"
عن أنس رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا بني إذا قدرت أن تصبح وتمسي، ليس في قلبك غش لأحد فافعل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لا تحرمونا من الدعاء