الاعتراف السابع عشر
(وضاع زمن النبلاء..)
إننى لم أعد تلك الفتاة التى عرفتها يوما ما.. نعم..أن لم أعد تلك المرأة التى أحست أن حياتها تضيع أمام عينيها..
أهرب من قدرى وأواجهه.. أعزف اغنية الحزن مع كروان الليل ..ولا أعرف...
توقف قلمى عن الكتابة ربما هجرنى إلهامى قليلا..لقد خاننى ظنى فيه..ظننت أنه شاعر سيفهم ادق المشاعر لكنه أبى الا أن يهين مشاعرى ..
لماذا أهرب منك يا قدرى وتعيينى حماقاتك ؟؟لماذا أتهرب من ضعف حالك فأتجرع سخافاتك؟؟كيف ارتضيت اهانتى وأنا لم أرتضى سوى تقديس حالاتك؟؟
أعترف أمامكم ..
أننى ظننته من دون كل من حولى سيفهم ما أرنو اليه لكنه أهان نفسى وأقولها -نفسى- فوق ما قد أطيق ..ماذا فعلت به ؟؟ هربت من سطوة قدرى و احتكار عينيك لقلبى لأننى لم أعد أطيق عينيك..لأننى لم أعد أطيق حيرتك أمامى ..لأننى لم أعد أطيقك بعيدا عنى ..
أعترف أمامك يا قدرى ..
أننى سأهرب منك لأبعد حدود الأرض ..ربما سأهرب مثلما هرب "نزار" أو غيره من المعذبين الشعراء لكننى ..ربما يوما ما أسلو قدرى ..
أعترف أمامك ياقدرى ...
أن سخافتى لم تتخطى يوما حدودها المعروفة ..لكنها سخافتك التى أعلنت أمامى ماحاولت مجهدا أن تخفيه .. لكنها ألمتنى حتى النخاع..ألمنى أنك لم تتفهم شيئا فقط ثرت لنفسك..واثرت مشاعرك وانت الذى تتغنى بعصر النبلاء والأنبياء..
كنت راحلة عنك وأنا تاركة فى خيالى نبل الشعراء و رقي المتحضرين من الناس لكننى واهمة أنا الشرقية الساذجة التى ظنت أن شاعريتك سوف تمحو اثارك الهمجية التى أعلنت عنها أمام الجميع..
أعترف أمامكم ...
أنى ظللت أياما وأسابيعا أبكى أمام مرأتى ..ماذا فعلت حتى يحملنى الجميع مسؤلية أحزانهم :أمى تبكى حظى التعس "تزوجى.." ,أبى يرثى حالى ليل نهار"الزواج سنة الحياة"..ولم يبقى أمامى سواك ..تعذبنى على مهل كأننى جاريتك الحمقاء..أصدقائى :"ارحمى الجميع فكرى فى نفسك قليلا"..كلهم يهاجمون مشاعرى ولا يدرون أزمتى..
أعترف أمامكم ...
أننى سأرحل لأننى ماعدت أعرف ماقدرى.. سأرحل وإن لم يكن هو يحمل ذلك النبل الذي اثرته به سأظل أحمله أنا وأمضى فى صمت بعيدا بعيدا حتى أخر الدنيا لو أستطيع..
انتظرونى ربما بعد الكثير الكثير من الوقت..