الاعتراف الرابع
(العذاب امرأة)
قد كان موتى منذ تلك اللحظات يعلن بداية انهيار وشيك،لكننى لم أزل تلك البريئة التى ترى الخير فى كل الناس...لكنها كانت امرأة...
اننى أعترف اليكم ..
أننى حاولت الكثير وفقدت الكثير ،كل المشاعر التى قد تحملها أى امرأة فى سنى،لكنها تلك المرأة (حماتى):كانت بركانا يستعد طوال الوقت للانفجار ،لقد اعتادت كونها المرأة الوحيدة فى ذلك البيت -زوجها و(صبيانها الثلاثة )مجرد تابلوهات جميلة تدعم أركان ذلك المنزل-لاشئ يتم دون علمها ،هى الأمر الناهى ،بيدها مقاليد الحكم فى هذا المكان.
اننى أعترف اليكم...
أننى لم أحبها يوما من الأيام ،لكننى أبدا لم أقدم لها اساءة من أى نوع..ويبدو أنها أعلنت الحرب على الوافدة الجديدة ،ربما لأننى لم أعتد هذا النوع من الحياة فى قريتنا ،حيث تنتقل الفتاة من بيت أبيها لتعيش خادمة فى بيت حماتها..
اننى أعترف أمامكم ..
أن تلك المرأة كانت نوعا ما مريضة بحب الامتلاك ..فاتخذتنى خصما لها منذ اليوم الاول ،فكانت تبدو كالملاك أمام أولادها..وما هى الا لحظات وتتحول الى شيطان قبيح ،يشهر فى وجهك كل أسلحة الدمارالشامل.
اننى أعترف اليكم...
بأن أيامى كانت قاسية ، والليالى لم تكن سوى دموع مختنقة واغتصاب جسد أكلته برودة القلب ،قلب كثيرا ما بث حزنه لله ،فبكت عيني ، وارتفعت يدي ، ولم ينطق لسانى..
ولا يخفى عليكم ما قد تفعل بعض الحموات لكى تعذب الوافدة الجديدة:أعمال منزلية لا تنتهى ،اهانات نفسية لا حد لها ،سادية ليس لها مبررات..كل ماقد يرد على خاطركم من الأذى النفسى والجسدى.
اننى أعترف اليكم ..
أننى تحملت ما يفوق احتمال البشر ،لن أخوض فى تلك التفاصيل المؤلمة،يكفيكم أننى ذات يوم أحسست باعياء شديد وذهبت للطبيب ليقع الخبر على قلبى كالصاعقة:
-مبروك انت حامل!!!
وكأن الموت لا يكفينى انه موت الاف المرات ،أى حمل هذا وأنا مكرهة على تلك الحياة ،وكأن حملى هذا مأساة بت أبكى منها ليل نهار ،ربما تتفهم النساء تلك الأحاسيس أكثر من الرجال ،وعدت الى مقبرتى أزف اليهم خبرى فلم يجرؤ أحدا أن يقولها:مبروك.. لم تكن تعنينى الكلمة لكنها زادت المى وخوفى ، وأعلنت المرأة(السادية) الحرب على فأنهكتنى عملا رغم أن الطبيب حرم على الاجهاد فلم أحرمه على نفسى ليس رغبة منى فى الخلاص من هذا الحمل لكنها كانت رغبتها ...
اننى أعترف اليكم ..
أن مشاعر الامومة رغم كل شئ كانت تغازل موتى وتحاول بث الحياة بجسدى رغم الايام التى لم أكن أعرفها ولم أكن أحصيها..حتى ذلك اليوم ،الذى كان بداية الانهيار...لقد كان يوما الذى ثار فيه البركان فأطفئ كل شموع الأمل...
انتظروا الاعتراف القادم ان شاء الله..